روز العودة تكتب: حكمة ملك.. ووعي شعب

حسب بيانات منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا "Covid-19" في الصين في الثامن من ديسمبر 2019م، وبعدها بدأ العقد ينفرط، وانتشر الفيروس في جميع دول العالم أجمع كانتشار النار في الهشيم.

وفي الاثنين الموافق 2 مارس من الشهر الماضي، تم الإعلان رسميًا عن ظهور نتائج مخبرية تؤكد تسجيل أول حالة إصابة في المملكة بفيروس كورونا الجديد Covid-19 لمواطن قادم من إيران عبر مملكة البحرين.

ومنذ تلك اللحظة، كانت مملكتنا على مستوى الحدث؛ حيث بدأت في اتخاذ خطوات استباقية، سبقت بها العديد من الدول العظمى، فقامت بإرسال طائرة خاصة لإجلاء أبنائها العالقين في الصين وعودتهم إلى وطنهم بعد اتخاذ كل التدابير الاحترازية؛ لضمان سلامتهم وجميع المرافقين لهم.

قرارت سريعة في جميع القطاعات، فالتعليم تعلق الدراسة، والثقافة توقف الفعاليات، والرياضة تجمد الأنشطة، ودور العرض تطفىء الشاشات، وعلى الجانب الاخر، الصحة تكشف وتتابع وتعالج، والأوقاف تعظ وتناشد، والتجارة تؤكد توافر جميع السلع والمستلزمات، والحج والعمرة تطمئن الشركات والحاجزين، والخارجية تتابع العالقين، والتنمية الاجتماعية ترعى المقيمين، والبنوك تؤجل أقساط المتعثرين.

يخرج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ــ حفظه الله ـــ مخاطبًا شعبه، مُسلحًا بإيمانه بالله وتوكله عليه، مؤكدًا حرص المملكة على صحة المقيم والوافد، وأن الحكومة مستمرة وستظل في اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وستبذل الغالي والنفيس في سبيل صحة الانسان، موجهًا بتوفير ما يلزم من غذاء ودواء واحتياجات معيشية.

ملحمة وطنية، شارك فيها جميع أبناء وطننا الغالي كل في موقعه، بالوعي والحرص والالتزام، فما رأيناه خلال الأيام الماضية من التزام بالتعليمات، وتطبيق النصائح الطبية، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، والعمل عن بعد؛ أظهر للعالم أجمع الصورة الراقية والمتحضرة للمجتمع السعودي، التي إن دلت فإنها تدل على عظمة مملكتنا.. فلنجعلها فرصة جيدة لمراجعة النفس وتحديد الأولويات، بعيدًا عن صخب الحياة.

وتُعـد المملكة فعليًا من أوائل الدول التي لها باع كبير في "طب الحشود"؛ حيث تستضيف أكبر تجمع للبشرية من 184 دولة، بما يقارب 3 ملايين حاج في وقت واحد، وأكثر من 15 مليون معتمر على مدار العام. وهذا بالتأكيد، تحدٍ كبير بوجود هذه الأعداد الهائلة التي تأتي في وقت قصير وفي مكان محدود لإقامة شعائر الله سبحانه وتعالى، فليس بجديد على المملكة مواجهة الكوارث والأزمات والحشود.

فنعم الله كثيرة علينا فى وطننا الحبيب، فرب البيت أنعم علينا بخدمة زوار بيته من المعتمرين والحجيج، وكرم حكومتنا الرشيدة لما تقوم به من خدمة ضيوف الرحمن ومتابعة المرضى وإجراء الفحوصات والعمليات الجراحية للكل على حدٍ سواء. في النهاية، إن حدثوك عن أمر مخيف؛ فحدثهم عن رب لطيف بالعباد، بكل العباد.

                                                                                                                                           روز العودة                                                                                                                                           رئيس التحرير