تراث حي| صناعة البِشت.. موطنها الأحساء وتُكمل أناقة الرجال

تُعد صناعة البشت واحدة من الحرف اليدوية القديمة في تاريخ المملكة، ويشتهر مواطنو منطقة الأحساء بممارسة هذه الحرفة أبًا عن جد.

صناعة البشت

والبشت زيّ عربي عريق، ميز العرب على مدار العصور، ويرتديه الرجال فوق ملابسهم، لتكتمل أناقتهم.

ومنذ القدم تعلم سكان الأحساء صناعة البشت، وتناقلوا أسرار هذه الحرفة فيما بينهم، حتى باتت «البشوت» الحساوية ماركة مُسجلة في الخليج.

ويتشارك جميع أفراد المنزل في هذه الصناعة، فالنساء يقمن بصناعة المشلح، بداية من تطريز خيوطه، مرورًا بخياطته وتركيب خيوط الزري الذهبية، وصولًا لشكله النهائي.

ويتحدد سعر البشت وفقًا لزخارفه المتميزة والمنمقة، فكلما زادت الزخارف وازدان بها، ارتفع سعره.

وخلال عشرات السنين، تطورت صناعة البشت في الأحساء، حتى أصبح له معارضه العالمية، التي يرتادها عشاقه من حول العالم؛ للفوز ببشتٍ فاخر.

ولفترة طويلة، احتكرت الأحساء سوق صناعة وتجارة البشت في العديد من دول العالم، قبل أن تنتقل تلك الصناعة للعديد من الدول مع هجرة بعض العائلات الحساوية العاملة بهذه الصناعة.

وتتوفر البشوت بعدة ألوان مختلفة، تتضمن «الأبيض، الحليبي، والعودي» مرورًا بالبني والرمادي والأسود، وتتنوع زخارفها ما بين الملكي والمخموس والطابوق والخلية والمتوسع والمربوع، ويصل عدد نقشاته إلى 14 نقشة مختلفة.

ويعد البشت الحساوي أرقى وأشهر أنواع البشوت عالميًا، ولا ينافسه في السوق من حيث الجودة والسعر سوى نوعين فقط؛ هما «النجفي والكشميري»، والمصنوع يدويًا منه هو السيد في هذه الحرفة.

ويتزايد عليه الطلب بشكلٍ كبير، وتتراوح أسعاره بين 3500: 5000 ريال، ورغم وجود الصناعي منه؛ إلا أن الغالبية العظمى تسعى لاقتناء اليدوي.

وتُعد مواسم الأعياد والإجازات والمناسبات، فرصة لرواج سوق بيع البشت، ويحرص كل عريس على شراء واحد جديد، كما أنه يُعتبر هدية قيّمة من أصدقاء العريس له أو لوالده أو أشقائه.

رزق وذِكر وتراث.. أسرار صناعة “السِبح” في الوطن العربي