سنن وآداب العيد تضفي الفرحة على قلوب المسلمين

من مناسك العيد، التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس، فهي واحدة من أهم سنن وآداب العيد التي تدخل السرور والفرحة على قلوب المسلمين، فيُفضل قول: "تقبل الله منا ومنكم" أو "عيد مبارك" وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المألوفة.

وعن جبير بن نفير، قال: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا في يوم العيد، يقول بعضهم لبعض، 'تُقُبِّل منا ومنك'." وقد روى ابن حجر أن هذا الحديث إسناده حسن.

التهنئة بالعيد 2024

تعتبر التهنئة من الأخلاق الحميدة والمظاهر الاجتماعية الطيبة بين المسلمين، وأقل ما يمكن قوله في هذا الشأن هو تهنئة من يهنئك بالعيد، وتجاوب إذا تجاوب معك، كما قال الإمام أحمد: "إن هنأني أحد أجبته، وإلا لم أبدأه".

التجمل

بالنسبة للتجمل بمناسبة العيد، فقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بالتجمل للعيد، إلا أنه عارض عليه شراء جبة من الإستبرق؛ لأنها كانت من الحرير. وعن جابر رضي الله عنه قال: "كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها في العيدين ويوم الجمعة".

وينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب عند خروجه للعيد. أما النساء فيجب أن يتجنبن الزينة عند الخروج، لأنهن مأمورات بعدم إظهار الزينة للرجال الأجانب والحفاظ على الحياء.

طريق صلاة العيد

أما فيما يتعلق بالذهاب والعودة من صلاة العيد، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يختلف في الطريق؛ حيث قال جابر بن عبد الله: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم العيد، خالف الطريق".

ما هي السنن التي يفعلها المسلم يوم العيد

الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة

وذكر النووي رحمه الله اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد. والمعنى الذي يستحب بسببه الاغتسال للجمعة وغيرها من الاجتماعات العامة موجود في العيد بل لعله في العيد أبرز.

الأكل قبل الخروج في الفطر وبعد الصلاة في الأضحى

من الآداب ألا يخرج في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل تمرات لما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ.. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا. البخاري 953.

وإنما استحب الأكل قبل الخروج مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم وإيذانا بالإفطار وانتهاء الصيام، وعلل ابن حجر رحمه الله بأنّ في ذلك سدًّا لذريعة الزيادة في الصوم، وفيه مبادرة لامتثال أمر الله. فتح الباري (2/446).

ومن لم يجد تمرا فليفطر على أي شيء مباح

وأما في عيد الأضحى فإن المستحب ألا يأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية، فإن لم يكن له من أضحية فلا حرج أن يأكل قبل الصلاة.

التكبير يوم العيد

وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى: ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون.

وعن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين، قالا: نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام.

وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: (كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى) قال وكيع يعني التكبير. انظر إرواء الغليل 3/122.

وروى الدارقطني وغيره أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يخرج الإمام.

وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الزهري قال: كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا. انظر إرواء الغليل 2/121.

ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام كان أمرًا مشهورًا جدًّا عند السلف وقد نقله جماعة من المصنفين كابن أبي شيبة و عبدالرزاق والفريابي في كتاب (أحكام العيدين) عن جماعة من السلف، ومن ذلك أن نافع بن جبير كان يكبر ويتعجب من عدم تكبير الناس فيقول: (ألا تكبرون).

وكان ابن شهاب الزهري رحمه الله يقول: (كان الناس يكبرون منذ يخرجون من بيوتهم حتى يدخل الإمام).

ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد.

اقرأ أيضًا: أفضل أماكن الخروج في العيد 2024 بالمملكة العربية السعودية

«الخثلان»: تشرع صلاة العيد في البيوت بدون خطبة
فيديو| حكم صلاة العيد بالمنزل في ظل أزمة كورونا