قطاعات مؤثرة في موسم الحج.. جنود مجندة
يشهد موسم الحج كل عام جهودًا غير مسبوقة، متكاملة ما بين قطاعات مختلفة، قد تكون مجهولة للبعض، فهناك ما يعرف بـ"شركات الطوافة، وجمعية الزمازمة، والجمعيات الكشفية، والتطوعية".
وبجانب جميع الجهات التي تعمل دون توقف لتقديم الخدمات لحجاج بيت الله. ستجد هؤلاء الراغبين في العمل التطوعي لتقديم العون إلى زوار بيت الله. فتولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بتعزيز العمل التطوعي وتشجيع أفراد المجتمع على المشاركة في تقديم الخدمات إلى حجاج بيت الله وذلك من خلال المبادرات التي تُطلقها وزارة الحج والعمرة. وبطبيعة الحال، تتنوع صور وأشكال العمل التطوعي ومساعدة ضيوف الرحمن في موسم الحج. وذلك حسب المهام المكلف بها فريق التطوع.
فهناك العديد من التخصصات المختلفة التي يمكن للشباب التطوع من خلالها، مثل: الأعمال الميدانية، ومهارات الترجمة بلغات مختلفة، والخدمات الأخرى المكتبية وغيرها.
ويشمل العمل التطوعي الشباب والشابات معًا؛ إذ يقوم المتطوعين بمساعدة الحجاج لحظة وصولهم، بالتنسيق مع الجهات المعنية في المنافذ البرية والبحرية، لتوفير كل سبل الراحة لضيوف الرحمن دون عناء أو مشقة. وبالطبع يخضع العمل التطوعي لدورات وورش عمل، خاصة في مجال توجيه الحجاج في الطرق وأماكن التوقف، والانطلاق للمشاعر المقدسة والعودة منها.
شركات الطوافة.. عمل بلا كلل
وهنا نتوقف على شركات الطوافة؛ فهي مهنة توارثتها الأجيال حتى أصبحت مهنة مؤسسية اليوم، وتتطلب هذه المهنة قلبًا لا يمل وجهداً لا يتوقف على مدار اليوم دون تعب. وأنشئت "الطوافة" في عهد حكم المماليك لمصر عام 884هـ، وتقوم على العمل الدقيق المنظم لرعاية الحاج منذ قدومه إلى الأراضي المقدسة وحتى انتهائه من أداء مناسكه ومغادرته عائدًا لبلاده. و"المطوف" هو المنقذ للعديد من القادمين لأداء مناسك الحج من الخارج، خاصة للمرة الأولى، وأصبحت الهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف الآن تضم 9 كيانات تخدم الحجاج وهي: • مكتب الوكلاء الموحد. • مكتب الزمازمة الموحد. • المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا. • المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج إيران. • المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب آسيا. • المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية. • المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا. • المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة. • المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية.جمعية الزمازمة.. سقيا وعبادة
أما قطاع الزمازمة، فهو من القطاعات التي تعمل في الخفاء، وتعد خلية النحل هي أقرب وصف لما يقوم به هذا القطاع من مهام. وتعد مهمة الزمازمة الأساسية هي سقيا الحجاج القادمين من خارج السعودية، وتقديم ماء زمزم المبرد إليهم في مراكز التوجيه على مداخل مكة المكرمة، وفي مساكنهم، ولدى مغادرته. كما تشمل مهام الزمازمة، توفير مياه زمزم بأسهل السبل، والتخفيف من التكدس والازدحام على بئر زمزم، مع إحداث وسائل تقنية حديثة لتقديم مياه زمزم، وسقيا الحجاج بمساكنهم داخل مكة المكرمة. كذلك تعمل الجمعية على القضاء على سوق سوداء لبيع مياه زمزم، واستقبال الحاج داخل مركز التوجيه بعبوة بلاستيكية مبردة ومعبأة آليًا. وتولي المملكة العربية السعودية لهذا القطاع اهتمامًا بالغًا؛ إذ شهد عام 2010 إطلاق مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعبئة وتنقية مياه زمزم آليًا بقيمة بلغت 700 مليون ريال. ويقع مصنع التعبئة على مسافة 4.5 كيلومتر من المسجد الحرام، ويتكون من عدة مبانٍ، تشمل مبنى ضواغط الهواء، ومستودع عبوات المياه الخام، ومبنى خطوط الإنتاج، ومبنى مستودع العبوات المنتجة بطاقة تخزينية يومية تبلغ 200 ألف عبوة، بمساحة كلية للمصنع تبلغ 13405 أمتار مربعة، وهو يغذي الحرم المكي الشريف. ويتم نقل مياه زمزم إلى خزانات زمزم بالمسجد النبوي في المدينة المنورة عن طريق صهاريج مجهزة بمواصفات خاصة لحماية المياه من أي مؤثرات، بمعدل 120 طنًا يوميًا، ويرتفع في المواسم إلى 250 طنًا. ولأن القيادة الرشيدة تولي اهتمامًا كبيرًا ببئر زمزم؛ وفرت التقنية والعناية الخاصة لضمان توفير ماء زمزم المبارك لضيوف الرحمن، في كل وحين.ضمان الجودة.. "كن عونًا"
وضمن خطتها التشغيلية لموسم حج هذا العام، خصصت وزارة الحج والعمرة على موقعها الالكتروني منصة لبرنامج "كن عونًا". وهي مبادرة تطمح للاستفادة من جهود المتطوعين وضمان جودة الخدمات التطوعية للحجاج، ودعم القطاع الغير ربحي. ويهدف برنامج "كن عونًا" إلى تنظيم وتقنين المشاركة الاجتماعية في موسم الحج عبر آلية معتمدة للتنسيق بين القوى التطوعية والجهات المعنية، للارتقاء بمستوى ونوعية الخدمة المقدمة. كما يستهدف البرنامج قياس أداء وفعالية الجهود التطوعية وفق معايير واضحة ومدروسة ومحددة، بما يواكب أهم وأبرز التطورات واستخدام التقنيات الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن.اقرأ أيضًا: أماكن سياحية روحانية لضيوف الرحمن.. كيف تستمتع برحلتك؟
