انطلق من "جنازة" و عاش على مدار عقود.. أسرار لا تعرفها عن عيد الحب المصري

الحب، ما هو إلا ذلك الشعور الفطري الذي يُخلق بداخل قلب و كيان الإنسان، إلا أنه يتآكل بفعل الزمن و الأفعال المقيتة التي تنشر الكراهية بين المجتمع، لكن بقرار بسيط، و دعوة إليه، قام بتلبيتها المليارات في أنحاء العالم، ليبقى "عيد الحب" رمزًا لانتشار المودة والسلام.

و في الرابع من شهر نوفمبر في كل عام، يحتفل الشعب المصري بـ "عيد الحب"، خلافًا للاحتفال العالمي بالفالنتين يوم الرابع عشر من فبراير.

و تستعرض مجلة "الجوهرة" في التقرير التالي، بداية قصة ميلاد الحب في عيده، و قدرته الاستثنائية على تحويل مجرى الأحداث من كارثية إلى مهرجان عشق.

الاحتفال بعيد الحب المصري

يرتبط الشعب المصري بشكل رئيسي بالأحداث الاجتماعية، حيث تؤثر على حياته سواء بالسلب أو الإيجاب؛ و في يناير من عام 1974، شاهد الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين، جنازة رجل سبعيني يسير خلفه ثلاثة أشخاص فقط، فتعجب من الموقف، وسأل أحدهم عن السبب.

فكانت الإجابة صادمة، حيث قيل إن المتوفى لم تكن علاقته جيدة بالكثيرين، ولم يحبه أحد؛ و من هنا تبادر إلى ذهن مصطفى أمين، فكرة دعوة الناس ليوم عيد الحب، الذي اعتادت دول العالم بالفعل على الاحتفال به.

و في 4 نوفمبر عام 1988، نشر مصطفى أمين خلال عموده الشهير "فكرة"، دعوة إلى المصريين، للاحتفال بعيد الحب سنويًا، لكن الفكرة لم تلق قبولًا، حيث اعتقد البعض أنه بالعشق الذي لا يتناسب مع عادات و تقاليد المجتمع، إلا أنه مع مرور الوقت، بات العيد ينتشر، و يقتنع به العديد من الفئات العمرية المختلفة.

احتفال المصريين بعيد الحب

بدا الشعب المصري، طقوس الاحتفال بعيد الحب المصري، عن طريق شراء الهدايا، و تبادل و الورود، وصولًا إلى تبادل البرقيات الرومانسية، حتى عصرنا هذا حيث يحرص رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مشاركة مظاهر الاحتفال.

وقد سجلت في 14 فبراير 2006 حركة بيع الزهور في مصر، ستة ملايين جنيهًا مصريًا، شكلت ما نسبته 10 في المائة من إجمالي بيع الزهور السنوي.

القديس فالنتين.. شهيد الحب

تعود قصة عيد الحب العالمي الذي تعرفه الدول الغربية يوم 14 فبراير من كل عام، إلى روايات عدة، لعل أكثرها انتشارًا، تلك المتعلقة بالقديس "فالنتين".

كان فالنتين كاهنًا رومانيًا، اعتاد أن يُزوّج العشاق سرًا، و ذلك بسبب أن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية.

لذلك فقد كان يعاقب على كُل من يمارس أحد أسرار الكنيسة، و تم اعتقاله من قبل السلطات الرومانية، لتحكم عليه بالإعدام، فاشتهر منذ ذلك الوقت بأنه شهيد الحب والعشاق لأنه ضحى بحياته لأجل سر الزواج.

و تحتفل الكنيسة الكاثوليكية مع بعض الكنائس البروتستانتية بذكراه في يوم 14 فبراير، بينما تحتفل الكنائس الآرذثوكسية بذكراه في يوم 30 يوليو.

طقوس مختلفة للاحتفال بعيد الحب في العالم

تحتفل العديد من دول العالم، بعيد الحب بطرق مختلفة، و تحت مسميات عديدة؛ ففي المملكة المتحدة، هناك شخصية تحمل اسم "جاك" في منطقة نورفك، و تطرق الأبواب الخلفية للمنازل، حتى تترك الحلوى و الهدايا للأطفال.

و في ويلز، يتم الاحتفال بيوم القديس "دواينوين" في الخامس والعشرين من شهر يناير، وهو القديس الذي كان يشمل العشاق في ويلز برعايته.

أما مقاطعة كاتالونيا، فقامت باستبدال يو فالنتين، بعيد القديس جورج، احتفالًا بالحب، و في جواتيمالا، يتطرّق العيد إلى مفاهيم سامية، حيث يحتفل شعبها بالمحبة و الصداقة على نطاق أوسع من الرومانسية.

كما يعتبر سكان دول سنغافورة، الصين، و كوريا الشمالية هم أكثر سكان دول قارة آسيا إنفاقًا للأموال على شراء هدايا عيد الحب.

و في الهند، يحاول الهندوس بشكل صريح أن يثنوا الشعب الهندي عن الاحتفال بهذه المناسبة، و خاصة بعد الاشتباكات التي حدثت عام 2001، بين أصحاب المتاجر، و أعضاء حزب سياسي متطرف.

اقرأ أيضًا - من إمبراطور اليابان إلى هاري و ميجان.. سهام الحب تنتصر على قواعد البلاط الملكي