روز العودة تكتب: أهلًا رمضان.. شهر العبادة والتسامح

وجاء الشهر الفضيل؛ شهر العبادة والمحبة والتسامح وكبح الشهوات وصون الغرائز، شهر رمضان الذي تتهذب فيه النفوس، وتتخلص فيه من الشوائب، ومن كل ما يؤثر على العبادة؛ فالمسلم يتجه إلى العبادة بإخلاص؛ لأن جزاء الصائم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

وفي رمضان، تهدأ النفوس، وتسكت الأفواه عن فاحش الأقوال، ويعيد المسلم ترتيب دواخله، ويبتعد عن الأفعال المضرة بالآخرين في جميع أوجه الحياة.

وليس كافيًا في شهر رمضان، أن يركز المسلم على العبادات فقط؛ فهنالك قيم أخرى تضاعف من تهذيب النفوس، وتحول الحياة بأكملها إلى قيم جميلة؛ أولها التواصل؛ فالشهر المبارك مناسبة طيبة لأن يتواصل الناس؛ فعلى كل مسلم أن يسعى إلى التواصل مع أرحامه وأهله وعشيرته وأصدقائه، مهنئًا ومباركًا بقدوم رمضان، داعيًا لهم بالخير، متمنيًا لهم الصحة والعافية، وأن ينعم الله عليهم بحلو الحياة وجمالها، وأن يبعد عنهم مصائب الدهر وضنك العيش والأوبئة والأمراض.

والتواصل يُقرِّب المسافات بين الناس، ويسهم في تقليل التوتر، ويؤسس لعلاقات إنسانية تقوم على التكافل والتكامل والتراحم والتعاون.

وعلي كل مسلم، الحرص على عدم ظلم أحد ليس له مُستعان إلا الله، وألا ينام وغيره يتلوى جوعًا، وأن يجتهد لتحويل اجتماع الأسرة على مائدة الإفطار إلى مناسبة لغرس قيم الفضيلة والأخلاق الحميدة.

وشهر رمضان أفضل وقت لنشر التسامح والعفو ونبذ الخصام والعنف؛ فالتسامح هبة ربانية ينالها الصادقون والطيبون وأصحاب القلوب الكبيرة، وهو دليل على نقاء القلب وصفاء السريرة، ودليل قوة وليس ضعفًا؛ فالمتسامح سينال حتمًا رضا الله ورضا الناس ورضا النفس، وقبل ذلك احترام الجميع.

ويشير التسامح إلى أن صاحبه يتمتع بتربية نبيلة، وخُلُق، وطالما نحن في شهر الخير الذي يزداد فيه العطاء الروحي والمادي، نتمنى أن يتواصل عطاء المسلم ليشمل الجميع، وأن يبذل كل جهد ممكن لنشر الفضائل والقيم النبيلة، وأن يزداد وعيه برسالته تجاه دينه ووطنه ومجتمعه، وأن يعمل مع الآخرين على برامج التوعية الدينية والمجتمعية، وتطوير المجتمع المحلي؛ لنسهم بتكاتفنا وتعاوننا في بناء المجتمع المسلم المثالي.

خالص التهاني والتبريكات بحلول شهر رمضان المبارك، سائلين المولى عزَّ وجلَّ أن يكون عونًا لنا ولكم على صيامه وقيامه، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن نشهد امتدادًا كبيرًا لأعمال الخير.. وكل عام والجميع بخير.

روز العودة رئيس التحرير

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: حب النفس بعيدًا عن الأنانية