كيف تعززين ثقة طفلك في نفسه؟.. أخصائية تخاطب لـ "الجوهرة" تقدم نصائح هامة

الثقة بالنفس هي المحرك الأساسي لتحقيق أي نجاح في الحياة، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو المهني؛ فمن خلالها يعرف الشخص قيمة نفسه ومدى قدراته ومهاراته دون تهوين يصل إلى المهانة والشعور بالدونية أو تهويل يشوبه كبرياء. كما تخلق الثقة بالنفس إنسانًا سويًا قادرًا على العطاء والمساندة لمن حوله مع قطعه لخطوات جيدة في حياته الخاصة.

تعزيز الثقة بالنفس في السنوات الأولى

ولأن الثقة بالنفس مهارة مكتسبة يمكن تعلّمها وتعزيزها، وتعتمد بدرجة كبيرة على معاملة الآخرين لنا، لا سيما في السنوات الأولى من العمر التي تكتسب فيها شخصياتنا سماتها الأساسية؛ فيجب العمل على تعزيز الثقة لدى كل شخص منذ السنوات الأولى من عمره.

تعزيز ثقة الطفل في نفسهتعزيز ثقة الطفل في نفسه

ولأن الأم - في الغالب - هي أكثر من يلازم الطفل في سنواته الأولى، أوضحت ميرفت محمد، أخصائية التخاطب والمقاييس النفسية، خلال حديثها لـ"الجوهرة"، كيف يمكن للأمهات تعزيز ثقة أطفالهن في أنفسهم.

كيف تعززين ثقة طفلك في نفسه؟

قالت "ميرفت" إن هناك بعض الأفعال الخاطئة التي تقع فيها الأم في أثناء تعاملها مع ابنها في السنوات الأولى من عمره، تكون سببًا في إضعاف ثقته في نفسه، أهمها مقارنته بالآخرين، لأي سبب، حتى لو كان الدافع تشجيع الطفل وحثه على الاجتهاد؛ فصدق الدافع لا يعني بالضرورة سلامة الوسيلة.

ومن التصرفات الخاطئة التي يجب تجنبها أيضًا في التعامل مع الطفل هي ذكر عيوبه أو أخطائه، لا سيما أمام الآخرين، سواء تلك التي تتعلَّق بمستواه الدراسي أو نظافته الشخصية أو حتى حركته الكثيرة و"شقاوته": "لا يصح للأم أن تشكو طفلها أمام الآخرين، وإنما تمدح صفاته الأخرى وأفعاله الأخرى الجميلة مهما بلغت بساطتها"، وفقًا لـ"ميرفت".

تعزيز ثقة الطفل في نفسهتعزيز ثقة الطفل في نفسهتعزيز ثقة الطفل في نفسهتعزيز ثقة الطفل في نفسه

خطورة الحب المشروط

كما يعد الحب المشروط هو أكثر ما يزعزع ثقة الطفل في نفسه؛ إذ يشعره أنه غير محبوب وغير مرغوب فيه إلا إذا فعل أمرًا معينًا، عندها فقط يكون محبوبًا أو بالأدق مقبولًا، غير ذلك فهو لا قيمة لا ولا ترحيب به، وهي طريقة شديدة الخطورة تتبعها أمهات كثيرات ظنًا منهن أنهن بذلك يشجعن الطفل على التحسّن: "المفروض إني أحب ابني دون شروط، يعني أقوله أنا بحبك دايمًا وفي كل الأحوال، لكن لما بتعمل الحاجة الصح أنا بكون مبسوطة علشان أنت كبرت وبقيت تعرف تفرَّق بين الصح والغلط".

ميرفت محمد، أخصائية التخاطب والمقاييس النفسيةميرفت محمد، أخصائية التخاطب والمقاييس النفسية

من المهم أيضًا لكل أم أن تترك طفلها يتمتع بمساحته وحريته الشخصية، والتي يعبر عنها الطفل باختياره بعض الأشياء ورفض بعضها الآخر، ولطالما هذا الاختيار أو ذاك الرفض لا يمثل ضررًا له فلا مانع من احترام رغبة الطفل وتنفيذها على الفور دون حتى محاولة الضغط عليه: "لازم الأم تحترم شخصية ابنها واختياراته"، حسب "ميرفت" التي شددت على أهمية عدم مجاملة الأقارب والأصدقاء في اختيار اسم الطفل عند ولادته؛ فهو فقط من سيلازمه هذا الاسم وسيؤثر عليه بالإيجاب أو السلب.

اقرأ أيضًا: أخصائية تخاطب لـ "الجوهرة": اضطراب طيف التوحد هو مرض العصر في السنوات الأخيرة