روز العودة تكتب: فضيلة الإصلاح بين الناس

يفرض علينا إيقاع الحياة المتسارع وضغوطها، أن ننسي أو نتجاهل سلوكياتٍ وقيمًا إيجابية كثيرة مهمة، ذات تأثير كبير علينا كأفراد وكمجتمع متماسك ومتعاون ومتضامن في كل مراحل الحياة.

وواقع اليوم، يشير بوضوح إلى أنَّ مجتمعاتنا اليوم تمر بمنعطفات، تتطلب منَّا وقفات ومراجعات للبحث والتدقيق في بعض القضايا المهمة، وأولها الخلافات والصراعات والمنازعات في جميع المستويات الاجتماعية التي نمثل جزءًا منها؛ فعدم اكتراثنا بهذه المعطيات وتأثيرها علينا وعلى مجتمعاتنا، وإهمالنا لإيجاد حلول لها، ربما يُحدِث نتائج كارثية قد لا نستطيع تداركها؛ فمن غير الطبيعي أن نقف متفرجين على سيادة العداوة، واحتدام الصراعات، وانتشار البغضاء، وزيادة الفرقة بين الأفراد والجماعات.

وعلى الرغم من أنَّ وجود المنازعات والصراعات أمر طبيعي -لاختلاف الآراء والمعارف وتقديرات المواقف وتباين وجهات النظر- إلا أنَّ دورنا يجب أنْ يتعاظم للإصلاح بين المتخاصمين، ومنع انتشار العداوات، والإصلاح بين الناس كسلوك اجتماعي نمارسه في أي زمان ومكان.

إنَّ فكرة ترسيخ سلوك الإصلاح بين الناس هي في حقيقة الأمر من جوهر الدين الإسلامي الحنيف، ومن أبرز مظاهر الأخوة الإسلامية الصادقة؛ فمن الواجب على المسلم، العمل على تماسك المجتمع بشتي الطرق، وتوفير مقومات استقرار مجتمعه؛ لأن التنازع والتخاصم يقود حتمًا إلى تفتيت وحدة المجتمع، ويُسهِم في تمزيق النسيج الاجتماعي لأي مجتمع.

وسلوك الإصلاح بين الناس واعتماده- كمبدأ- سلوك إنساني رفيع تتميز به النفوس الراقية المسوؤلة التي تضع صحة وأمن المجتمعات في أعلى سلم اهتماماتها، وتعمل على نشر الإيجابية، والقضاء على مظاهر السلبية؛ بالسعي إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وتوفير حلول مرضية لأطراف الصراع، وتهدئة النفوس بالحكمة، واختيار طرق العدل المرضية، والعمل -في الوقت نفسه- على تذكير الآخرين بالسعي إلى إصلاح ما يحدث بين الناس من خلافات.

إذا سأل كلٌ منَّا نفسه: ما قيمة الكراهية؟ وماذا تضيف لدينك ووطنك ومجتمعك؟ ولماذا نواصل الخلاف والاختلاف مادام هناك إمكانية لعودة الصفاء وهدوء النفوس؟ والإجابة الصادقة يمكن أن تكون منصة، ننطلق منها جميعًا لإنهاء الخلافات، وإطفاء نيران الصراعات؛ انطلاقًا من مبدأ أن "الإصلاح بين الناس فضيلة".

روز العودة رئيس التحرير

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: هناك تنتظرك راحة البال