هل تُعانين من الزوج البخيل؟ إليكِ الحل

كتبت: لمياء حسن "لا أريده بخيلًا"؛ إنها الكلمات الأولى التي تنطق بها أغلب الفتيات عند السؤال عن مواصفات فتى أحلامهن، إلا أن القليلات ممن وقعن في الفخ، قد بدأن رحلة المعاناة بالفعل مع الزوج البخيل، الذي يمارس كل أساليب التلاعب للابتعاد عن مسؤولياته المادية، بينما يوجد النوع الأسوأ من الرجال وهو البخيل عاطفيًا. أكدت الدكتورة الجزائرية سيليا بلقاسم؛ أخصائية العلاج النفسي، في تصريحاتها الخاصة لـ "الجوهرة"، أن المرأة تعاني الكثير من الزوج البخيل، الأمر الذي قد يدفعها إلى التحلّي ببعض الصفات الذميمة؛ سعيًا للخروج من مآزق الحياة اليومية التي تتطلب الكثير من الأموال التي يجب توفيرها من قِبله. أوضحت الدكتورة سيليا بلقاسم أن بعض الزوجات يلجأن إلى الكذب أو السرقة؛ حتى تكفي احتياجات الأسرة التي تظل تحت سيطرة الزوج البخيل، الذي يتكاسل متعمدًا عن دعمهم بأمواله، وتلبية متطلباتهم، قائلة: "إن بخل الزوج قد يصل إلى الحد غير المرغوب فيه على الإطلاق؛ فقد يتعمد إخفاء الأموال عن أبنائه، وزوجته، وفي أوقات أخرى، فإنه يغفل سداد المصروفات المدرسية على سبيل المثال، ما يتسبب بالمشكلات لأطفال لا ذنب لهم سوى أن أبيهم بخيلًا". وأضافت أخصائية العلاج النفسي أن المرأة تدخل في صراعات متكررة بسبب بُخل الزوج؛ وخاصة عندما تكون ربّة منزل، فإن المرأة العاملة تحرص على التخلي عن راتبها من أجل جلب احتياجاتها الأساسية، أو الأشياء التي تراها مناسبة لمنزلها، أما بالنسبة للأم، فإنها تفقد رونقها رويدًا رويدًا، عند التعامل مع زوجها البخيل، فمعاركها مع المسؤوليات لا تنتهي، وحربها غالبًا ما تتخذ طريقًا نحو الفشل. شددت الدكتورة سيليا على ضرورة معرفة الرجل جيدًا قبل الزواج، مشيرة إلى أن "البُخل العاطفي" هو أسوأ ما قد تتعرّض له المرأة في الحياة؛ حيث تعمل على إظهار عواطفها باستمرار، كما تُبدي اهتمامًا بأدق تفاصيل حياة شريكها، بينما يواجهها من جانبه بالحقيقة المُرة، بأنه لا يلقى بالًا لها، بل إنه لا يعرب عن تقديره لاهتمامها به. وللتعامل مع بُخل الزوج، قالت الدكتورة سيليا إن مواجهة الطرف الآخر بعيبه لا يعد حلًا في حد ذاته، بل من المحتمل أن يزيد الطين بلة، فكلمات مثل: "أنت بخيل"، أو "لماذا أنت بخيل لهذه الدرجة؟"، قد تساعد في تعزيز طاقة الانتقام لديه، وزيادة حدة بخله _ في حالة رجوع الأمر إلى أسباب مرضية _، أو تجنبّه للتعاملات العائلية، وفرض قيود جديدة عليهم، مؤكدة أن البخل يُعتبر مرضًا نفسيًا يعود إلى أسباب متباينة، فإن الرجل الذي فقد الكثير من الأموال قد يولد لديه شعورًا قويًا بالحفاظ على ممتلكاته، فضلًا عن تأثير عدم شعوره بالأمان من أحداث مأساوية مرت على غيره. واستأنفت الدكتورة سيليا حديثها، محذرة من سخرية الزوجة من شريكها، قائلة: "لا تسخري منه، فالسخرية دائمًا ما تذهب في اتجاه تنمٌر مبالغ فيه، علمًا بأنه يجب التعامل معه وفق أولويات حياتكما سويًا، ويمكنك استغلال التسوٌق لإدخاله إلى عالمكِ الخاص مع التأكيد على اللوازم الضرورية التي تحتاجينها، فالزوج البخيل سيحرص على الذهاب معكِ إلى كل المتاجر، لمعرفة الأسعار، وضمان عدم تبذير أمواله"، مضيفة: "أن الأهداف المشتركة التي يحددها الزوجان وفقًا لآلية علاقة مميّزة تضمن النجاح والاستمرارية، وهنا وضع قائمة بالاحتياجات، والتعبير للآخر عن مدى ضروريتها، وإقناعه بها، وفي حالة الرفض، فإنهما يكملان حياتهما سويًا مع الحفاظ على تلك القواعد". واختتمت الدكتورة سيليا بلقاسم أن الزوجة لا تصدّر أحكامًا على زوجها؛ فهو شريك حياتها في المقام الأول، وهنا يجب أن تُقدّر قلقه من المستقبل في الحدود الآمنة لعلاقتهما، مع عدم رفع سقف التطلعات إلى ما يفوق قدراته المادية، وظروفه الاجتماعية.