رزق وذِكر وتراث.. أسرار صناعة "السِبح" في الوطن العربي

تعد مهنة صناعة السِبح، واحدة من الحرف اليدوية الضاربة منذ القِدم، وكلمة السِبحة أو المسبحة، مشتقة من كلمة التسبيح، وتستخدم لتسبيح الله عز وجل، وتأتي على شكلين أحدهما 99 حبة والآخر 33 حبة.

وقديمًا، كانت المسبحة أو السبحة، تُصنع من المعادن النفيسة والأحجار الكريمة، لعلية القوم، وتُصنع من الأخشاب النفيسة للطبقة المتوسطة، والأخشاب العادية للفقراء.

وتشكل المسبحة رمزًا دينيًا لأتباع العديد من الديانات، ومن بينها الإسلام والمسيحية؛ حيث يعد عليها المسلمون أورادهم اليومية عقب الصلوات الخمس. وتتنوع أشكال وأحجام السِبح على حسب طلب العميل.

أشهر صانع سبح في السعودية بدأتُ في تعلم تصميم السبح منذ أن كان عمري 12 عامًا، وتركت الوظيفة حبًا في مهنة صناعة السبح، بهذه الكلمات أعربت السعودية إيمان عجيمي؛ واحدة من أشهر صانعي السبح في المملكة عن سعادتها بالعمل في هذا المجال.

وأشارت "عجيمي" إلى أن روعة تصاميم المسابح ودقتها هي ما جذبها إلى تعلّم هذه الحرفة الصعبة، مشيرة إلى أن أسعار السبح تتراوح بين 100 ريال وتصل إلى 1400 ريال، على حسب النوع والجودة.

وأوضحت أن مواسم الحج والعمرة، تُنعش سوق بيع المسابح، مشيرة إلى أن بعض الحُجاج يطلب مسابح بتصميمات مُعينة، ويحرص زوار بيت الله الحرام، على شراء المسابح كطقس أساسي ضمن طقوس الحج أو العمرة، كهدايا لأصدقائهم وأقاربهم.

وحول أشهر خامات صناعة المسابح، كشفت إيمان عجيمي، أن سبح الكهرمان والعقيق وعين القمر وخشب الكوك والأوبال، تعد هي أشهر الخامات المستخدمة في صناعة السبح.

صناعة السبح في مصر تعد صناعة السبح في مصر واحدة من المهن الضاربة منذ القدم، وتوارثها الصُناع في دروب وحارات الحسين وخان الخليل جيلًا بعد جيل.

ويقول وائل علي، أحد صُناع السبح في منطقة الحسين، إن المهنة الآن باتت تختلف كثيرًا عن ماكانت عليه قديمًا، مشيرًا إلى أن الحرفة قديمًا كانت تعتمد على مهارة الصانع اليدوية، إلا أنها الآن باتت تعتمد على الآلات بشكلٍ كبير.

وأوضح علي أن صناعة السبح اليوم باتت أسهل وأسرع، رغم كساد سوقها، لافتًا إلى أن سوق بيع السبح في مصر ينشط خلال فترة الإجازة الصيفية، ويحرص السياح على شرائها من بازارات الحسين، كهدية لأصدقائهم.

وحول مستقبل صناعة السبح، أوضح أن هذه الصناعة كغيرها من الصناعات اليدوية تحتاج إلى الدعم للاستمرار، مطالبًا هيئات الحفاظ على التراث، بتقديم يد العون لحرفة صناعة السبح وحمايتها من شبح الاندثار.