الموسيقى الحزينة.. صديق وهمي يؤثر على الصحة النفسية

موضة الموسيقى الحزينة شائعة بين الكثير من الأشخاص خاصة المراهقون وفترة الشباب التي تصاحبها الكثير من التغيرات النفسية والاجتماعية التي تشكل التكونات الشخصية في هذه الفترة.

كما أن الموسيقى بشكل عام لها تأثير عميق على الدماغ ووظائف الأعضاء، بالتالي التأثير على المزاج العام. سواء كانت موسيقى حزينة أو رومانسية وغيرها من الأشكال المختلفة للأغاني.

بالتالي عند سماع هذه الموسيقى، ستعيشين في حالة حقيقية من الحزن، وستشعرين بعاطفة سلبية. لكنها قد تكون ممتعة أيضًا، ويعرف هذا بمفارقة الاستمتاع بالموسيقى الحزينة.

تأثير الموسيقى الحزينة على المراهقين

تأثير الموسيقى الحزينة على المراهقين   

وفقًا لبعض الدراسات، ترتبط المتعة عند الاستجابة للموسيقى الحزينة بمجموعة من العوامل، منها:

- الحنين

تعد هذه الموسيقى محفز قوي للحنين لذكريات قديمة، والتي قد تحسن الحالة المزاجية للمستمع، خاصة إذا كانت الذكريات مرتبطة بلحظات محورية وذات معنى في الحياة.

- العاطفة غير المباشرة

يؤدي الاستماع إلى الموسيقى بشكل عام، إلى توليد مشاعر غير مباشرة لا تؤثر على الحياة الواقعية، كما أنها تساعد على توجيه الإحباط أو التخلص من المشاعر السلبية مثل الحزن والغضب.

- البرولاكتين

البرولاكتين هو هرمون يرتبط بالبكاء، ويساعد على الحد من الحزن، لذا على المستوى البيولوجي تخدع الموسيقى الحزينة الدماغ لإشراك استجابة تعويضية طبيعية عن طريق إطلاق البرولاكتين.

وهنا يترك الجسم مع مزيج ممتع من المواد المهدئة دون أي مكان آخر يذهب إليه، كذلك ينتج البرولاكتين مشاعر الهدوء لمواجهة الألم العقلي.

- التعاطف

كما أنها تهيج مشاعر التعاطف؛ فمن خلالها يمكن فهم ما يمر به شخص آخر والشعور به.

- تنظيم المزاج

بالرغم من أن هذه الموسيقى تدخلك في حالة من الحزن والحنين للذكريات سواء حزينة أو سعيدة؛ إلا أن له فوائد نفسية من خلال تنظيم المزاج.

كما تمكن المستمع من الانفصال عن المواقف المؤلمة والتركيز بدلًا من ذلك على جمال الموسيقى. كذلك تعطي صوتًا لمشاعر أو تجارب قد لا يتمكن المرء من التعبير عنها.

- صديق وهمي

تعد الموسيقى الحزينة بمثابة صديق وهمي. لذا يميل الأشخاص للاستماع إليها في كثير من الأحيان عندما يكونون في حالة من الاضطراب العاطفي أو يشعرون بالوحدة.

فهي تقدم الدعم والتعاطف بعد تجربة الخسارة الاجتماعية. سواء الموت أو فقدان حبيب أو صديق أو غيرها؛ وهنا يستمتع المستمع بمجرد وجود شخص افتراضي تمثله الموسيقى.

دراسات حول الموسيقى الحزينة

وفقًا لعدة دراسات حديثة، توصلت إحداهم إلى أن الاستماع إلى هذا النوع من الموسيقى يمكن أن يؤثر على مزاج الشخص بشكل إيجابي. بناءً على إحساس متجدد بالارتباط.

ومن جانبها، قالت الدكتورة تارا فينكاتيسان؛ عالمة الإدراك في جامعة أكسفورد ومغنية الأوبرا، إن السمات المختلفة للأغنية. بما في ذلك الإيقاع واختيار الآلة والديناميكيات، يمكن أن تثير مشاعر سلبية لدى المستمعين.

كذلك تشير دراسة جديدة، نشرت في مجلة التعليم الجمالي، إلى أنه على الرغم من أن الاستماع إلى هذا النوع من الموسيقى يمكن أن يجعل الناس يشعرون بالحزن.  إلا أن القيام بذلك قد يؤثر على مزاج الشخص بشكل إيجابي، ويسمح له بالشعور بالإحساس والارتباط.

اقرأ أيضًا: المراهق كثير الجدل.. حلول الخبراء للخروج بسلوكيات سوية