روز العودة تكتب: المخدرات.. وضياع الشباب

من الحقائق المذهلة أن الإدمان على المخدرات طال مئات الملايين حول العالم، وأن الإنفاق الحكومي على مكافحة المخدرات بكل أنواعه وأساليبه يصل إلى مبلغ فلكي، لو أُنفِق على التنمية لكان أهل الأرض في رغد من العيش.

إنها لآفة خطيرة تهدد شعوب الأرض، عندما يصل المدمن إلى حالة نفسية وعضوية، ورغبة قهرية تدفعه إلى الحصول على المادة المخدرة بأي ثمن، فإن كان المدمن فتاة هان عليها أن تبيع عرضها، وإن كان شابًا سهل عليه أن يسرق ولو من عائلته، بل يرتكب جرائم شتى من أجل الحصول على المخدر.

إن الحالة القهرية التي يصاب بها المدمن تفوق الخيال، فالقصص التي تم توثيقها عن ضحايا الإدمان يشيب لهولها الولدان؛ إذ قد تدمر المخدرات متعاطيها بدنيًا، ونفسيًا، وعقليًا وسلوكيًا، وأسريًا، واجتماعيًا، بل تضيع أسر بالكامل بسبب حالات الطلاق المترتبة على تلك الآفة الخطيرة التي يحرمها الإسلام.

ولقد حذّرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات «نبراس» من آفة المخدرات، وما تؤدي إليه من أمراض مزمنة تؤثر على المخ، مشيرةً إلى أن بعض الشباب يقومون بتجربة المخدرات عن طريق الأصدقاء أو المعارف، بدافع حب الاستطلاع؛ ما قد يوقِعهم في براثن الإدمان، وما يترتب عليه من مشكلات أسرية ومالية، فضلًا عن أن حقن المخدرات تعد أحد أسباب الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الدم؛ مثل الإيدز .

وأكدت نبراس أن المراهقين الذين يتلقون باستمرار رسائل توعوية عن أضرار المخدرات من آبائهم «أقل عُرضة لاستخدامها بنسبة 50 % ممن لا يعون مخاطر المخدرات المؤدية إلى الوفاة.

ومن أسباب دفع الشباب لتعاطي المخدرات، يشكل «التوبيخ الأسري» ما نسبته 40 %، و«العنف الأسري المتمثل بالضرب» 32 %، و«التسلط الأسري» 29 %، و«تعامل الأب القاسي» 25 %.

وتُمثل «الحرب على المخدرات»- كما وصفتها المديريّة العامة لمكافحة المخدرات السعودية- نموذجًا فريدًا في محاربة الآفة التي تشكل خطرًا على المجتمعات، من حيث اتساع رقعتها لتشمل جميع مناطق البلاد مترامية الأطراف، وتنوع أشكال المواجهة من جوانب أمنية وقانونية واجتماعية وحتى سياسية.

وإذا كان الفرد يعلم أن الله عز وجل حرَّم كل ما يُسكِر العقل؛ فلماذا يصر على ارتكاب هذا المنكر؟ وإذا كانت اقتصاديات الدول تعاني من أضرار بالغة بسبب المخدرات، فلماذا لا تتكاتف الجهود الدولية للقضاء على هذا الخطر الداهم؟ ولماذا لا تعمم الدول أحكام الإعدام على من يتاجرون فيها؛ حفاظًا على الشباب من الضياع؟.

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: العلاقات الإنسانية السامية