خاص||الشاعرة سكينة الشريف لـ«الجوهرة»: دخولي موسوعة الشعر العربي جعلني أكتب على مهل وحذر

نجحت الشاعرة السعودية، سكينة الشريف، في تحقيق إنجاز استثنائي كأول شاعرة سعودية يوثق اسمها وسيرتها الذاتية وقصائدها في موسوعة الشعر العربي "الديوان".

وتتميز الشريف بتوظيفها الرائع بين الفن التشكيلي والشعر الفصيح، مما جعلها تضع بصمة لافتة في تاريخ الشعر والفن.

وتعد قصائدها بطاقة عبور تصل إلى أرواح الآخرين، وتتميز روحها بالميل إلى كل ما يمثل الرمز المشعل لفتيل الفكر الذي يرتقي بالذوق الجمالي.

وقالت الشاعرة سكينة الشريف في حوار لها مع مجلة  "الجوهرة": "إن الثقافة هي وقود المبدعين والوجه الملفت لمتعاطيها مهما كانت مكانته الأدبية والاجتماعية؛ فالثقافة مثل سلّم نرتقيه ولا نعود منه أدراجنا أبدًا فدرجات الثقافة تزداد ولاتقلّ؛ وهي سلاح نحصّن به أحاديثنا وعقولنا ونروي به عطش عروقنا للاطلاع والمعرفة فتلك جبلة في نفس الأحرار وضالّة ينشدها الإنسان المتأمل في هذه الحياة.

سكينة الشريف أول شاعرة سعودية تدخل موسوعة الشعرسكينة الشريف أول شاعرة سعودية تدخل موسوعة الشعر

وتابعت: "لذلك فحصيلتي اللغوية والثقافية _ولله الحمد_ لم تخذلني فوفاؤنا متبادل، كوني زوجة وأمّ محبّة لأسرتي الصغيرة التي كانت ومازالت بعد توفيق الله تمهد لي دروب المجد والإبداع فهم مرآة أفكاري وأنا امتداد ثقتهم وعطاء قلوبهم؛ محبتي لعائلتي جذوة إلهام لا تنطفئ بإذن الله".

إليكم نص الحوار..

في البداية..عرفينا بنفسك؟

شكينة الشريف، شاعرة وكاتبة وفنانه تشكيلية، عضو اللجنة الأدبية في منتدى أطياف المدينة التطوعي في المدينة المنورة، ومدربة في برامج أولمبياد الرسم والتصوير التشكيلي والخط والزخرفة الإسلامية، ساهمت في إصدار أوبريت " مواكب المجد" بقصيدة " هيبة في ذكرى البيعة السابعة".

كيف ترين نفسك؟

إنسانة أنهكها التأمّل وأرّقتها رحلة الأسئلة، لكنّها مشقّة مرغوبة؛ وعناءٌ تشَدُّ له الرحال ويسعى إليه، وفي مسيرة الاستفهامات والمسائل ربما وجدْتُ من أكون.

وما زلت كل يوم أجمع حصيلتي المخبّأة تحت الوسائد من أحلام تسلّلَ إليها الفأل وهمسات الأمل وأنطلق لمدرسة الحياة بوجاهة طفلة.

سكينة الشريفسكينة الشريف

يمكنك أن تشاركي معنا بداية رحلتك في عالم الشعر.. وكيف بدأ اهتمامك بالكتابة؟

لا زلت أذكر تلك الطفلة التي لا تعرف ولا تعرف أنه من المهم لو تعرف.. لا تعرف أنها ولدت موهوبة بالشعر ممسوسة بالهذيان شغوفة بالغناء مفتونة بالتغريد خارج الأسراب.

أذكر في طفولتي؛ إذ نشأت في منزل جميل تحيط به البساتين والغناء ويحتضنه النخيل الشامخ كنت أرغم الأطفال في مثل سني _عن رضا ومحبة منهم_ على لعب دور الشعراء والمتلقين بحيث كنت أصعد تلًّا صغيرًا في تلك المزرعة وكنت أكتب على ورقٍ شيئًا يحاكي الشعر وليس بشعر؛ بل هو أمرٌ بحجم سكاكر الأعياد التي تنقش لذّتها في الذاكرة.

وترسم أقواس البسمات عريضة لاشيء يعيق استدارتها نحو الشمس والأمل؛ هو ذلك ما كنت أحاول أن أكتبه ومازال محرضًا لي على الاستمرار في الكتابة والفن.

كل ذلك بدأ بشغف التي لا تعلم وأسعدني الآن أني لم أكن أعلم، فأجمل أقداري لم أخطط لها ولم أكن أعلم.

سكينة الشريف أول شاعرة سعودية تدخل موسوعة الشعرسكينة الشريف أول شاعرة سعودية تدخل موسوعة الشعر

ما هي المصادر الملهمة التي تستمدين منها أفكارك ومواضيع قصائدك؟

أرى الفكرة أحيانًا حرّة مجرّدة من سلطة الداخل؛ ففي الشعر الأفكار تكون وليدة الموقف، رغم أنها حين تولد تمتد كسيلٍ عارمٍ ،أحيانًا قد يؤول إلى فيضانٍ أو قد تتلقفهُ السدود المنيعة .

تلك هي حدود الفكرة حين لا يعيرها المرء اهتمامه؛ أو حين لا يسلّمها أزمة الشعر والفن.

وتقييم الفكرة خاضع لذوق الشاعر، والموقف يحدد فاعلية هذه الفكرة وجدواها.

وأنا اليوم أعترف أن الأفكار المبهرة هي وليدة المواقف الجبارة وابنة التحديات المتوالية والكبيرة، ورغم أن بعضها قد يأتي مباغتًا للتوقعات؛ فينمو نتيجة تبني العابر من الأفكار لكنها تأتي على غير العادة مفاجئة ومبتكرة .

وبالنسبة لي أجمل أفكاري أتت نتيجة الاستنفار وتبني الأحداث العابرة والماضية الجادة والخيالية ،الصعبة والسعيدة فكل ذلك قادر على هز جذوع الوجدان وإسقاط بدائع بيانه وثماره.

يعتبر توثيق اسمك وسيرتك الشعرية في موسوعة الشعر العربي "الديوان" إنجازًا كبيرًا، كيف شعرتي عندما علمتِ بهذا الإنجاز؟

شعور بالغ بالفخر والاعتزاز والثقة؛ فالمرحلة التي مررت بها لتطوير أدواتي الشعرية حتى وإن لم تكن طويلة لكنها كانت حقيقية وصادقة جدا ونصاب بالغ لشغف وشعور وموهبة أبت إلا أن تظهر رغمًا عن كل شيء.

سكينة الشريف أول شاعرة سعودية تدخل موسوعة الشعرسكينة الشريف أول شاعرة سعودية تدخل موسوعة الشعر

كيف تصفين توظيفك للفن التشكيلي في قصائدك؟

لدي أعمال تشكيلية تختصر قصائد محددة ولدي أخرى اقتبسها شعراء وكتاب للتعبير عنها وهذا يعيدنا للعلاقة الوثيقة بين الشعر والفن في مهارة التشكيل والابتكار والإبداع.

وهناك مثلا قصيدة ولوحة (مغمورة بفن) وقصيدة ولوحة (تشظّي)، وأخيرًا بمناسبة الاحتفاء بيوم التأسيس قصيدة ولوحة (عُظمى).

ما هي القضايا أو المواضيع التي تهتمين بطرحها في قصائدك؟

غالبًا المواضيع الإنسانية والتساؤلات الفلسفيّة العميقة،  هواجس الأنثى العربية في مجتمعاتنا وكل ماله علاقة بالتجدد والإبداع والإبتكار يشعل فتيل أفكاري لبدء موضوع جديد فني أو أدبي.

كيف تؤثر خلفيتك الثقافية والاجتماعية في أسلوبك الشعري؟

الثقافة هي وقود المبدعين والوجه الملفت لمتعاطيها مهما كانت مكانته الأدبية والاجتماعية فالثقافة مثل سلّم نرتقيه ولا نعود منه أدراجنا أبدًا فدرجات الثقافة تزداد ولاتقلّ؛  وهي سلاح نحصّن به أحاديثنا وعقولنا ونروي به عطش عروقنا للاطلاع والمعرفة فتلك جبلة في نفس الأحرار وضالّة ينشدها الإنسان المتأمل في هذه الحياة ؛ لذلك فحصيلتي اللغوية والثقافية _ولله الحمد_ لم تخذلني فوفاؤنا متبادل، كوني زوجة وأمّ محبة لأسرتي الصغيرة التي كانت ومازالت بعد توفيق الله تمهد لي دروب المجد والإبداع فهم مرآة أفكاري وأنا امتداد ثقتهم وعطاء قلوبهم؛ محبتي لعائلتي جذوة إلهام لا تنطفئ بإذن الله.

كذلك عملي في مهنة التعليم ونجاحاتي فيه خلال اثنا عشر عامًا من العطاء والجهود المتواصلة ولمس تلك العلاقة الثمينة بين المعلمة وشرائح مختلفة من الطالبات حملت معها الكثير من الإضاءات واللفتات والقصص والعبر التي لا تنتهي.

سكينة الشريف أول شاعرة سعودية تدخل موسوعة الشعرسكينة الشريف أول شاعرة سعودية تدخل موسوعة الشعر

هل تواجهين تحديات في مجال الشعر بوصفك أول شاعرة سعودية يتم توثيق اسمها وسيرتها في موسوعة الشعر العربي؟

هي مسؤولية عظيمة حملتها ولا أخفيكم أنها جعلتني أكتب الشعر على مهل وحذر أكثر مما كنت لأني بتُّ أعلم أن ما صرت أنشره فهو محلّ اعتبار واهتمام الكثير ومن ضمنهم النخبة والنقّاد والمتلقين وهم العنصر الأهم في التقييم _من وجهة نظري_ لذلك فقلمي حريص كل الحرص على ضيافة محبيه.

ما هو الرمز الذي تحاولين تمثيله من خلال قصائدك؟

أولًا وهو الأهم الإنسان الحرّ ثم الأنثى الصادقة والفكر المتّقد الذي يبحث عن وجه يتمرّد على الأقنعة والثياب المملة والقديمة.

كيف ترى دور الشاعر في تشكيل الوعي الثقافي ونقل القيم والمبادئ؟

الشاعر رسول الإنسانية والصدق وبلسم جراحات المكلومين والفاقدين ولسان حالٍ للصامتين والمخذولين والغرباء، كل هذا يجعل منه جزءًا مهمًا في منظومة الوعي والتنوير والأخلاق الكريمة، وهو خير من يحمل رسالة الخلافة على هذه الأرض من حيث الإشراق والوضاءة والعطاء اللامتناهي.

كيف ترين رؤية المملكة 2030 في دعم المرأة ؟

اليوم المرأة السعوديّة تتقدم شامخة واثقة الخطى مشرقة الجادّة نحو مستقبل إبداعي وثقافي مبهر وواعد؛ ليس على مستوى الشعر والفن فحسب بل في كافّة المجالات الثقافية والفنيّة مدعومة بثقة القيادة؛ إذ عززت مبدأ المساواة والتكافؤ مع الرجل في ذلك من خلال تمكين المرأة.

ولها من الإنجازات والنجاحات ما تزخر به الصحافة والإعلام العربي والعالمي. كما شهد العالم أجمع إنجازات لافتة على أيادي نساء سعوديات مبدعات وملهمات في ظل تحقيق رؤية 2030.

ما هي رسالتك للشباب السعودي الذين يطمحون للتفوق في مجال الشعر والأدب؟

أرضكم أرض الحضارات التي لا تنتهي مهد الإبداع ومعينه لذلك؛ تسلحوا بالثقافة والدين والأدب؛ قوموا ألسنتكم بقراءة القرآن الكريم ومصادر أدبنا العربي الإسلامي الزاخرة؛ ثقوا بحدسكم وإبداعاتكم ورافقوا المبدعين، وأخيرًا أقدموا فلا نجاح أو تميز بلا محاولة وجرأة وإقدام أبدًا.

اقرأ أيضًا: خاص|سكينة الشريف.. أول سعودية تدخل موسوعة الشعر العربي