روز العودة تكتب: هناك تنتظرك راحة البال

عندما يُوصف الإنسان بأنه صاحب نظرة ثاقبة؛ فذلك يضعه في مرتبة عليا من مراحل تقييم الإنسان، وتزداد مرتبته إذا وُصِف بأنه صاحب نظرة ثاقبة وعميقة وبعيدة.

ما يعني قدرته على التعامل مع معطيات الحياة وتعقيداتها، وخبرته في فهم نفسه والآخرين، وامتلاكه مفاتيح متنوعة؛ لاكتشاف طرق السعادة، وراحة البال، وممارسة الحياة دون تعقيدات.

ومنْ يسعَ إلى الحصول على راحة البال، يحتاج إلى النظر أبعد من ذاته، فالاكتفاء بالنظرة الضيقة لنفسه تجعله منغلقًا، ودائرًا في فلك محدود، لا يساعده على فهم الحياة ومتطلباتها.

وقد يجد نفسه معزولًا عن محيطه ومجتمعه وأسرته وعلاقاته الاجتماعية؛ وبالتالي عدم قدرته على التفاعل الإيجابي مع كل ما حوله، مكتفيًا بحدود حياتية لا تحقق له أدنى درجات السعادة وراحة البال.

كما لا يملك الأدوات التي تساعده في اكتشاف عوالم جديدة.

إنَّ النظر أبعد من النفس أمر حتمي لمن يبحثون عن راحة البال، فقد تكتشف بعد تحقيق هذا البعد أنَّ هنالك ما يمكن أن يسهم في استقرار حياتك وترتيبها، أو رسم ابتسامة غابت عنك كثيرًا؛ بسبب انكفائك على نفسك، أو تزويدك بخبرات حياتية، أو علمية، أو إنسانية، تسهم في ترتيب أفكارك، وتعيد إليك ما كان خافيًا عنك، أو تسهم في تنظيم أساليب معيشتك، أو تساعدك في تحقيق أرباح مادية، أو مكاسب اكاديمية.

كل هذه المعطيات أو بعضها، يمكن أن يحقق راحة البال كهدف يسعي إليه الجميع.

والشاهد، أنَّ النظر أبعد من النفس، يمكن أن يتجسد في صور اهتمام بالوطن وقضاياه، أو التفاعل بطرق مختلفة مع محيط العمل، والزمالة، والأسرة، والآخرين في مجال إنساني أو عملي أو طوعي.

وفي ذروة اهتمامك وتفاعلك مع هذه المكونات- وأنت تمارس النظر أبعد من نفسك- قد تجد راحة البال في انتظارك، بل تجدها تبحث عنك، بينما كنت تلهث وراءها؛ لتكتشف قيمتها لنفسك وللآخرين، دون عناء.

روز العودة رئيس التحرير

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: روعة الحياة في تشارك جمالياتها بتفاصيلها