في الفضاء الشاسع، تنتشر أجرام سماوية غامضة تُعرف بـ “الأقزام البنية”، لطالما حيرت هذه الأجرام العلماء، فهي ليست نجومًا بالمعنى التقليدي، ولا كواكب عادية.
مؤخرًا نجح العلماء، بفضل إنجاز تكنولوجي هائل، في اكتشاف نوع جديد من “الأقزام البنية” في مجرة درب التبانة. وتتميز هذه الأقزام بالدوران حول نجومها، على مسافات تعادل تلك التي تفصل الأرض عن الشمس.. فما هي حقيقتها؟
ما هي الأقزام البنية؟
الأقزام البنية هي أجرام وسطية تقع بين الكواكب الضخمة والنجوم الصغيرة. وهي كتلة هائلة تتراوح بين 13 و80 ضعف كتلة كوكب المشتري، أي أكبر من الكواكب لكن أصغر من النجوم.
وهي لا تشع بالضوء، ولا تمتلك كتلة كافية لبدء عملية الاندماج النووي التي تنتج ضوء النجوم.
ولكن رغم ذلك تُصدر حرارة خافتة من خلال التقلصات الداخلية، وتظهر بألوان مختلفة من البني والأحمر والبرتقالي. كما يصعب رصدها بسبب خفوت ضوئها، خاصةً بالقرب من نجوم أخرى أكثر سطوعًا.
الاكتشاف الجديد
وقد تم رصد هذه الأقزام البنية وهي تدور حول نجومها لأول مرة. وتقع على بعد أقل من 200 سنة ضوئية من الأرض. كتلتها تفوق 60 إلى 80 مرة كتلة كوكب المشتري، وتُعد بمثابة “الرفيقة الخفية” للنجوم.
الأقزام البنية
أهمية الاكتشاف
يساعد هذا الأكتشاف الجديد على فهم طبيعة “الأقزام البنية” على نحو أفضل. وكذلك من الممكن أن يُقدم أدلة حول كيفية تكوين النجوم والكواكب. ويُمهد الطريق لاكتشاف كواكب خارجية تدور حول هذه الأقزام.
اكتشاف الأقزام البنية
رصدت هذه الأقزام للمرة الأولى وهي تدور بالقرب من نجومها المضيفة، على مسافات تعادل تلك التي تفصل الأرض عن الشمس.
واستند علماء الفلك إلى أحدث قائمة لما رصده المسبار الفضائي الأوروبي “غايا” الذي يرسم خرائط للنجوم في مجرة درب التبانة، تُبين مواقعها.
يقول علماء الفيزياء الفلكية، إن بعض هذه النجوم أظهرت “حركة مدارية مختلفة جدًا تحمل على الاعتقاد بأن قزمًا بنيًا ربما يدور حولها”.
الأقزام البنية
واختيرت من بين آلاف النظُم النجمية ثمانية لإخضاعها للدراسة. واستنادًا إلى هذه المؤشرات، ركزت أداة “غرافيتي” في “التلسكوب الكبير جدًا” التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي على “الموقع المتوقع”، وفق ما شرحت لـ”فرانس برس”، كارين بابوزيو؛ الباحثة في جامعة “غرونوبل آلب”، التي شاركت أيضًا في الدراسة.
فيما تولى مقياس التداخل، بصفته عدسة مكبرة، إجراء قياس دقيق للأجسام التي سبق أن رصدها “غايا”، ما مكن العلماء من تحليل توهجها وكتلتها، واستنتاج وجود “أقزام بنية” لخمسة من النظم النجمية الثمانية.
ما الخطوة التالية؟
يطمح العلماء إلى اكتشاف الكواكب الخارجية التي تدور حول هذه الأقزام البنية؛ حيث يساعد ذلك أيضًا على فهم تنوع الكواكب في مجرتنا.
اقرأ أيضًا:ما سر برودة بلاط الحرم المكي رغم ارتفاع درجة حرارة الجو؟