خاص| طبيب: تأثير التكنولوجيا على أطفال التوحد سلاح ذو حدين والمخاطر تبدأ في عمر 3 سنوات

يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف المحمولة في حالة انتباه تام، وما بين فوائد انفتاحهم على العالم الافتراضي، ومخاوفهم انفصالهم عن عالمهم الحقيقي، يطرح سؤال هام نفسه دائمًا عن تأثيرات التكنولوجيا على الأطفال، خاصة ممن يعانون مرض التوحد، أو ممن لديهم قابلية للإصابة به بفعل التكنولوجيا.

وفي تصريحات للطبيب شاكر إمام، أخصائي الأمراض العصبية والنفسية، لمجلة "الجوهرة"، فإن التكنولوجيا قد تكون سلاحًا ذا حدين في تأثيراته على الأطفال من حيث الإيجابيات والسلبيات، فيمكننا اليوم استخدام التكنولوجيا المكيفة لحاجات الأفراد الذين يعانون من اضطراب التوحد كجزء لا يتجزأ من الخدمات المساندة في التربية الخاصة؛ من أجل مساعدتهم في تأدية المهارات اليومية بما فيها السمعية والبصرية والحركية وغيرها.

كما أسهمت التكنولوجيا في منح الأفراد التوحديين مزيدًا من الاستقلالية والتواصل مع الآخرين، وعلى سبيل المثال، ابتدع علماء أمريكيون طريقة جديدة لتشخيص التوحد تعتمد على التقنيات الحديثة خلال دقائق معدودة بدلًا من ساعات التشخيص التقليدية، وهو بالطبع ما يساعد في وضع علاج مبكر للمرض.

ويضيف، أنه حتى تأثيرات التكنولوجيا على الأطفال لم تقف عند مجرد طريقة استخدامهم والسعات الصحية للتعامل معها، بل طورت التكنولوجيا الحديثة كثيرًا من الأدوات الطبية التي تسهم في عمليات التشخيص والعلاج لجميع الأمراض النفسية أيضًا بما في ذلك الرهاب والفوبيا غيرها كثيرًا.

ووفقًا لتقرير موقع "KidsHealth"، فإن استخدام الأطفال للأنشطة التكنولوجية في عمر مبكر لن يفيد دماغه بالقدر الكافي، بالمقابل يؤثر سلبًا على أنماط سلوكهم لاحقًا في التعامل مع الأفراد في الحياة.

وهنا يعلق دكتور "شاكر"، أن الأمر يصل أحيانًا لظهور أعراض متلازمة الشاشة الإلكترونية، وهي تتضح على الطفل من خلال عدة علامات مثل التقلبات المزاجية المستمرة، نوبات الغضب الشديد، انخفاض التسامح تجاه الآخرين، الإجهاد طويل الأمد، السلوك المشوش، السلوكيات المتعارضة، ضعف الروح الرياضية، الأرق، مشكلات التعلم، مشاكل الذاكرة قصيرة المدى، القلق والعقبات السلوكية.

ويتابع أن قضاء الكثير من الوقت على الشاشة الإلكترونية سيعيق بالتأكيد نمو دماغ الطفل ويمنعه من العيش في حياة اجتماعية طبيعية، والأطفال الذين تم اكتشافهم مصابون بالتوحد الثانوي سيستفيدون بشدة من عدم تعرضهم للشاشات الإلكترونية.

أما الأطفال المصابون بالفعل بمرض التوحد فالأمر مختلف تمامًا، فهناك الكثير من التطبيقات التي يمكن للأطفال استخدامها لتنشيط تعاملهم مع البيئات المحيطة، لكن يلزم الوضع في الاعتبار متابعة استخدامها تحت الإشراف الطبي بالتعامل مع حالته من قبل طبيبه الخاص، ليتابع التحسن.

التوحد غير الوراثي

يظهر التوحد في الغالب بعد أول ثلاث سنوات من عمر الطفل، وهو عبارة عن اضطراب في النمو العصبي لديه؛ ما يعيق قدرته على التواصل اللفظي والتفاعل الاجتماعي، مع تكرار أنماط سلوكية معينة قد تبدو غريبة لمن حوله.

وبنسبة كبيرة تكون أسبابه وراثية نتيجة لخلل في بعض الجينات، أو في تكوين الجهاز العصبي للطفل.. مع وضع في الاعتبار أن الاصابة قد تأتي نتيجة التعرض لبعض الملوثات كالزئبق السام والرصاص، أو الانخراط في التكنولوجيا وانعدام التواصل الاجتماعي، وفي هذه الحالة إذا كان غير وراثي فقد يصاب به.

تتعدد أنواع التوحد ودرجاته وتتفاوت النسب بينهم، ولكن يمكننا القول إن هناك ثلاث اتجاهات رئيسية إكلينيكية يدور حولها، أولهم والأكثر انتشارًا بينهم التوحد الكلاسيكي : وهو التأخر الذهني الذي يأتي بتأخر المكتسبات اللغوية، وبالتالي عدم القدرة على الحوار، ومنها عدم التكيف الاجتماعي، إضافة لعدم الانتباه والتمسك بالروتين، مع عدم الاستجابة للعواطف، وتكرار نوبات الغضب وغيرها من الأنماط السلوكية غير المتزنة.

ثم تليه متلازمة أسرجر: وهي نوعية لا تعاني من التأخر الذهني أو اللغوي، ولكن بالرغم من ذلك لديه بعض المشكلات في التحاور والتواصل مع الآخرين كترتيب الكلمات مثل (اللبن شربت أنا) فهو يعبر عن ذاته بطريقته الخاصة، إضافة لعدم قبولهم المزاح أو الضحك.

الاتجاه الثالث وهو الإصابة بالصفات التوحدية في سن متأخر، وقد تظهر في حالتين: الأولى لأشخاص كبار يقومون بترديد كلمات غير مفهومة والارتباط بأشياء قديمة معدومة القيمة.

الحالة الثانية الانحلال الطفولي، ويكون الطفل في تلك الحالة طبيعيًّا حتى عمر عامين، ثم تبدأ الحالة في التدهور سريعان ويبدأ الطفل في فقدان كل المهارات التي تعلمها، والتصرف بطريقة عدوانية، ونوبات غضب متكررة.

كيف تعرف أن طفلك معرض للإصابة بالتوحد

• رفرفة اليدين

• السير على أطراف الأصابع

• ضرب الرأس من الخلف بشكل متكرر ولفترات طويلة قد تسبب جرح رأسه

• عدم الابتسام

• الإفراط في العض والعدوانية المتكررة

• قلة التخاطب بالأعين أو تجنبها تمامًا

• تكرار سكب السوائل والمشروبات

• عدم الانتباه رغم سماعه نداءك

• الاستمرار في سلوك واحد لساعات طويلة مثل الدوران حول كرسي

• الانزعاج والصراخ في الأماكن العامة بصورة دائمة

• لا يرغب في أن يحتضنه أحد أو يلمسه.

• لا يريد الاختلاط مع الأطفال.

• يردد العبارات التي ينطقها المتحدث

• قد لا يظهر إحساسه بالألم وقت الإصابة

• يستخدم يد الشخص البالغ بالإشارة لما يحتاجه.

• يتحدث بدون توقف عن الشيء نفسه.

• يظهر انفعالات مفاجئة، مثل نوبات غضب شديدة غير معروف سببها.