عيد الأضحى في المملكة.. بين روعة الماضي وانشغال الحاضر

جدة– ليلى باعطية:

تزامنًا مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، تبدأ ذكريات العيد تلوح في مخيلة المشتاقين لأجوائه من الزمن الجميل.

 يختلط الشوق بحنين الذكريات الذي طغى عليه رتم الحياة السريع؛ فجعلته يفقد الكثير من مزاياه.

الجوهرة التقت عددًا من الشخصيات، للحديث حول أجواء العيد قديمًا، واختلافها عن الوقت الحالي؛ للتعرف على أبرز أوجه التغيير.

 الاكتفاء بعيد الفطر

الصحفية مرام مبارك؛ بدأت حديثها بالأسف على فقدان مظاهر عيد الأضحى التي كانت تعيشها عندما كانت صغيرة، مؤكدة أن العيد الكبير "عيد الأضحى" كان بالنسبة لها أهم عيد؛ لما يحويه من شعائر دينية عظيمةوعادات مختلفة.

ولفتت إلى أنه في الوقت الحالي أصبح الأسر يكتفون بالفرحة الكبيرة في عيد الفطر، ويهملون عادات عيد الأضحى، بالسفر إلى مكان آخر للاستجمام بعيدًا عن التجمعات العائلية.

 تفضيل الوحدة عن العائلة

وحول الفرق بين عيد الأضحى قديمًا، وفي الوقت الحالي، أوضح الدكتور فايز الشبيلي؛ أن الفرق كبير. 

وأضاف الشبيلي؛ أنه في الماضي كانت فرحته بعيد الأضحى المبارك لا تُقدّر بثمن، حيث كان ينتظره، بقلب مفعم بالحب لأقرانه، أما العيد في الوقت الحالي فسرق هذا الحب حتى لم يتبق منه شيء.

وأوضح أن الاحتفال بعيد الأضحى لم يعد مثل السنوات السابقة، وأن الأسباب ليست فقط اقتصادية رغم أهميتها، لكن يجد أن المجتمع تغير وتفككت الأسر.

وتابع :"الكثير من أصدقائه كانوا يقضون أيام العيد بشكل أساسي مع أسرهم، أما في الوقت الحالي فقد تناسوا تلك العادات، وأصبحوا يفضلون قضاء تلك الأيام على شاطئ البحر مثلاً برفقة أصحابهم ونسوا عائلاتهم،  والبعض منهم يسافر إلى أي مكان خارج إقامتهم ليس للاستجمام فقط؛ بل لكي يرتاحوا من ظروف الحياه المتغيرة، بمعنى أنهم أصبحوا يفضلون الوحدة"، وعبّر الشبيلي؛ عن خوفه من أن يصابوا بالتوحد بالرغم من كِبر أعمارهم.

 رؤية الأضاحي

بدورها، أوضحت إيمان حتحوت؛ أن الأطفال في السابق كانوا يرون الأضاحي في عيد الأضحى قبل أن تُذبح، ويحضرون منذ الصباح برفقة الأهل.

 وقالت: أما الآن، فأصبحت الأضاحي تأتيهم جاهزة مثل أي عزومة، لكن الفرق أنهم يوزعونها، وحاليًا، أصبحت العوائل تفضّل أن تقضي العيد خارج البلد، وقد يجتمعون آخر يوم.

وأشارت إلى أن لهذا التغيّر الحالي ايجابياته؛ بأن جعل كل عائلة تعيش حرية الاختيار بعيدًا عن الالتزامات غير المقنعة بديلاً عن التجمعات العائلية المستمرة؛ للقضاء على الملل بزيارة أماكن جديدة وناس جديدة وتقاليد واعراف جديدة.

معمول وحنّة وذهب

أما الإعلامية آلاء تمار؛ فقد أوضحت أن أكثر أمر كانت تحبه في عيد الأضحى قديمًا، هو تجمعّ أفراد العائلة بأكملها صغارًا وكبارًا، شبابًا وبناتًا في منزل أحدهم، ويحضّرون "المعمول بالتمر" في قدرٍ كبير جدًا.

وتابعت: تعتبر عادة "نقش الحنّة" في أيادي البنات الصغار قبل ليلة العيد من العادات العائلية التي توقفت، وكان يتم إجبارهم عليها ويتم مراضاتهم بلبس بنجرتين أو ثلاث من الذهب.

وعن الوضع الحالي السائد في عائلتهم، أوضحت تمّار؛ أنه اختلف جدًا عن السابق؛ حيث تقضي الكثير من العوائل عطلة عيد الأضحى للسفر والسياحة هربًا من زحام الحجيج والمعتمرين.

رتم الحياة السريع غيّر بهجة العيد

وأعرب الإعلامي صالح سالم؛ عن اشتياقه لعيد الطفولة، التي كانت تفاصيله تُشعر المرء باختلاف عيد الأضحى عن أيام السنة الأخرى، مثل رؤية الأضاحي وهي تُذبح والتجمعات العائلية والتزاور بين الجيران واللعب مع الأطفال والعيديات، كل هذه المظاهر كانت كفيلة بأن تُدخل البهجة والفرح في قلب الصغير والكبير.

 أما الآن فهو يرى أن الحياة الاجتماعية والتزاور اختلف عن السابق، ويعتبر رتم الحياة السريع والتطور والتغيّر الاقتصادي أحد أسباب قلّة التجمعات العائلية.

 لذّة كيس "اللحمة"

وترى هدى عبدالقادر؛ أن الناس في عيد الأضحى لم تعد تتزاور بين بعضهم البعض مثل السابق، فقد كانت العيدية في السابق تتمثل في توزيع الأضاحي بين الجيران، وكانت العوائل تفرح بـ "كيس اللحمة" عندما يأتيها إلى باب منزلها وتشعر بلذة عيد الأضحى.

 وتتابع: لكن أصبح اهتمام الناس في الأعياد بشكل عام يتمثّل في حضور الحفلات والمهرجانات والأماكن الترفيهية، كما أصبحوا لا يشعرون بلذّة "اللحم"، كون الناس يذبحون بشكل دائم على مدار العام.

 اقرأ أيضًا :قبل عيد الأضحى 2019.. خطورة تناول الكبدة للحوامل