روشتة علاجية لكبار السن للوقاية من أمراض الكلى

حينما يصل الإنسان لسن الستين فما فوقها، فإن طبيعة الجسم تتغير؛ لتصبح أعضاءه الداخلية أقل كفاءة وعُرضه للعديد من الأمراض، بفعل التقدم في السن.

وتقول الدكتورة سهام سوقية؛ استشارية التغذية: "إن مرض الكلى من بين الأمراض التي قد تُصيب كبار السن؛ مرجعة ذلك لأن الكلى تُعد مصفاة الجسم، وتعمل على تخليصه من المواد السامة كاليوريا، علاوة على تنقية الدم، وإفراز الفضلات، وكميات الماء الزائدة بالجسم".

وأشارت سوقية إلى أنه في حالة الإصابة بالفشل الكلوي، تتراكم السموم والفضلات الماء الزائد بالجسم، مايُشكل خطرًا على الصحة.

وأرجعت استشارية التغذية أسباب إصابة كبار السن بالفشل الكلوي؛ لتناول بعض الأدوية دون استشارة الأطباء المختصين، إلى جانب بعض الأمراض كالسكر وضغط الدم.

وأوضحت سوقية أن الإصابة بحصى الكلى من شأنها أن تؤدي للفشل الكلوي في النهاية، كما أن أمراض مثل سرطان المثانة والكلى تؤدي إلى الفشل الكلوي، مُحذرة من أن الإفراط في تناول المُكملات الغذائية قد يؤدي في بعض الأحيان، للإصابة بالفشل الكلوي. وحول طرق التغذية الصحيحة لمرضى الفشل الكلوي، أكدت سوقية أن السوائل تُعد أحد أهم العوامل المؤثرة في مرض الفشل الكلوي، وفي بعض الحالات قد لا يلجأ الطبيب، أو استشاري التغذية لخفض كميات تناول المريض للماء وهذا الأمر يعود حسب تطور حالة المريض ووضعه، الذي قد يغير فيه الطبيب كميات شرب الماء للمريض في الحالات الصعبة والحرجة من الفشل الكلوي.

وعندما تتطلب الحالة الحد من السوائل، يجب الاعتدال بتناول الأغذية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الماء، فالإنسان الطبيعي الغير مصاب يحتاج بين لتر ونصف إلى لترين من الماء يوميًا، أي حوالي ما يعادل 8 أكواب من الماء.

ومن بين الأطعمة التي تحتوي على الماء ويجب أن يتناولها مريض الفشل الكلوي تحت إشراف الطبيب، هي: "البطيخ الأحمر، الجريب فروت، البرتقال، الخيار، العنب، الخس، الفلفل الحلو، الكوسة".

وشددت استشاري التغذية على ضرورة التزام مريض الفشل الكلوي بكميات مُعينة من البروتينات، مشيرة إلى أن مريض الفشل الكلوي عليه أن يتحكم في كميات البروتين التي يتناولها، وفي حالة زيادتها قد تؤدي للفشل الكلوي، وبالتالي إرهاق للكلى، ولهذا يجب الاعتدال بكمية اللحوم ويتم تحديد الكمية حسب كفاءة عمل الكلى وحالة المريض، وهذا لا يعني تجنب البروتين لأن الجسم يحتاج للأحماض الأمينية.

ويفضل لمريض الكلى التنويع بين مصادر البروتين النباتي والحيواني، مثل: " العدس، الفاصولياء، الصويا، الحمص، الفول، الشوفان، المكسرات، اللحوم الحمراء، السمك، الدجاج".

وأوضحت سوقية أن ارتفاع عنصر البوتاسيوم في الجسم، يُعد مؤشرًا على وجود خلل بوظائف الكلى، مطالبة كبار السن من مرضى الكلى الحرص على تناول استهلاك الأغذية الغنية بالبوتاسيوم بشكلِ معتدل، ومن بينها: "الموز، البطاطا، الأفوكادو، الطماطم، الفاصولياء، اللبن، سمك السلمون، السبانخ "، على أن تُحدد الكمية على حسب نسبة البوتاسيوم في الدم وحسب حالة الكلى.

وشددت سوقية على أن الصوديوم يُعد من العناصر المحرمة على مرضى الكلى، مشيرة إلى أن الصوديوم يعمل على حبس السوائل بالجسم؛ لهذا يجب التحكم في كميات الصوديوم التي يتناولها مريض الكلى، ومن بين الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم "الملح، المعلبات، المخللات".

وأكدت استشارية التغذية أن عنصري الكالسيوم والفسفور من بين العناصر الغذائية الهامة لمرضى الكلى، مطالبة المرضى بضرورة الموازنة بين تناول الكالسيوم والفسفور؛ لأن الزيادة في الفسفور يقابلها نقص في الكالسيوم؛ ما يسبب ترقق العظام، وتطور مرض الكلى.

وأشارت سوقية إلى أن التغذية الخاطئة لمريض الكلى، والإفراط من تناول السكريات، قد يسهم في تطور الحالة للأسوأ، مطالبة المرضى بضرورة الاهتمام بالتغذية بشكل أساسي.