هو طفل لم يبلغ بعد العاشرة، يستيقظ عند طلوع النهارويرتدي ملابسه سريعًا؛ ثم يذهب ليكون أول الحاضرين من أجل القيام بواجباته التي أقرها عليه صاحب العمل؛ حتى لا يعاقبه بالضرب أو خصم يوميته، يبدأ في تنظيف المحل بالكامل ورش الماء، وبعدها يسرع لتحضير كوب القهوة ويضعها على المكتب، ثم يجلس لالتقاط أنفاسه، وحينها يشاهد أصحابه وهم يذهبون للمدرسة ملوحًا بيده لهم متمنيًا أن يكون بينهم يومًا.
أصبحنا نشاهد في كل مكان ظاهرة عمالة الأطفال بشكل مبالغ فيه حولنا، دون النظر إلى حقوق هؤلاء الأطفال في حياة كريمة متناسبة مع عمرهم؛ حيث نجد طفلًا في عمر الـ 10 سنوات يتحمل مسؤولية منزل بالكامل مكون من 6 أفراد وأحيانًا أكثر.
وبدلًا من أن يعيش هذا الطفل مثل أقرانه الذين في عمره ويحصل على عيشة هانئة وحقوقه في التعليم والصحة، فهو يتعب ويشقى وهو صغير من أجل لقمة العيش التي يحصل عليها في بعض الأوقات بالضرب والإهانة.
ظاهرة عمالة الأطفال ليست جديدة ولا متواجدة فقط في العالم النامي الفقير، فهي أصبحت منتشرة حول العالم، وفي كل مكان حولك ستجد بجانبك طفلًا يعمل بحثًا عن الرزق.
ولكن يظل السؤال: كيف يمكن الحد من عمالة الأطفال خاصة من هم أصغر من 10 سنوات؟ وما هي الطرق التي يجب القيام بها من أجل جعلهم يحصلون على حقوقهم في الصحة والتعليم؟
وجاءت هذه الاحتفالية التي أقرتها منظمة العمل الدولية من أجل معرفة الحد الأدنى لسن العمل، وأيضًا معرفة أشكال عمل الأطفال.
ويجمع هذا اليوم العالمي الحكومات ومؤسسات العمل والعمال والمجتمع المدني، غير ملايين الأفراد من كل أنحاء العالم؛ لإلقاء الضوء على محنة الأطفال العاملين وكيفية مساعدتهم من أجل التخلص من هذه الظاهرة.
وتضمن عمالة الأطفال التي ينبغي أن يتم القضاء عليها بشكل نهائي ما يلي:
- أسوأ أشكال عمل الأطفال المطلقة، والتي تعرف دوليًا بأنها استعباد وإتجار بالبشر وكل أشكال العمل الجبري؛ من خلال توظيف الأطفال بشكل إجباري من أجل استخدامهم في النزاعات المسلحة وأعمال الدعارة، بالإضافة إلى الأعمال الإباحية والأنشطة غير المشروعة. - العمل الذي يقوم الطفل بتأديته دون الحد الأدنى للسن المخول لهذا النوع من العمل بشكل خاص «كما حدده التشريع الوطني ووفقًا للمعايير الدولية المعترف بها». - العمل الذي يعمل على إعاقة تعليم الطفل ونموه التام بشكل سليم. - العمل الذي يقوم بتهديد صحته الجسدية والفكرية والمعنوية؛ سواء كان بسبب طبيعته أو بسبب الظروف التي يُنفذ فيها، والذي يعرف بـ «العمل الخطر».
- المستوى الثقافي للأسرة، وهو من العوامل الرئيسة التي تسبب عمالة الأطفال؛ لذلك يجب نشر الوعي الثقافي بين الأسر. - الفقر، وهو واحد من الأسباب التي تؤدي لانتشار عمالة الأطفال؛ حيث يريد الطفل زيادة دخل الأسرة فيلجأ للعمل لمساعدتهم، خاصة الأسر التي تكون تحت خط الفقر. - الحروب والنزاعات، والعبء الاقتصادي الذي يحدث بسببها؛ ما يدفع الأطفال للعمل لسد احتياجات الأسرة، خاصة من توفي والدهم خلال هذه الحروب.
وهناك الكثير أيضًا من الأسباب التي تجعل الأطفال يذهبون للعمل من أجل سد احتياجات أسرهم، وهذا ما يعرضهم للعديد من المخاطر، مثل: ترك التعليم، الاستغلال الجنسي، وذلك غير الأضرار الجسدية والنفسية التي تقع عليهم نتيجة الضغوط المتراكمة عليهم وهم في هذا العمر الصغير.
-يجب التوعية بأهمية محاربة عمالة الأطفال، بالإضافة إلى وضع القوانين اللازمة من أجل حل هذه المشكلة، وأن يتم محاسبة الدول التي لا تلتزم بهذه القوانين، ويكون هناك حد أدنى للسن القانونية للعمل.
-الحرص على أن يكون هناك ضمان للعيش الكريم للأطفال، بجانب أن يتم منحهم الحق في التعبير والغذاء والدراسة واللعب، فتلك من أهم حقوقهم.
-من الأمور المهمة أن يتم وضع القوانين الرادعة لمن يستغلون الأطفال وتتم معاقبتهم، ويجب أن يكون هناك احترام للسن القانونية للطفولة، ومعاقبة المخالفين عقوبة شديدة.
-السعي الدائم من أجل سن التشريعات، ووضع اتفاقيات بين الدول وذلك من أجل تنسيق الجهود لمنع الاستغلال بمختلف ألوانه للأطفال.
-يجب ضم الأطفال وتبني الذين بدون مأوى، بجانب العمل على إعادة دمجهم في المجتمع.
في النهاية، مشكلة عمالة الأطفال من المشاكل الحقيقية التي تواجه الكثير من المجتمعات ولا بد من مواجتها لوضع حد لها والقضاء عليها؛ كي يحيا الطفل حياة كريمة يحصل فيها على حقوقه كاملة.
اقرأ أيضًا: أعراض السكري للمراهقين وطرق الوقاية منه.. 14 علامة تحذيرية