"مودة ورحمة".. كيف تتجنب أخطاء سنة أولى زواج؟

يبدأ الزوجان حياتهما الزوجية وفى ذهن كل طرف منهما أنه سوف يعيش حياة مليئة بالسعادة والرومانسية، بعيدًا عن المشاكل؛ فيعتقدا أن مشاعر الحب والعواطف بينهما ستكون سدًا منيعًا للعقبات التي تصادفهما، إلا أن ذلك الخيال يصطدم بالحياة الواقعية المملوءة بالمسؤوليات.

من جهتها، أكدت الدكتورة شيماء عبد الغني؛ استشاري تعديل السلوك، وخبيرة العلاقات الأسرية، في تصريحات خاصة لـ"الجوهرة"، أنه في حالة ظهور المشكلات، يبدأ الطرفان، الدخول في مرحلة العزلة عن الآخر، ويزداد الأمر تعقيدًا عند اكتشاف كل طرف لعيوب الآخر، وانهيار الصورة المثالية له.

وشددت الدكتورة شيماء على أهمية السنة الأولى من الزواج، قائلة: "تُعد السنة الأولى من الزواج هي أصعب الفترات في الحياة الزوجية؛ نتيجة المشكلات التي تحدث في بداية الحياة الزوجية، من اختلاف في الطباع، والسماح بتدخٌل الأهل في المشاكل التي تحدث بينهما".

وأضافت أن هناك مجموعة من الأخطاء، التي يجب أن يتجنبها حديثو الزواج، حتى تمر السنة الأولى بأمان، ومنها:

الخوف من المبادرة

أكدت الدكتورة شيماء أن خوف الطرفين من المبادرة في التعبير عن مشاعره، أو حتى المبادرة بالحوار، وتهيئة الجو المناسب من الألفة والمودة في انتظار كل طرف أن يعبر أولًا، أو عن طموحاته التي يراها في علاقته بشريك حياته؛ فتحدث الفجوة بين الزوجين، ويبدأ كل طرف في الابتعاد عن الآخر، وينسى الطرفان أن من أراد اهتمامًا، فليعطه أولًا، ومن أراد الحب؛ فليبادر بإعطائه أولًا.

وأوضحت أن العطاء، والتضحية من أجل الآخر، والتخلي عن الأنانية من أهم أساسيات الزواج، ولا بد من ترجمة ذلك بسلوك عملي من الطرف المقابل، عن طريق تقديم الحب والاهتمام؛ لأن هذا قانون رباني وضعه الله، حتى في الأشياء المادية بقوله تعالى: "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ"، أي أن السعادة والسكينة الزوجية، لن تجدهما، إلا إذا أعطيت مما أحببت.

عدم تقبل الآخر

في فترة الخطوبة، يرسم الطرفان صورة ملائكية عن الآخر، وكأنه شخص منزّه عن الأخطاء، والعيوب، وعند الاصطدام بالعيوب تبدأ المشكلات الزوجية بينهما؛ لذلك يجب تقبٌل عيوب الآخر، والاعتراف بأنه بشر، ولديه أخطاء، والعمل على التكيٌف معها من خلال تقديم بعض التنازلات من الطرفين؛ وذلك لتقريب المسافة بينهما حتى الوصول إلى أرضية مشتركة بعيدًا عن التشارك والخلاف المستمر.

الإجازة الزوجية

قد يندهش البعض عند سماع تلك الجملة، وهي "الإجازة الزوجية"، فهل يستطيع الحبيب أن يبتعد عن حبيبه؟، نعم؛ لأننا نحتاج إلى أن نتعلّم فن المسافات، والمساحات فيما بيننا؛ لكي نحافظ على تلك المشاعر، وتجديدها حتى لا يحدث النفور، أو الفتور بين الزوجين، ويأتي ذلك من خلال الابتعاد عدة أيام عن الآخر، واستغلال ذلك في توثيق العلاقة مع الأهل، فتعود اللهفة بينهما مرة أخرى.

تجنب الحوار

واختتمت الدكتورة شيماء تصريحاتها، مؤكدة أن الكثير من الأزواج في السنة الأولى من الزواج، يقعون في خطأ تجنب الحوار، أثناء حدوث جدال؛ وذلك خوفًا من تصاعد المشكلات، إلا أن المكاشفة والمصارحة ضرورية لتقريب وجهات النظر بينهما، من خلال التمتٌع بسعة الصدر، والاستماع، والإنصات الجيد للطرف الآخر؛ حتى تعود المودة والرحمة التي جعلها الله سببًا في قيام حياة زوجية سعيدة، تقوم على السكن، والطمأنينة النفسية للزوجين.