الأمُّ نفحةٌ من نفحاتِ الجنَّة، ونسمةُ ربيعٍ تملأ القلبَ بالحياة، والروح بالأمل، وهي الصديقة، والمعلِّمة، والطبيبة. فالأمُّ عالمٌ عصيٌّ على الوصف، ولا تستطيع الكلمات والعبارات أنْ تصف هذا العالم أو تحتويه!
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
وجاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- فقال: يَا رسولَ اللهِ: مَن أحقُّ الناسِ بحُسنِ صحَابتِي؟ قالَ: (أمُّك)، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (أمُّك)، قال: ثُمَّ مَن؟ قالَ:(أمُّك)، قالَ: ثُمَّ مَن؟ قالَ: (أبُوك)".
ويقول الشاعر حافظ إبراهيم: الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتهَا أعددتَ شعبًا طيِّبَ الأعراق
وكان برُّ الأمّ والإحسان إليها من أخلاق الأنبياء، ثمَّ إنَّ كمال الإحسان يتحقّق من خلال الإحسان إلى الأمّ، فهي روح البيت، وسعادة القلب، وبرؤيتها يطيب العيش، وتسعد النّفس.
وهي مَن تعطي وتبذل كلَّ ما في وسعها دون انتظار مقابلٍ، فهمُّها رؤية أبنائها سعداء ومتميزين، ولو جمعت كلَّ كلمات الدنيا لتفي حقّ الأم، فلن توفِّيها حقّها، فالأمُّ أعظم من أيِّ كلماتٍ تُقال؛ لذلك لا بُدَّ من برِّ الأم ماديًّا ومعنويًّا، ويتجلى ذلك في العناية بها أثناء الكبر، وتلمُّس احتياجاتها وطلباتها، ورعايتها وتحملها أثناء مرضها، وعدم التذمر منها.
وفي تصريح خاص لـ"الجوهرة"، قدمت الاختصاصية النفسيَّة منى أحمد العلي؛ بعض النصائح لرعاية الأم عند تقدمها في العمر بالشكل الصحيح.
قالت "العلي": لا بُدَّ من التعرُّف على التغيُّرات التي تحدث للأم في هذه المرحلة العمريَّة، وهذه التغيُّرات هي:
واختتمت منى العلي تصريحاتها، قائلة: ممَّا سبق يتَّضح لنا أنَّ الأم المُسنَّة تحتاج إلى رعاية واهتمام كبيرين، فلا بُدَّ أن نكون أهلًا لذلك؛ حتى لا نشعرها بضعفها وقلة حيلتها، فأنا اليوم قوي، ولكن لابُدَّ أن يأتي يوم أحتاج فيه إلى مَن يساعدني ويساندني في ضعفي.