نورة السبيعي تكتب: «فرزنتوا أخلاق»!

تأهبت الناس لاستقبال رمضان ببطونها، واستعدت بكامل الاستعدادات التي تُرضي كُروشهم عند الإفطار، فتجد بعضهم يجوع في رجب وشعبان من أجل أن يوفّر سمبوسة وفطيرة لرمضان..!

وتجد مراكز التسوق للمواد الغذائية مُكتضةٌ، والشوارع مُزدحمة، ومطابخ البيوت مُستنفرة، تكادُ أن تُسابقهم على لُقمة من لُقيمات يومك العادي كي تُشبع بها أطفالك..!

و مع أنّ التوعية الاقتصادية تُحذّر من هذا الأسلوب الذي يرفعُ الطلب فتزيدُ به الأسعار؛ إلا أنّه لا حياة لمن تُنادي، يتَركزُّ التفكيرُ والتخطيط والتنفيذ على سُفرة إفطارٍ لعشرة أيام من رمضان..!

أيضًا، تجدُ البعض منهم لا يعلم لماذا يصوم في رمضان، وما معنى الصوم، وكيف يستعدُّ نفسيًا وجسديًا وصحيًا لهذا الشهر الفضيل.

ولا بُدّ أن يكونَ خُلقهُ وسَمْتهُ كمسلم يمارس شعيرة من شعائر الله، فتجدهم في نهار رمضان منهم اللعّان والشامت، والكاذب ومنهم سليطُ اللسان، والآخر سيء التعامل، سيء الظن، ويتحاشى أهله مُخاطبته، والناس تهربُ من مُجالسته، ولا أحد يتحمّلُ النظر إلى وجهه الغضوب.

إذاً ما دُمت تحرص أو تحرصين على تعبئة الثلاجة بعُلب السمبوسة والفطائر والخضار والعجين، ومن أصغر إلى أكبر الأشياء، لا تنسوا أن تضعوا معها بعض العُلب المملوءة بالكلام الطيب، والأخرى حُسن التعامل، والكثير من الصبر، وشيءٌ من الابتسامات اللطيفة، وبعضٌ من كلمات الشكر والثناء.

أخرجوا منها كل يوم مقدار ما تُخرجون من الطعام، ولا تنسوا تسخينها جيدًا ووضعها على سفرة الإفطار قبل التمر والماء، فهي أولى أن يبدأ بها الصائم إفطاره؛ كي تُقويه على صيام اليوم التالي بأفضل حال.

رمضان شهرٌ فيه شفاءٌ للأرواح والأبدان من كل ما أثقلتها به الأيام التي قبله، لذلك استقبلو ما تبقى منه بقلوبكم قبل بطونكم؛ كي تشعرون بلذته وتعيشون روحانيته وتنالون ثوابه، كتبنا الله وإياكم فيه من المقبولين.

نورة السبيعي كاتبة وأديبة وأصغر فيلسوفة سعودية لعام ١٤٣٤

اقرأ أيضًا: صبحة بغورة تكتب: العلاقة الحميمية في رمضان بين المحرم والمباح شرعا