في يوم الأم.. كيف تردين الجميل لها عند الكبر؟

الأمُّ نفحةٌ من نفحاتِ الجنَّة، ونسمةُ ربيعٍ تملأ القلبَ بالحياة، والروح بالأمل، وهي الصديقة، والمعلِّمة، والطبيبة. فالأمُّ عالمٌ عصيٌّ على الوصف، ولا تستطيع الكلمات والعبارات أنْ تصف هذا العالم أو تحتويه!

يوم الأم

وهي أولى الناس بالرعاية والاهتمام، ومَن تستحق الطاعة -بعد الله- لما تبذله من مجهود في تربية أبنائها، وما تحملت من ألم ومشقة أثناء الحمل والولادة، وأوصى الله تعالى برعايتها والإحسان إليها.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).

وجاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- فقال: يَا رسولَ اللهِ: مَن أحقُّ الناسِ بحُسنِ صحَابتِي؟ قالَ: (أمُّك)، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (أمُّك)، قال: ثُمَّ مَن؟ قالَ:(أمُّك)، قالَ: ثُمَّ مَن؟ قالَ: (أبُوك)".

ويقول الشاعر حافظ إبراهيم: الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتهَا أعددتَ شعبًا طيِّبَ الأعراق

وكان برُّ الأمّ والإحسان إليها من أخلاق الأنبياء، ثمَّ إنَّ كمال الإحسان يتحقّق من خلال الإحسان إلى الأمّ، فهي روح البيت، وسعادة القلب، وبرؤيتها يطيب العيش، وتسعد النّفس.

وهي مَن تعطي وتبذل كلَّ ما في وسعها دون انتظار مقابلٍ، فهمُّها رؤية أبنائها سعداء ومتميزين، ولو جمعت كلَّ كلمات الدنيا لتفي حقّ الأم، فلن توفِّيها حقّها، فالأمُّ أعظم من أيِّ كلماتٍ تُقال؛ لذلك لا بُدَّ من برِّ الأم ماديًّا ومعنويًّا، ويتجلى ذلك في العناية بها أثناء الكبر، وتلمُّس احتياجاتها وطلباتها، ورعايتها وتحملها أثناء مرضها، وعدم التذمر منها.

وفي تصريح خاص لـ"الجوهرة"، قدمت الاختصاصية النفسيَّة منى أحمد العلي؛ بعض النصائح لرعاية الأم عند تقدمها في العمر بالشكل الصحيح.

قالت "العلي": لا بُدَّ من التعرُّف على التغيُّرات التي تحدث للأم في هذه المرحلة العمريَّة، وهذه التغيُّرات هي:

التغيُّرات الجسديَّة:

كلَّما تقدَّم الإنسان في العمر تظهر عليه تغيُّرات فسيولوجيَّة، تصل في مراحلها الأخيرة إلى الضعف الجسدي، فترتخي عضلات جسدها، وكذلك أعصابها، فهنا تحتاج إلى مساعدتها بقضاء حوائجها اليوميَّة.

التغيُّرات النفسيَّة:

تعيش الأم تحت ضغوط نفسيَّة كبيرة؛ لإحساسها بالضعف، وحاجتها إلى المساعدة والعون؛ لذا يجب التعامل معها من منطلق الواجب، وليس الإحسان فقط، وإقناعها بأنَّ هذه هي سنَّة الحياة، وأنَّ كل صغير سيكبر ويصل إلى هذه المرحلة، ويصبح بحاجة إلى المساعدة، وما هي إلاَّ أدوار، فأنا أعتني بوالدتي من أجل أنْ يعتني بي ابني.

التغيُّرات الغذائيَّة:

في هذه المرحلة، على الأم تناول أغذية معينة، خاصَّة إذا كانت مصابة ببعض الأمراض، فيجب التعرُّف على الأطعمة التي تناسبها، والتي تحتوي على الفيتامينات، ومواد غذائيَّة سهلة الهضم.

التغيُّرات الصحيَّة:

إنَّ ضعف جسم الأم في الكبر يقلل من قدرتها على مقاومة الأمراض؛ لذا يجب التعرُّف على الأمراض التي تعاني منها أولًا، ومن ثَمَّ توفير البيئة الصحيَّة التي تقلل من إصابتها بالأمراض وتخفيف معاناتها.

التغيُّرات الاجتماعيَّة:

تواصل الأم المُسنَّة مع صديقاتها مهمٌّ جدًّا، فيجب توفير البيئة المناسبة لتسهيل جلوسها مع صديقاتها، خاصَّة المقربات منها؛ لأن ذلك يساعدها في استعادة ثقتها بنفسها.

واختتمت منى العلي تصريحاتها، قائلة: ممَّا سبق يتَّضح لنا أنَّ الأم المُسنَّة تحتاج إلى رعاية واهتمام كبيرين، فلا بُدَّ أن نكون أهلًا لذلك؛ حتى لا نشعرها بضعفها وقلة حيلتها، فأنا اليوم قوي، ولكن لابُدَّ أن يأتي يوم أحتاج فيه إلى مَن يساعدني ويساندني في ضعفي.

دكتورة رانيا يحيى تكتب: ألحان بمذاق الأمومة