خبيرة تغذية علاجية تُقدّم روشتة للوقاية من سرطان الثدي

أكدت جمانة العوفي؛ خبيرة التغذية العلاجية والسريرية، أن مرض سرطان الثدي يمكن تعريفه بأنه نمو غير طبيعي للخلايا في أنسجة الثدي، وهو سرطان هرموني المصدر في الغالب، أي يحدث بسبب زيادة هرمون الأستروجين.

وقالت العوفي؛ إن هناك أنواعًا مختلفة من سرطان الثدي يعتمد اختلافها على حسب أي خلية أصابها نمو غير طبيعي.

وتابعت خبيرة التغذية العلاجية "بشكل أساسي يتكون الثدي من ثلاثة أجزاء: الفُصيمات duct، القنوات lobules، والأنسجة الضامة connective tissues، أما الفُصيمات فهي عبارة عن غُدد تفرز الحليب، ومن ثم القنوات التي تحمل الحليب إلى الحلمات، و الأنسجة الضامة تتكون من أنسجة ليفية و أنسجة دهنية تُحيط بكل شيء معًا.

سرطان الثدي يصيب الرجال

وتقول العوفي "إن سرطان الثدي قد يُصيب الرجال أيضًا، فهو ليس مقتصرًا على النساء فحسب، ولكن أغلب الحالات المصابة والمنتشرة هي لدى النساء".

النظام الغذائي يقي من مرض سرطان الثدي

وشددت على أنه من المهم أن يتم تأكيد أنه لا يوجد نظام غذائي واحد أو طعام واحد هو الغذاء السحري أو الذي سوف يحمينا من السرطان، فنمط الحياة الصحي هو الغاية المرجوة، وبعض الدراسات أوضحت أن النظام الغذائي يؤثر فيما يُقارب 35% من حالات سرطان الثدي.

وأضافت خبيرة التغذية العلاجية: "هناك العديد من العادات الصحية التي لابد من إضافتها إلى الحياة والتي تُساعد على الوقاية من سرطان الثدي، وجميع أنواع السرطانات بشكلٍ عام".

وضربت مثالاً على بعض العادات الصحية، ومن بينها استهلاك الدهون بالحد المعقول لاحتياج الفرد أي 30% من الطاقة اليومية الكلية المستهلكة، والتقليل من استهلاك اللحوم الحمراء، مع زيادة استهلاك الألياف الغذائية وتناول المصادر الغذائية العالية بفيتامين د".

السمنة المفرطة تسبب سرطان الثدي

وأكدت العوفي؛ ضرورة المحافظة على الوزن الصحي المثالي، وتجنب السمنة المفرطة؛ حيث تزيد السمنة من الهرمونات، خاصة هرمون الأستروجين والذي يلعب دورًا مهما في آلية الإصابة بسرطان الثدي.

وأوضحت أن السمنة تزيد من الالتهابات الداخلية؛ أي أن الخلايا الدهنية هي ليست خلايا بلا عمل، بل تقوم بإفراز مركبات تسبب التهابًا داخليًا وتسمي السيتو كاينز، والالتهابات الداخلية تؤدي إلى زيادة الأكسدة و بالتالي خطر الإصابة بالسرطان، فالأكسدة هي مصدر رئيسي للسرطان.

ونصحت خبيرة التغذية العلاجية بضرورة زيادة النشاط الرياضي اليومي في أغلب أيام الأسبوع بمعدّل لا يقل عن 30 دقيقة يوميًا، وتنصح المؤسسات العالمية بممارسة الرياضة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل.

وأضافت: الحركة المستمرة اليومية تساعد من الوقاية من السمنة، ويذلك كتنظيف المنزل أو استخدام الدرج بدلاً من المصعد.

واستطردت: لا بد من تقليل الدهون المستهلكة اليومية الكلية، وينصح بأن يتم استهلاك الدهون اليومية بأن تكون أقل من 30% من الطاقة اليومية التي يحتاجها الشخص، والتركيز على الدهون المفيدة، كالمتواجدة في الأفوكادو وزيت الزيتون وزيت السمسم والمكسرات.

الطعام المحروق يعزز فرص الإصابة بسرطان الثدي

وأكدت العوفي؛ أنه يجب الابتعاد عن الأطعمة المحروقة، مشيرة إلى أن هذه الأطعمة تزيد من فرصة الإصابة بالسرطان، فمثلاً العديد من الناس يحبون تناول الطعام المحروق أو بقايا الطعام المحروق كالحكاكة في إناء الطهي، ولكنها تعتبر من المواد التي تزيد من فرصة الإصابة في السرطان ويفضل الابتعاد عنها، وكذلك التقليل من الأطعمة العالية بالأملاح وتناول الصوديوم باعتدال.

الفاكهة تحارب سرطان الثدي

وطالبت خبيرة التغذية السريرية بالإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة، مشيرة إلى أنه من المعروف أنها تحتوي على العديد من مضادات الاكسدة المكافحة للسرطان، بالإضافة إلى الألياف الغذائية المهمة.

وينصح بخمس حصص يوميًا من الخضراوات الطازجة، ومن حصتين إلى 4 حصص يوميًا من الفاكهة، وهنالك العديد من الأبحاث التي استهدفت عده أنواع من الخضراوات والفاكهة، فمثلاً عائلة الخضراوات الصليبية مثل البروكلي والزهرة (القرنبيط) عُرفت بفوائدها العديدة للوقاية من السرطان، فتبعًا للمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، فإن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون.

وقالت إن النظام الغذائي العالي بالخضراوات غير النشوية –البطاطا و الذرة مثلاً من الخضراوات النشوية- واستهلاك الفاكهة الطازجة يقللان من خطر الإصابة بسرطان الشفتين، الفم، واللسان.

وتابعت: من المهم أن يتم التوضيح أن هناك اختلافات جينية عند بعض البشر عند تناول الأطعمة، فمثلاً تبعًا للمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، بعض الناس قد تكون لديهم اختلافات جينية بحيث يحتفظون بالمركبات النافعة من تلك الخضراوات لفترة أطول في الجسم وبالتالي يستفيدون أكثر من غيرهم.

وكشفت خبيرة التغذية العلاجية عن أن عائلة الخضراوات الصليبية تحتوي على مركبات الجلاكوسنولات التي يتم تكسيرها بواسطة عملية الهضم إلى إيزو ثو سيانيتو إيندولوز، والدراسات المختبرية أثبت فعالية هذه المواد الموجودة في الخضراوات الصليبية لتقليل الالتهابات؛ بحيث تعتبر الالتهابات خطرًا قد يؤدي للإصابة بالسرطان.

وبعض الدراسات، تبعًا للمعهد الأمريكي، أثبتت أن تلك المواد تحول الأستروجين الفعال إلى صورة ضعيفة؛ ما يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان المتعلق بالهرمونات، كسرطان الثدي وسرطان المبايض.

وأكدت أن تناول الحبوب الكاملة يعطي الشخص كمية الألياف الغذائية التي يحتاجها، وينصح بتناول حصة تتراوح من 25 – 30 جرامًا من الألياف الذائبة و غير الذائبة بالماء، وأثبتت الدراسات أن الألياف لديها تأثير إيجابي في الوقاية من السرطان والحفاظ على نسبة الكوليسترول بنسبة معتدلة في الدم والوقاية من السكري.

ولفتت إلى أن تناول المشروبات العالية بمضادات الأكسدة والبولي فينولات كالشاي الأخضر، والشاي الأسود والقهوة، مفيد، مع مراعاة أن تكون نسبة الكافيين في الحدود الموصي بها، وبعض المنظمات العالمية أوصت بأن تكون نسبة الكافيين المستهلكة اليومية هي 400 مليجرام.

وبعض المنظمات أوصت بـ 300 مليجرام كافيين يوميًا، وينصح للنساء في عمر الإنجاب بأن يستهلكن في حدود 300 مليجرام، ويختلف احتياج المرأة الحامل عن غير الحامل، فالحامل يفضل لها 250 مليجرامًا؛ نظرًا لآثار الكافيين السلبية للحامل.

فيتامين "د" وسرطان الثدي:

هنالك العديد من العوامل التي تسبب قلة نسبة فيتامين د في الدم، ومن أمثلة تلك العوامل: السمنة،العمر، نوع البشرة، التدخين، العيش في المناطق المرتفعة -لأن الشمس تعتبر المصدر الرئيسي لفيتامين د.

ومن الصعب أخذ احتياج الفرد من فيتامين د عن طريق الغذاء فحسب،نظرًا لقلة الأغذية الغنية بفيتامين د. وأغنى الأغذية بفيتامين د هي "الكبد، الأسماك الزيتية، الحليب المدعم، والعصائر المدعمة"؛ لذلك فإن الصناعة الجلدية لفيتامين د، عن طريق التعرض لأشعة الشمس في الأوقات المحددة الموصي بها هي المصدر الأساسي للفيتامين.

والدور الذي يلعبه فيتامين د في الوقاية ضد السرطان عن طريق تحريض موت الخلايا المُبرمج (لأن السرطان هو عبارة عن خلايا غير طبيعية)، تحفيز تمايز الخلايا، الآليات المُضادة للالتهابات، والآليات المضادة للتكاثر وتثبيط تكوين الأوعية الدموية و الغزو السرطاني، أي انتشار السرطان إلى باقي أعضاء الجسم.

الشمس مصدر طبيعي لفيتامين "د"

وأوضحت العوفي؛ أن الشمس تعد مصدرًا طبيعيًا للحصول على فيتامين د؛ حيث تخترق الأشعة فوق البنفسجية (ب) ذات الطول الموجي من 290 إلى 320 نانومتر جلد الإنسان، ومن ثم يتحول فيتامين د من صورة إلى صورته الأخرى الفعالة.

وقالت: هناك بعض العوامل التي تؤثر في أشعة الشمس وفيتامين د، مثل المواسم، وقت اليوم، وجود غيوم، نسبة الميلانين في البشرة، واقي الشمس، وكلها تؤثر في صناعة فيتامين د.

وأكدت أن الوقت المثالي، تبعًا لبعض الباحثين، للتعرض لأشعة الشمس هو من 10 صباحًا إلى 3 مساءً، بفترة تتراوح من 5 إلى 30 دقيقة، على الأقل مرتين في الأسبوع، للوجه، الذراع، الظهر بدون وضع واقي شمس؛ لأن واقي الشمس لن يجعل البشرة تصنعه، فالباحثون أثبتوا أن هذه الممارسة تؤدي إلى صناعة فيتامين د جيد في الجسم.

ولا بد من وضع واقي الشمس للحماية من السرطان، خاصة سرطان البشرة، فالمنظمات الخاصة بالجلدية توصي بوضع واقي الشمس.

دور الرضاعة الطبيعية في الحماية من سرطان الثدي

وترى خبيرة التغذية العلاجية أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وحجم الفائدة يزداد كلما ازدادت فترة الرضاعة الطبيعية للفترة الموصي بها في المنظمات العالمية، فلكل 12 شهرًا من أشهر الرضاعة الطبيعية يقل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 4%.

ويوصى بالرضاعة الطبيعية في السنتين الأوليين من حياة الطفل، وإن لم تستطيع الأم فعلى الأقل يكون ذلك في الستة أشهر الأولى من حياة الرضيع.

والرضاعة الطبيعية تؤدي إلي تغيرات هرمونية تحدث في الجسد، وتحمي من خطر الإصابة بسرطان الثدي؛ لكونه من السرطانات المرتبطة بالهرمونات.

وبعض الأدلة العملية أثبتت أن الرضاعة الطبيعية تدعم تمايز الخلايا الثدية بعد الحمل، والخلايا المتمايزة أقل احتمالًا بأن تُصبح  خلايا سرطانية مستقبلًا، بالإضافة إلى أن عملية الرضاعة الطبيعية تزيد من موت الخلايا المبرمج؛ أي أن الخلايا غير الصالحة و غير الطبيعية يتخلص منها الجسد بسرعة والخلايا السرطانية هي عبارة عن خلايا غير طبيعية، فالرضاعة الطبيعية تزيد من موت الخلايا صاحبة الحمض النووي التالف في أنسجه الثدي.