أصل الباستا .. ظهرت في الأساطير اليونانية وتعود جذورها إلى فلسطين

الباستا.. المكرونة.. المعكرونة.. جميعها مسميات لنفس الطبق الشهي واللذيذ الذي اتفق على حبه الكبار والصغار في مختلف دول العالم، ولكن الذي لم يتفق عليه هو أصل الباستا التي عرفت بأنها من المطبخ الإيطالي القديم، لكن ما الجديد؟

ويعد اليوم الأربعاء، الموافق الخامس والعشرون من أكتوبر، اليوم العالمي للباستا، يحتفل به سنويًا العالم أجمع، ودائمًا ما تكون إيطاليا في مقدمة هذه الدول، وتبدأ الاحتفالات مبكرًا.

أصل الباستا

وفي كل عام، يتجدد الحديث عن أصل الباستا الذب اختلف عليه المؤرخين، فبالرغم من معرفتنا بأنها إيطالية الأصل، إلا أن الوصول إلى موطنها الحقيقي قد يكون صعب للغاية، فهي ظهرت من المطبخ الإيطالي وانتشرت إلى منطقة البحر المتوسط، ثم انتشري في مختلف أنحاء العالم.

ووفقًا لمراجع التاريخ، قدم العرب "المكرونة" إلى ولاية صقلية في القرن التاسع الميلادي، بينما وردت للمرة الأولى في كتاب للطبخ في صقلية إلى عام 1154م، مما أثار الجدل حول أن أصلها يعود إلى العرب وليس إيطاليا.

ومن الآراء التي ظهرت حول أصل الباستا، الاعتقاد الأول هو أن الرحالة الإيطالي ماركو بولو أحضر المعكرونة من الصين إلى إيطاليا وكانت تسمى "لاغانا". كما ورد في مذكراته، أما الاعتقاد الثاني يقول أن المعكرونة كانت تصنع في جزيرة صقلية، وذلك كما ورد في كتابات العالم الإدريسي.

كما أن هناك فريق ثالث يعتقد أن أصل المعكرونة يعود إلى العصر الروماني، حين كانت الدولة الرومانية تنتج ملايين الأطنان من القمح سنويًا. وعند تجفيف العجين وتصنيعها في أشكال مختلفة كانت تسمى "ماكاروني".

اختلاف المراجع والمذاق واحد

"باستا" هي كلمة إيطالية الأصل، ودخلت معجم اللغة الإنجليزية في عام 1874، ووفقًا للمراجع التاريخية تم ذكر الباستا في أزمة مختلفة ولأصول مختلفة،  كالتالي:

- يعود تاريخ ذكر الباستا كوجبة غذائية إلى القرن الأول الميلادي وكانت تحضر ثم يتم قليها في الزيت والتوابل.

- في القرن الخامس، ظهر كتاب طبخ يشير إلى وجبة الصلصة التي تتكون من طبقات محشوة باللحم، والتي تشتهر حاليًا بـ"لازانيا".

- أما في القرن الثالث عشر جاء ذكر تنوع إنتاج أنواع الباستا في إيطاليا.

- كما أنه في القرن الخامس الميلادي ظهرت وجبات مماثلة للباستا بأسماء أخرى، وتتكون من معجنات مسلوقة، ومنها يعود تاريخه إلى فلسطين.

- كذلك يصف قاموس عربي يعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي، نوعًا من الباستا يشبه السباغيتي اسمه «إيتريا» تصنع من السيمولينا المجففة قبل طبخها.

- في عام 1154 كتب محمد الإدريسي من صقلية أن «إيتريا» تصنع وتصدر من صقلية في عهد الملك النورماندي روجر الثاني، ويتم تصديرها بكميات كبيرة إلى الدول الإسلامية والأوروبية بأساطيل من السفن.

- كما أنه وفقًا للمؤرخ تشارلز بيري، عشق العرب أنواع الباستا واعتمدوها غذاء مناسبا لرحلات الصحراء الطويلة بداية من القرن الخامس، موضحًا أن أنواع الباستا الجافة كانت تصنع في مدينة باليرمو بكميات كبيرة.

- وفي مرجع آخر، ذكر أن جيفري شتاينغارتن، المتخصص في تاريخ المطبخ الأوروبي، أكد أن العرب هم من قدموا الباستا إلى إمارة صقلية في القرن التاسع الميلادي.

- كذلك أشارت الأساطير اليومانية القديمة، إلى أن أنواعا من الباستا اكتشفت في اليونان ويعود تاريخها إلى عصر الإغريق القديم. كما توجد إشارة إلى أداة تصنع شرائط من العجين، وهي أول إشارة تاريخية لجهاز صنع الباستا.

سر نجاح الباستا

ويرتبط سر نجاح الباستا واتفاق الجميع على حبها، بسهولة تحضيرها من دقيق القمح والبيض، بجانب تواجدها في أشكال مختلفة، مثل "الاسباغيتي، اللازانيا، القلم" وغيرها من الأشكال المميزة.

كما أنه يمكن تحضيرها بأكثر من طريقة وبنكهات متنوعة وفي دقائق معدودة، فهي ببساطة يتم سلقها لمدة عشر دقائق، ثم خلطها مع الصلصة الحمراء، أو الصلصة البيضاء، كذلك الجبن واللحم المفروم والدجاج والمأكولات البحرية، بجانب تحضيرها في الفرن.

وتعد الباستا من الوجبات الكاملة التي يمكنك تحضيرها في دقائق معدودة دون مجهود، والحصول على أشهى مذاق في العالم. فبينما يهتم البعض بأصلها، لا يهتم الكثيرون إلا إلى طعمها اللذيذ ومذاقها الشهي.

اقرأ أيضًا: فوائد البيتزا.. هل تعد وجبة صحية متكاملة؟