صعود قمة جبل القارة.. مغامرة مثيرة بموسم الرياض

عندما يصل الزائر إلى قمة جبل القارة، يصبح أكثر إدراكا لمعاني أسماء المناطق المجاورة له. فاسم الأحساء، وهي المحافظة التي يقع فيها الجبل، مستوحى من صوت مرور الماء في غدرانها، وهي قنوات الري القديمة التي تروي أشجار النخيل والمناطق الزراعية.

أما اسم الهفوف، المدينة الرئيسية في المنطقة، فيعني "مدينة الريح المصفرة"، ويسمع الزائر، خلال صعوده إلى قمة الجبل، صوت الرياح وهي تهب على المناطق الخضراء الناتجة عن غدران الماء التي اشتهرت بها الأحساء.

ليس الهدف الوحيد من الصعود إلى جبل القارة هو تجربة الأرياح الحارة والرطبة. فعند الوصول إلى القمة، ستجدون أنفسكم أمام مشهد خلاب يتمثل في أكبر واحة في العالم، والتي لعبت دورًا أساسيًا في نمو الأحساء خلال العصور.

ارتفاع جبل القارة

يقع جبل القارة على بعد 25 كيلومترًا شرق مدينة الهفوف، ويطل على منتزه الأحساء الوطني. ويمكن رؤية الجبل من مسافة بعيدة قبل الوصول إليه.

ويبلغ ارتفاع الجبل 75 مترًا فوق مستوى الشارع، و205 مترًا فوق مستوى سطح البحر. ومع ذلك، فإن الصعود إلى القمة ليس شاقًا، ويمكن للجميع الاستمتاع بالمناظر الخلابة على الأحساء من قمة الجبل.

يعد الصعود إلى قمة جبل القارة من أي جهة من جهاته مغامرة مثيرة، ولكنها تتطلب الحذر الشديد، فهناك بعض المنحدرات الحادة والعقبات التي قد تكون خطيرة بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم خبرة.

لذلك، من المستحسن أن تكون مع شخص ذي خبرة يمكنه أن يقود الطريق بشكل آمن ويدلكم إلى الدروب التي لا يعرفها معظم الناس، كما يمكنكم أن تسألوا موظفي المنتزه عن أفضل طريق إلى القمة.

جبل القارةجبل القارة

منظر واحة الأحساء

ويشاهد من يصعد قمة الجبل، واحة ذات لون الزمرد تمتد على 160 كلم مربعًا وتحيط بها رمال الصحراء، وفي داخلها معظم أشجار النخيل الموجودة في المحافظة، التي يُقدّر عددها بنحو ثلاثة ملايين نخلة، وعند رؤية هذا المنظر المذهل، ستكتشفون كيف استطاعت القرى التي تقع في قرب الجبل، أن تديم الحياة خلال العصور.

والنخيل، وثمارها، والمستودعات الطبيعية من المياه العذبة الجارية تحت الواحة هي ما سمحت للأحساء باستضافة حضارات متطورة منذ فترة ما قبل الإسلام، كما عُثر في أقدم مستوطنات الجزيرة العربية على آثار يعود تاريخها إلى نحو 5000 سنة قبل الميلاد.

ويذكر إن سر بقاء البشر على قيد الحياة عبر القرون، هو طريقة تفاعله مع البيئة المحيطة، حيث تعلّم الإنسان العمل مع الطبيعة بدلا من أن يحاربها، وبالإضافة إلى إنتاج 5 أطنان من أجود أنواع تمور الخلاص كل يوم، فإن هذه النخيل تشكل حاجزًا طبيعيًا يحمي البيوت والمزارع من عواصف الغبار. 

جبل القارة
جبل القارة