المراهق كثير الجدل.. حلول الخبراء للخروج بسلوكيات سوية

فترة المراهقة من الفترات التي يجب التعامل معها بحرص شديد من قبل الآباء، فسنوات المراهقة تحتاج تركيزًا وتربية سليمة، وبخاصة عند التعامل مع المراهق كثير الجدل؛ فهي مثل مرحلة الطفولة، ويجب الحذر الشديد فيها حتى ينشأ الأبناء على أسس وقواعد صحيحة.

والمراهق المجادل يعد نتيجة طبيعية للتغيرات التي تحدث للأبناء في هذه المرحلة واكتشافهم للعديد من الأمور، وبالتالي قد يصبحون متمردين مع تقدم العمر. كما تؤدي تلك العادة إلى حدوث جدالات لا نهاية لها، وهذا قد يجعل الآباء يفقدون السيطرة على الموقف إما بالتخلي عن موقفهما، أو بالعصبية الشديدة ردًا على هذا الجدال.

وفي حالة كنت تعيش مع أبنائك المراهقين دائمًا في جدال، ولا تعلم ما هي الطريقة الصحيحة التي يجب التعامل بها معهم، وترغب في التعامل مع المراهق المجادل بذكاء مع كثرة جدله؛ فيجب أن تتبع بعض من النصائح المهمة والإرشادات التي ينصح بها المتخصصون والأطباء للتعامل مع المراهق.

لا تفقد هدوءك

من الأمور المهمة التي يجب أن تضعها في اعتبارك أنه يجب عند التعامل مع المراهق، وأيضًا في جميع الأوقات هو التزام الهدوء. وذلك لأنه في حالة إذا بدأ الطرفان، أنت وابنك المراهق في الجدل، فذلك سوف يؤدي بالتأكيد إلى محادثة ساخنة تنتهي بالصوت العالي.

كما أن الصراخ والتوبيخ قد يؤدي إلى تفاقم الوضع أكثر؛ لذلك يجب مراقبة أعصابك، بجانب التعامل مع المراهقين بكل هدوء في حالة حدث بينكما حوار أدى لجدال.

اجلس مع ابنك لحل المشكلة

ويجب أن يعلم الآباء أنه بدلًا من الجدال مع المراهقين، فينبغي دائمًا أن يتم اختيار طريقة للتحدث معهم، وذلك يكون من خلال جعلهم يجلسون معك ومحاولة شرح السبب الأساسي لسلوكهم، وأيضًا سبب موقفك منهم في حديث هادئ.

إجراء محادثات مع ابنك المراهق

كما يجب أن تتحدث إلى طفلك حتى يحكي لك عن يومه أو عن المشاكل التي واجهها خلال تلك الأوقات؛ إذ لا يملك المراهقون وسيلة للتنفيس عن إحباطهم الذي يكون متراكم مع مرور الوقت.

وأيضًا يجب أن تمنح ابنك المراهق الراحة، وذلك من أجل الحديث بشكل حماسي بدون خوف؛ فهذا ما يحتاجه، وأيضًا هذا يساعده على الوثوق بك في حالة شعوره بالضعف.

اجعل ابنك يلتزم ببعض القواعد الأساسية

يجب العلم أنه لا يمكن لقواعد الآباء في المدرسة القديمة أن تصبح قديمة، ولا فائدة منها؛ إذ يجب التأكد من أن لديك دائمًا عددًا من القواعد الأساسية التي يجب يتم الالتزام بها، والتي من أهمها: عدم التسامح مع العناد وعدم الاحترام أو الصراخ على الوالدين.

فمن المهم أن يعرف ابنك المراهق ما هو الحد المسموح به في التعامل مع الآباء.

عدم الاستسلام و التنازل عن رأيك

مهم أن لا يستسلم الأب أو الأم لمطالب ابنهما المراهق بسهولة؛ إذ يجب الالتزام بالقواعد الأساسية التي تم وضعها له في جميع الأوقات.

وهذا يكون في حالة إذا حاول المراهق ابتزاز الآباء أو الوصف بأنهما أسوأ أب وأم في العالم؛ إذ يجب التأكد من أن هذه الطريقة التي تتعاملا بها مع المشكلة بحكمة.

اتبع نظام الإنذار

يجب أن يقوم الآباء بتجنب العصا في جميع الأوقات. كما إن توبيخ طفلك المراهق على الأخطاء من الأمور المهمة؛ إذ يجب التأكد من أنه لا يستخف بتوبيخك وحذره دائمًا من عواقب أفعاله.

كما يجب ألا يخاف منك، ولكن في الوقت ذاته، ينبغي أن يكون مدركًا لتداعيات الرد على أفعاله ومدى غضبك مما يفعله.

راقب ذاتك وتأملها

يجب أن تنظر إلى نمط السلوك الخاص بكما، والتأكد من أنكما تقدمان المثال الصحيح لأطفالك للتعلم والمتابعة خلال نموهم؛ لأنه عادة ما يتشرب الأطفال ما يشاهدونه من أفعال من قبل الآباء ويقومون بفعله.

لا تتطفل على ابنك وتراقبه كثيرًا

ونلاحظ أنه عادة ما يحاول الآباء حماية أبنائهم، بطريقة خاطئة؛ فمن الممكن أن تتسبب عاطفتهم الزائدة في إزعاج المراهق؛ لذلك يجب منح ابنك خصوصيته، ولكن يكون هذا مع ضمان سلامته.

فمن المعروف أن كل والد لديه اهتمام طبيعي بأطفاله، لكن يجب العلم أن الإفراط في جعل الطفل مثلاً يقبل على الطعام مجبرًا فذلك من الممكن يجعله يشعر بالضيق بمرور الوقت؛ لذلك اترك له مساحة.

اغرس السلوك المحترم في ابنك

يجب أن يحاول الآباء في غرس السلوك المحترم في أطفالك منذ البداية، مع جعلهم يتعلمون أهمية كونهم أشخاصًا محترمين، وكيف ذلك يساعدهم خلال نموهم.

كما يجب أن تدعهم يعرفون أن تلك عبارة عن مهارة حياتية وأنه لا يمكنهم السعي وراء الاحترام إلا في حالة كانوا يحترمون الآخرين.

ومن الممكن أن تقوم بطرح عليهم الأمثلة التعليمية في الاحترام، من خلال تقديم أمثلة متكررة لأطفالك، إذا كان ذلك عن طريق مقاطع الفيديو أو الرسائل أو الصور أو القصص التحفيزية؛ فهذا من شأنه يذكرهم بأهمية التواضع والاحترام.

وأخيرًا يجب العلم أن مرحلة البلوغ أو المراهقة من المراحل المعقدة التي يجب التعامل معها بحرص شديد لكي ينشأ ابنك أو ابنتك على قواعد سليمة وصحيحة، خاصة إذا كان كثير الجدل والتمرد؛ فهي مرحلة عنق الزجاجة كما يقال عليها لذلك مهم الخروج منها بسلوكيات سوية.

اقرا أيضًا: كيف تعزز السلوك الاجتماعي لأبنائك في مرحلة الطفولة؟