الثابت والمعروف أن هناك اختلافا يبدو طبيعيا في طريقة التعبير عن المشاعر بين الرجل والمرأة، المرأة شاغلها الأول هو الأسرة والانسجام العاطفي. بينما الشاغل الأول للرجل الذي يحمل في داخله كل الود والحب فهو العمل وتقديره لذاته ورجولته، فعلى من يقع التقصير؟.
هذه فطرة الله التي فطرنا عليها سبحانه وتعالى ولا ميزة للرجل فيها ولا نقيصة للمرأة، والمشكلة أن المرأة العاملة تستطيع بكل سهولة التخلص من هموم العمل بإلقاء المشاكل في نهاية اليوم خارج المنزل. أما الرجل فمن الصعب عليه أن يفعل ذلك بسهولة بسبب ان اختلاف تأثيرات العمل على حياة المرأة تختلف عنها كثيرًا في حياة الرجل، وبعدم مراعاة هذه الفرضية الواقعية نكون قد وصلنا إلى طريق مسدود.
كما يمكنها القيام بمساعدته على الاسترخاء بتدليك ساقيه وكتفيه مثلا. وما يساعد كثيرًا على تحقيق ذلك تهيئة الجو الأسري الهادئ بدون إثارة أي مشاكل أو التسبب في إزعاجات مرهقة بل وضع لمسات رومانسية رقيقة ذات معاني ودلالات أقرب إلى الصريحة تثير بها الزوجة بدلالها عليه كوامنه؛ فذلك يحرك جوانحه ويثير رغبته في زوجته. وبهذا تكون الزوجة أكثر إيجابية مع حياتها الزوجية. إذ لا ينفعها الغضب أو أن تدير ظهرها، وتشتكي حالها لأهلها أو أقاربها وحتى لبعض جيرانها فتفاقم المشكلة أكثر.
قد تبدو من الزوج في منزله بعض السلوكيات المنفرة كالشدة في الحديث والقسوة في المعاملة وسرعة الغضب والعصبية الزائدة بالرغم من أنه يحمل في قلبه الكثير من اللين والطيبة تجاه زوجته. ولكنه في هذه الحالة يصعب عليه استعادة هدوئه ويجد نفسه عاجزًا عن تبادل مشاعر المودة والرحمة معها، ولا عزاء للعلاقة الحميمية بعدها!!.
مع مثل هذا الزوج لا ينبغي أن تبادل الزوجة القسوة معه فذلك لن يجدي نفعا، وإنما الأجدى أن تكون متماسكة، هادئة الأعصاب، لطيفة، وتحاول التقرب إليه وأن تراه بعين أخرى تنظر إلية بتلك العين التي رأته أول مرة وأحبته ورضيت به زوجا، وقبلت أن تشاركه حياته. على كل زوجة أن لا تترك مجالا لمشاكل الحياة أن تشوه هذه الصورة الجميلة، الزوجة الحريصة على أسرتها وبيتها تحاول قدر إمكانها التماس الأعذار لزوجها، وأن لا يغيب عن ذهنها أن الجميع لديهم عيوب ونواقص. أي لا تتوقع أن يكون كاملًا ومثاليا بلا عيوب لذلك فمن الأجدى أن تتكيف مع طباعه كي تسير حياتهما الزوجية بلا منغصات. وليس معنى ذلك الانكفاء والسلبية؛ إذ من جهة أخرى فإن معاناتها والبقاء في دائرة التذمر والشكوى أو التألم بصمت دون فعل شيء إيجابي سيجعل الأمور تسير من سيء إلى أسوأ. فلابد من الاجتهاد لإيجاد حل إيجابي خاصة لمشكلة الملل والفتور بين الزوجين لعودة الأشواق وحرارة الرغبة بينهما.
الزوجة الحصيفة تبدل من نمط وروتين حياتها اليومية حتى لا تخلق الملل والفتور. كأن تبحث عن المفاجآت، كاستعمال عطر جديد وارتداء ملابس جديدة تظهرها في هيئة مثيرة للدهشة والإعجاب. فكل ذلك هو من قبيل التغيير المحمود بل الواجب والمطلوب.
وكذلك الأمر بالنسبة لأصناف الطعام وديكور المنزل، والأهم أن تحاول الزوجة تغيير أسلوبها العاطفي مع زوجها وتجدد نفسها كل يوم. الزوج يحتاج إلى الصديقة بعد أن تهدأ العواطف والجنس وتصبح الأمور روتينية في حياته الزوجية. حينها على الزوجة احتلال دور الصديقة ذات العقل الواعي التي تحاوره وتسمع إليه وتشجعه وتبادله الرأي بذكاء والمشورة بنضج وتبارك خطواته. حينئذ سينطلق لسانه بالمديح والثناء والشكر، وسيفتح أمامه الباب واسعًا للتعبير البليغ عن حقيقة مكنوناته تجاه زوجته. وحينها سيجد الكلمات وسيجيد التعبير العاطفي عن حقيقة مشاعره.
صبحة بغورة متخصصة في كتابة المقالات السياسية والقضايا التربوية
اقرأ أيضًا: صبحة بغورة تكتب: خوف الطفل من الوقوع في الخطأ.. أسبابه وطريقة معالجته