تنظيم النوم في شهر رمضان المبارك، من العادات الصعبة جدًا على الكثير من الأشخاص؛ إذ ينقلب ليلهم إلى نهار والعكس، خاصة في ظل تأثر حياتنا مؤخرًا بأزمة فيروس كورونا.
وأكد الدكتور فيشال شاه؛ الخبير في طب النوم بمركز اضطرابات النوم التابع لكليفلاند كلينك، أن «أنماط النوم» من أبرز العادات المتأثرة بأزمة كورونا خاصة في شهر رمضان المبارك.
وأوضح «شاه» أنه يوجد عدة عوامل تؤثر في جودة النوم، والتي تعد من أبرز نتائج أزمة كورونا على الناس، أبرزها: - زيادة المرونة في ساعات العمل المرتبطة بالعمل من المنزل.
- قلّة اللقاءات الاجتماعية، خاصة في وقت متأخر من الليل.
- زيادة الوقت الذي يقضيه الناس أمام الشاشات.
[caption id="attachment_76730" align="aligncenter" width="1016"] الدكتور فيشال شاه[/caption]
وأشار الدكتور شاه، إلى أن الاستجابة المناعية للإنسان يعيقها عدم الحصول على قسط كافٍ ومتواصل من النوم الجيد، وفق العديد من الدراسات، ما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بشكل عام.
ولفت إلى أن جهاز المناعة يُطلق أثناء النوم بروتينات تسمى «السيتوكينات»، التي يساعد بعضها في الحماية من العدوى والالتهاب، ويتسبب «الحرمان من النوم الجيد» في انخفاض إنتاج السيتوكينات والأجسام المضادة اللازمة لمحاربة العدوى.
وأوضح أن انتظام مواعيد النوم مفتاح للتمتّع بقدرٍ كافٍ من النوم الجيّد، وتحقيق الأداء المناعي الأمثل خلال رمضان؛ إذ يُحفّز النوم المقوي الجهاز المناعي ويساعد على تنظيم هرمونات التحكم بالشهية.
وقال: «سواء التزم المرء بجدوله اليومي المعتاد خلال شهر رمضان أو غيّره، وفقًا لمواعيد الإفطار والسحور، أو حتى إذا بقي مستيقظًا في الليل ونام خلال النهار، فمن المهم الحرص على الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ صباحًا في الوقت نفسه كل يوم».
وأضاف «وهذا سيساعد على ضبط النَظْم أو التواتر اليومي، أو ما يُعرف بساعة الجسم الداخلية، ويشجع على النوم المقوّي».
ونصح الخبير المختص، من يختار تقسيم نومه إلى عدة حصص في اليوم، بالحرص على وجود حصة ثابتة طويلة من النوم المتواصل، لمدة لا تقل عن خمس ساعات أو ستّ.
أما من يجعلون ليلهم نهارًا، أكد أن عليهم في نهاية شهر رمضان التكيّف ببطء مع روتينهم المعتاد على مدار اليوم، وتحريك وقت نومهم واستيقاظهم بضع ساعات كل يوم؛ ليسهل عليهم ضبط ساعة أجسامهم.
وأوضح أن هذه العادة التي ازدادت بسبب العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي، قد تعطّل الإيقاع الطبيعي للجسم وتخفض إفراز هرمون الميلاتونين المنظم للنوم.
وأشار إلى أنه يمكن التغلب على هذه المشكلة خاصة لدى الأطفال، من خلال تشجيعهم على العثور على أشكال أخرى من أنشطة الاسترخاء، التي لا تتضمن الشاشات في المساء قبل ساعات من النوم.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة تكشف تأثير فترات النوم في زيادة الوزن