الحقائق الخفية في اضطرابات النوم عند الأطفال.. أسبابها وطرق الوقاية

احتفالًا بفوائد النوم الصحي والجيد، يحرص العالم على إحياء اليوم العالمي للنوم، في الجمعة الثالثة من شهر مارس في كل عام؛ وهو الحدث السنوي الذي تم إقراره من قبل الرابطة العالمية للنوم WASM منذ عام 2008.

وفي إطار دعوة العالم إلى التوعية من مشكلات اضطرابات النوم، وتأثيرها على حياتهم الاجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة النوم الصحي في جميع أنحاء العالم؛ خاصة في الأماكن الأقل تطوٌرًا التي تفتقد ممارسة طب النوم، قال الدكتور عمر فاضل؛ أخصائي مخ وأعصاب الأطفال، في تصريحاته الخاصة لـ"الجوهرة"، إن النوم يعد السلاح السري لنمو طبيعي وحياة سليمة للطفل منذ ولادته.

أضاف الدكتور عمر فاضل أن الطفل حديث الولادة يحتاج ما بين 16 إلى 20 ساعة يوميًا من النوم؛ لكنه يبدأ في الانتظام في عمر الست أسابيع؛ لتكون معظم ساعات نومه أثناء الليل، ولا تشكو الأم من نوبات الأرق لديه، أما في الشهر الرابع؛ فإنه يحتاج إلى 8 ساعات متواصلة من النوم، مع فترتي قيلولة، ويبدأ الطفل حينها في اتباع نظام معين من 7 إلى 8 ساعات ليلًا، حتى يتم الأربع سنوات، إلى عمر الـ12 – وهي فترة المدرسة – ليحتاج 10 ساعات من النوم يوميًا؛ للحفاظ على قدراته الذهنية، والعقلية، للتمتع بذكاء حاد، يساعده على الاستذكار، وتؤهله إلى مرحلة المراهقة؛ حيث يختلف فيها ساعات النوم.

دورة النوم لدى الأطفال

بدوره، شدد الدكتور رأفت البيومي؛ أخصائي طب الأطفال، في تصريحاته لـ "الجوهرة"، على ضرورة معرفة الدورة الطبيعية للنوم لدى الأطفال، والتي تنقسم إلى مرحلة حركة العين السريعة؛ حيث يحافظ جسم الطفل على ثباته، لكنه يرى الأحلام دون أن يدخل في نوبة عميقة، بالإضافة إلى مرحلة حركة العين غير السريعة؛ والتي تُمثّل مرحلة النّوم العميق، حيث ينام الطفل بشكل طبيعي، بعد أن يغلب عليه النعاس إثر يوم طويل من اللعب، أو الدراسة، أو غيرها من النشاطات التي تحتاج طاقة؛ يُجدّدها النوم بطريقة سليمة.

وعن مشكلات النوم بالنسبة للأطفال، أوضح الدكتور رأفت أنها يُمكن أن تتلخص في عدة عوامل أساسية يعاني منها وفقًا للمرحلة العمرية، بداية من عدم قدرة الطفل في مرحلة الدراسة على النوم خلال مدة قد تصل إلى ساعة كاملة، بعد ذهابه إلى الفراش مباشرة، فضلًا عن رفضه الذهاب للنوم عند إخباره بأهمية ذلك.

أضاف البيومي أن هناك العديد من الأسباب المحفزة لصعوبة النوم لدى الأطفال، منها: الخوف، المعاناة من قلق الانفصال عن الآباء – والتي قد تنتابهم بسبب تجاهل انفصالهم عن الأهل -، ما يزيد من تجاهل مخاوف الطفل، ويبدأ في الدخول في معركة حامية مع الكوابيس، والمشكلات العاطفية، التي تجعل النوم بالنسبة إليه شبحًا مخيفًا.

وأوضح الدكتور أن الذهاب للنوم في وقت مبكر، قد يساهم في عدم انتظام النوم لدى الطفل؛ وذلك نتيجة لعدم وجود كمية كافية من هرمون "الميلاتونين" المسؤول عن تنظيم النوم؛ حيث يجد الطفل نفسه مستلقيًا على الفراش مهددًا بالشعور بالملل، كما يتأثر نومه نتيجة تعرٌضه للضوء الاصطناعي الناجم عن مشاهدة التلفاز، أو استخدام الكمبيوتر، أو ممارسة الألعاب الإلكترونية على الهواتف الذكية، للضوء الاصطناعي الصّادر عن هذه الأجهزة دورًا مهمًا أيضًا في صعوبة النوم لدى الأطفال؛ إذ يقوم الضوء الأزرق الصادر عن هذه الأجهزة باضطراب في الساعة البيولوجية لجسمه الصغير.

وحذر الدكتور رأفت البيومي من خطورة الأرق على صحة الطفل، لما له من علاقة وطيدة بالإصابة ببعض أنواع الحساسية، أو معاناته مع مشكلات أخرى في الجهاز التنفسي؛ نتيجة عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ.

روتين النوم للأطفال

وللتأكد من حصول الطفل على عدد ساعات كافية من النوم؛ وذلك من خلال تجنب الوالدين للسهر، ليكونا قدوة للطفل، فضلًا عن الحفاظ على نظام يومي؛ يشمل أوقات الاستيقاظ، تناول الوجبات، اللعب، والغفوات، مضيفًا أنه: "من المفيد التشديد على النمط الحياتي تحت مسمى "الروتين"؛ فهو قاتل للصحة النفسية أثناء الكبر، لكنه يُعزز من القدرة الجسدية على التأقلم في الصغر".

واختتم الدكتور رأفت البيومي تصريحاته محذرًا من وضع الأجهزة الإلكترونية في غرفة الطفل خاصة أثناء الليل؛ حيث تشغله عن التمتُع بنوم هادئ، لافتًا إلى أهمية تجهيز بيئة داعمة للنوم؛ وذلك بجعل ضوء الغرفة خافتًا، وتنظيم درجة الحرارة، كما يجب إبعاد الألعاب عن الحجرة، إلا في حالة واحدة فقط أشار إليها قائلًا: "عندما يعاني الطفل من ويلات انفصال الآباء، يجب الحرص على إدراج لعبته المفضلة إلى جانبه في الفراش؛ حيث تقوم بدور المهدئ لأعصابه، وتقيه من مشكلات القلق والأرق".