تعد ممارسة الرياضة من أبرز الممارسات الصحية التي يجب على الفرد المواظبة عليها لما تحمله من أهمية كبيرة، وهذا ينطبق أيضًا على الأطفال فقد أكد أخصائي نفسي في مستشفى كليفلاند كلينك أن فوائد ممارسة الأطفال للرياضات الجماعية تتجاوز مجرد الفوائد الصحية الجسدية؛ إذ توفر لهم منافع اجتماعية وعاطفية كذلك.
واستعرض الدكتور ساكو أهم خمسة أسباب رئيسية يمكن للرياضات الجماعية أن تسهم من خلالها في إعداد الأطفال لتحقيق إنجازات كبيرة في الحياة، سواءً في طفولتهم أو بعد أن يكبروا.
وأضاف: "يتوجب على الأطفال عند المشاركة في اللعب الجماعي تعلم كيفية إيجاد حلول للمشاكل، التي تواجههم أثناء اللعب، والتعاون فيما بينهم. كما عليهم أحيانا تعلم كيفية التحكم بمشاعر الإحباط، التي قد يشعرون بها بسبب أفراد الفريق، الذين لا يؤدون أدوارهم على النحو المطلوب".
وبيّن ساكو أنه يمكن إسقاط هذه المهارات على كل مجالات الحياة بدءا من المدرسة مرورا بحياتهم المستقبلية في مكاتب العمل وغيرها؛ ولذلك فإن تعلم هذه المهارات في مرحلة الطفولة يمكن أن يزودهم بتجارب وتفاعلات إيجابية في المستقبل.
كما أشار إلى أن بناء الصفات الشخصية مثل: "المثابرة، والمصداقية" سيكون لها فوائد طويلة الأمد تخدم الأطفال في المراحل اللاحقة من حياتهم.
وتابع ساكو: "تقدم الرياضة بيئة عالية التنظيم تتيح للأطفال التنبؤ بما سيحدث لاحقا من حيث التمارين وجدول الألعاب. الأمر الذي يوفر الفرصة لهم ممارسة الرياضة بانتظام".
وأضاف: "في حال كان الأطفال خجولين أو يفتقرون إلى الثقة بالنفس، فإن المشاركة في رياضة جماعية توفر الفرصة المواتية لكي ينظر الأطفال بإيجابية إلى أنفسهم".
وأشار إلى دراسة أجريت في عام 2019، والتي خلُصت إلى أن المشاركة في الرياضات الجماعية يمكن أن تساعد الأطفال في إبعاد شبح الاكتئاب؛ إذ أوضحت البيانات المأخوذة لـ9,668 طفلا أن من بين الأطفال، الذين تعرضوا لتجارب سيئة في طفولتهم، فإن أولئك، الذين مارسوا الرياضات الجماعية، تمكنوا من التمتع بصحة نفسية أفضل في مرحلة الرشد، ولم يتعرضوا للاكتئاب مع تقدمهم في العمر بنفس المستويات، التي تعرض لها أولئك، الذين لم يشاركوا في أنشطة أو رياضات جماعية.
وأشار الدكتور ساكو إلى أنه في حال كان الطفل لا يحب ممارسة الرياضة، فإن هناك العديد من المجموعات الأخرى، التي يمكنه الانضمام إليها للحصول على فوائد نفسية مماثلة.
وأوضح ساكو قائلا: "يمكن أن يكتسب الأطفال المهارات الاجتماعية والقيادية من أنشطة أخرى كذلك، مثل المشاركة في المخيمات الصيفية، أو المجموعات المهتمة بالتمثيل، أو العزف في الفرقة الموسيقية للمدرسة؛ إذ أن هذه الفوائد ليست محصورة فقط في الرياضة أو الأنشطة البدنية. تعتبر هيكلية الفريق أساسية؛ إذ توفر للأطفال الفرصة للمشاركة مع أقرانهم، وصقل مهاراتهم الاجتماعية، وتعلم العمل الجماعي مع الآخرين لتحقيق هدف مشترك".
وتوجه الدكتور ساكو بالنُصح إلى الأهالي لمساعدة أطفالهم على إيجاد طريقة ما تسهم في ممارستهم لأنشطة بدنية، واختتم: "بغض النظر عن النشاط الذي يختاره طفلكم، يجب أن يكون الهدف منه تحقيق المتعة وأن يجعلهم نشطين من الناحية البدنية".
اقرأ أيضًا: ممارسة الرياضة ومحاربة التوتر.. ما العلاقة بينهما؟