إن مفهوم الصدقة من المنظور الإسلامي، أنها العطية التي تعطى للفقراء والمساكين والمحتاجين ليبتغي بها المتصدق الثواب من عند الله تعالى، وقد يضاعف الله أجر المتصدق في الدنيا والأخرة؛ حيث قال تعالى:
(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). والجزاء من الله للمتصدق بمضاعفة صدقته أضعافًا كثيرة بمقاييس الله عز وجل لا بمقاييسنا كبشر..
وصلتني قصة مؤثرة لامرأة وضعت ملابس قديمة في أكياس زبالة وتركتها عند باب بيتهم الخارجي بجوار أكياس القمامة، وقالت للسائق:
خذ هذه الأكياس "تقصد الملابس" وأوصلها للبيت الفلاني، أخذها ومعها زبالة بيتهم، وأوصلها إلى بيت الفقراء، وكانت الفاجعة أنه أوصل أكياس القمامة بدل أكياس الملابس، وهذه كانت موجعة جدًا للفقير وعائلته، ومحرجة أكثر للمتصدق، تعتبر هذه صدقة ومعها أذى.
الأفضل هو أن نضع الملابس المخصصة للصدقة في كراتين أو أكياس لائقة.. هذا هو الأنسب لنا وللفقير، ولو وصل بنا الأمر لشرائها حتى لا نضطر لهذه الأكياس( أكياس القمامة السوداء). كذلك، الأطعمة يجب تغليفها بشكل مرتب ولائق وإزالة التالف منها حتى يفرح الفقير ويزيد في الرزق. فمن غير اللائق أن نضع في أكياس النفايات الملابس والأغراض التي تعطى للفقراء.
وعلينا أن لا نضع الملابس المستعملة وإن كانت جيدة بأكياس نفايات، فقد يفهم الفقير معناها: "هذه الصدقة من نفاياتنا فخذوها"!! ألا يكفي الفقير أنها ملابس مستعملة؟ ثم نأتي ونضعها في أكياس قمامة؟!.
وعلى النقيض، قد تكون هدايانا للأغنياء مغلفة ومرتبة وبأكياس فخمة، أما الفقير فنقدم له ما بلي من ملابسنا بأكياس النفايات!! كفانا بطرًا، وكفاهم ذلًا!.
صَالِح الرِّيمِي كاتب سعودي
اقرأ أيضًا: