روز العودة تكتب: «العفو والتسامح»

مَنْ منا لم يتأثر بتصرفات الآخرين أو كلامهم؟ وهل هناك من لم يتعرض في نشأته لانتقاد الأقرباء وأصدقاء العائلة، أو ربما خوض تجربة تسببت له في صدمة؛ مثل التعرض للإيذاء الجسدي، أو العاطفي من شخص قريب منه؟!

هذه الجروح النفسية، تُخلف مشاعر الندم والمرارة والغضب، بل والكراهية أحيانًا.

لذا، علينا جميعًا أن نعي مفهوم الصفح؛ وهو التخلي عن الشعور بالضغينة والمرارة عندما يؤذيك شخص تهتم لأمره، ويمكنك الاختيار بين أمرين؛ إما أن تظل غاضبًا ومستاءً، أو تسامحه وتمضي قدمًا.

ولكن إن ظللت تتجرع مرارة الألم باستمرار، فقد تدفع ثمنًا غاليًا، بينما في حالة التسامح والعفو؛ فستسلك طريق السكينة والأمل، فإن تدبرت الصفح، لعرفت أنه يأخذ بيديك إلى الراحة البدنية والعاطفية والروحية.

ويختلف معنى التسامح من شخص إلى آخر، فقد يلازم الفعل الذي سبب الشعور بالجرح أو الإهانة طوال الوقت، لكن يمكن أن تؤدي محاولة التسامح إلى تقليل سيطرة هذا الفعل عليك.

وفي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي التسامح إلى الشعور بالتفهم والتعاطف والرحمة تجاه مَنْ سبب لك الشعور بالجرح.

ولا يعني التسامح نسيان الضرر الذي تعرضت له أو التجاوز عنه، ولا يعني بالضرورة أيضًا السعي لإصلاح ما فسد في علاقتك مع من تسبب في جرح مشاعرك، بل إن التسامح يجلب لك الشعور بالراحة التي تتيح لك التركيز في حياتك، وتساعدك على المضي قُدُمًا في الحياة.

وإن كنت تشعر بالأسف تجاه تصرف أو قول بدر منك وتريد طلب العفو، ففكر في التواصل مع من أسأت إليه، وعبر عن شعورك الصادق بالأسف أو الندم واطلب العفو دون اختلاق أعذار.

في النهاية، لا يمكن إجبار أحد على مسامحة شخص أخطأ في حقه؛ إذ يحتاج الآخرون إلى اتخاذ قرار الصفح والمسامحة في الوقت الذي يناسبهم.

وتذكّر أن المسامحة تستغرق وقتًا، وأنه مهما حدث، عليك الالتزام بمعاملة الآخرين برحمة وتعاطف واحترام.

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: فضيلة الإصلاح بين الناس