روز العودة تكتب: تقدير الذات

إنَّ احترام الذات يتعلق بالطريقة التي نحكم بها على أنفسنا، ولكن البعض ينظرون إلى المعادلة بالعكس؛ باعتقادهم أن المظهر هو ما يُعزز مستوى احترام الذات، بينما احترامنا لذاتنا في حقيقة الأمر يكمن في قدرتنا على رؤية أنفسنا من منظار قيمتها.

ومن المهم أن نعرف أن احترام الغير لا يأتي إلا باحترام الذات، فكل منهما مرآة تعكس الآخر؛ فهما يكمّلان بعضهما البعض، فمن لا يحترم ذاته، لن يستطيع احترام الغير، ومن لا يحترم غيره فهو بالتأكيد لا يقدّر ذاته.

إنّ حب الذات وتقديرها يعزز الثقة بالنفس؛ فعندما يُصبح الشخص واثقًا بنفسه، يكون أكثر مرونة في التّعامل مع المواقف الصعبة التي يواجهها، وأكثر قدرةً على التعامل مع التحديات المترتبة على عدم سير الأمور كما خُطط لها دون جلد الذات ولومها.

والواثق بنفسه يتقبل نقاط ضعفه دون التقليل من قيمة نفسه، بل يتمكّن أيضًا من معرفة نقاط قوّته واستخدامها بالشكل المطلوب؛ ما يؤدي إلى زيادة تألّقه ونجاحه في الحياة.

والثقة بالنفس تجعل صاحبها منفتحًا على الآخرين، وتجعل تواصله معهم في أفضل صوره، كما تساعده على توظيف إمكاناته وقدراته بالشكل الأمثل، وتعينه على إنجاز المهام بالشكل المطلوب، وتحقيق أهدافه وطموحاته؛ الأمر الذي يشعره بالاستقرار والطمأنينة والسعادة، والاستمتاع بلذة النجاح.

قد يهمك: روز العودة تكتب: السعادة

وفي السنة النبوية الشريفة يروي البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، ولَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي"، ولقست أي: غثت أو ضاقت؛ والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن تحقير المسلم لنفسه، ووصف نفسه بالصفات القبيحة حتى ولو كان صادقًا.

واعلم أن بين الثقة بالنفس والغرور شعرة كما يُقال، فالثقة أمر مطلوب ومحبب يقع بين رذيلتين: عدم الثقة من ناحية، والغرور من ناحية أخرى، فغير الواثق بنفسه يرى نفسه مقصرًا وعديم الكفاءة، ويقارن نفسه بغيره فيرى أنه أقل منهم؛ أما المغرور فيرى نفسه الأكفأ، وصاحب المواهب النادرة؛ أي يرى نفسه أكبر من حجمها الحقيقي؛ فيقارن نفسه بغيره فيرى أنه أفضل منهم؛ فيتعالى عليهم ويحتقرهم؛ لذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ”؛ فعادة ما يكثر المغرور من قول "أنا"؛ أي ينسب الفضل لنفسه وليس لخالقه.

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: المخدرات.. وضياع الشباب