خاص لـ”الجوهرة”| هل الكبد بحاجة إلى ديتوكس؟ د. خالد مصلحي يجاوب على السؤال

د. خالد مصلحي

ينتشر مصطلح “ديتوكس الكبد” بكثرة في الآونة الأخيرة، مع ادعاءات بقدرته على تنظيف الكبد من السموم وتحسين صحته. لكن هل هذه الادعاءات صحيحة؟

في هذا المقال، سنناقش حقيقة ديتوكس الكبد، مع الدكتور خالد مصلحي إبراهيم؛ أستاذ العقاقير والنباتات الطبية في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، مع إيجاد بدائل صحية وفعالة للحفاظ على صحة كبدك.

قال د. خالد في تصريح خالص لمجلة “الجوهرة” إن تنقية الكبد من السموم لا بد أن يكون مستندًا على قرائن علمية. بداية يجب التأكد من عدم وجود أمراض في الكبد. قبل استخدام ما يسمى بالديتوكس، وخاصةً مشكلات الكبد الدهني، وكذلك ضرورة معرفة التاريخ المرضى، والبعد عن ممارسة العادات  السيئة، التي تضر بالجهاز الكبدي، مثل أنواع الأطعمة المضرة التي يتناولها الشخص والتي تحتوي على نسبة دهون عالية، وكذلك الكحوليات، وأيضًا الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة وألوان صناعية ومكسبات الطعم والرائحة.

وشدد د. مصلحي على ضرورة البعد عن مثل هذه العادات السيئة التي تضر بصحة الكبد.   

الديتوكسالديتوكس

هل الكبد بحاجة إلى ديتوكس؟

وأضاف أستاذ العقاقير الطبية، الكبد هو عضو حيوي في الجسم، مسؤول عن تصفية السموم وإنتاج العصارة الصفراوية التي تساعد على الهضم. كما يُمكن للكبد، في ظل ظروف صحية طبيعية، أن ينظف نفسه بشكل فعال من السموم دون الحاجة إلى أي تدخل خارجي. فضلًا عن ذلك لا تدعم الدراسات العلمية فعالية منتجات ديتوكس الكبد في تنظيفه من السموم. علاوة على ذلك ،قد تتسبب بعض هذة المنتجات في حدوث آثار جانبية سلبية، مثل التفاعلات الدوائية الناتجة عن الجريب فروت، والشاي الاخضر عند تناولهم بجرعات كبيرة،وكذلك الحال في معظم المشروبات التي تنقي الجسم من السموم والتي  تحتوي على مواد مضادة للأكسدة وتنظف الجسم من الجزيئات الشاردة ، فهذه الجزيئات من شأنها تدمير الخلية او تحويلها إلى مرض خبيث، لذا فأن المواد المضادة للأكسدة الموجود في الاغذية الملونة مثل الخضروات والفواكه مهمة جدا لازالة هذة  الجزيئات الشاردة .مشيرًا إلى أن يكون الديتوكس بجرعات معتدلة. وكذلك قد يُشكل الاعتماد على ديتوكس الكبد بديلًا خاطئًا عن تشخيص وعلاج مشكلات الكبد الحقيقية.

الديتوكسالديتوكس
وأشار د. خالد إلى بعض العادات الصحية الواجب اتباعها للحماية من سموم الكبد، وتناول الخضراوات والسلطة الخضراء بشكل منتظم لاحتوائها على أجسام مناعية طبيعية. مشيرًا إلى أن كثرة الألوان الطبيعية في طبق السلطة يزيد من المواد الفعالة المضادة للأكسدة الطبيعية. وكذلك تقليل الأطعمة التي تحتوي على نسبة دهون عالية. وكذلك بعض المشروبات التي يتناولها الناس على أنها مواد ديتوكس مثل الشاي الأخضر ، فهو مفيد ولكن الإكثار منه يسبب مشكلات في الكبد، وكذلك الكركم  فهو نبات لا يمتصه الجسم بمفرده، فيجب أن يضاف إليه بعض حبات من الفلفل الأسود ليساعده على الامتصاص.

وشدد د. مصلحي على ضرورة عدم تناول مرضى التهاب المرارة أو الحصوات الكركم، لأنه يساعد على إفراز العصارة الصفراوية، وهذا يزيد من مشكلات المرارة لديهم.

الديتوكسالديتوكس

عمل ديتوكس من الخضراوات الطبيعية

وقدم أستاذ العقاقير الطبية وصفة طبيعية لعمل ديتوكس مفيد للجسم، قائلًا: “لعمل منظف طبيعي للجسم يمكن استخدام جريب فروت مع بعض أوراق الجرجير والقليل من الكركم والفلفل الأسود ومع ملعقة عسل نحل ونخلط جميع هذه المكونات في الخلاط ليصبح لدينا أقوى منظف طبيعي وآمن على صحة الإنسان”.

وأكد د. خالد ضرورة أخذ الحيطة والحذر من الإفراط في تناول أي أعشاب، مشيرًا إلى ضرورة معرفة المصدر والتأكد من جودة هذه المنتجات؛ لأنه عند تخزين الأعشاب لفترة طويلة تفرز مادة افلاتوكسين (Aflatoxin) التي تسبب مشكلات في الكبد. وكذلك الجرعة التي نتناولها يجب أن تكون معتدلة بقدر الإمكان، فالزيادة تضر أكثر مما تنفع.

وأضاف إن تناول كوب من الماء والكركم ليس أفضل من وضع حبات بسيطة جدًا منه مع القليل من الفلفل الأسود على طبق السلطة.

الديتوكسالديتوكس

نصائح تناول ديتوكس الكبد

 قدم د. خالد بعض النصائح المهمة التي يجب اتباعها عند تناول الديتوكس، ومنها:

  • من الضروري عدم تناول الأدوية والمسكنات بدون داعٍ؛ لأنها تسبب مشاكل للكبد وتزيد من السموم فيه.
  • يفضل عند تناول مشروبات الديتوكس أن تكون بعيدة عن تناول أي دواء بخمس ساعات على الأقل؛ لأن الجريب فروت مثلًا الموجود في الديتوكس عند تناوله مع أي دواء بيزيد سمية الدواء لأن الجريب فروت يقلل تأثير إنزيمات الكبد التي تكسر الدواء.
  • اتباع نظام غذائي صحي، وتقليل تناول الدهون المشبعة والمتحولة.
  • تناول الكثير من الفواكه والخضراوات، وشرب كمية كافية من الماء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي.
  • تجنب التدخين وشرب الكحوليات، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • إجراء الفحوصات الطبية الدورية.

اقرأ أيضًا: خاص لـ”الجوهرة”| روشتة طبية تحميكِ من أشعة الشمس الضارة يكتبها د. إسلام عنان

الرابط المختصر :