منى واصف.. أم الدراما السورية

لها طلة استثنائية على الشاشة، استطاعت أن تضع بصمة فنية خاصة بحضورها المميز وحبها للفن، أدائها الرائع جعلها من النجمات السوريات القوية التي لا يمكن للتاريخ أن ينساها، هي النجمة السورية منى واصف التي قدمت على مدى 60 عامًا، الكثير من الأدوار المتميزة في أكثر من 200 عمل فني.

بداية منى واصف

كانت بداية منى واصف الفنية من خلال المسرح في أوائل الستينيات، وبعد ذلك انتقلت إلى عالم السينما والتلفزيون الذي حقق لها شهرة واسعة، فاشتهرت بدورها «هند بنت عتبة» في فيلم «الرسالة» الذي يعتبر البوابة التي عبرت منه نحو شهرتها عربيًا.

ولدت الفنانة السورية منى واصف، في فبراير 1942، بالعاصمة السورية دمشق، لأب مسلم من أصول كردية، وأم مسيحية، وهي الأخت الكبرى للممثلتين هيفاء وغادة واصف، وكانت نشأتها في بيئة شعبية في شارع العابد «حارة الشرف»، وتزوجت من المخرج محمد شاهين، ولها منه ابن وحيد هو عمار عبد الحميد.

بدأت واصف حياتها كعارضة للأزياء، وكان هذا في نهاية خمسينات القرن العشرين، وقررت بعد ذلك الانضمام إلى «مسرح القوات المسلحة» في عام 1960، وحينها قامت بتقديم أول عمل مسرحي لها جاء تحت عنوان «العطر الأخضر».

وانطلقت فيما بعد وعملت مجموعة من العروض المسرحية التي كانت بداية تشكيل فن المسرح الفعلي في سوريا، وبالنسبة لأول عمل تلفزيوني لها فكان في عام 1961، الذي جاء بعنوان «ميلاد ظل».

موهبة فنية متأصلة

تعتبر منى من النجمات التي تتمتع بموهبة فنية متأصلة، فكانت تمتلك القدرة على تجسيد الشخصيات بشكل مبدع وبدقة واقتدار، وقامت بأدوار مختلفة ولكنها كانت تفضل أدوار المرأة القوية.

قدمت مجموعة من الأعمال الفنية المتميزة التي تمكنت من خلالها ترك بصمة واضحة في الدراما السورية والمصرية واللبنانية، وغيرها.

كما قامت بتقديم حوالي 28 مسرحية بالفصحى، وكانت غالبيتها مسرحيات عالمية لكبار الكتاب المسرحيين العالميين والعرب، من أبرزها «الزير سالم، أوديب ملكا، موتى بلا قبور، طرطوف، لكل حقيقته، المفوضة»، وكان آخرها مسرحية قدمتها هي «حرم معالي الوزير»؛ حيث أعاد تقديمها 3 مرات في 8 سنوات.

حصلت النجمة السورية أو كما يلقبها البعض بفنانة سوريا الأولى، أم الدراما السورية، سيدة الشاشة السورية، وغيرها من الألقاب، كما فازت بالعديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرتها الفنية. 

اقرأ أيضًا: بينالي الدرعية 2024.. معرض الفن المعاصر يستعد لاستقبال العالم