رموزٌ نسائيّة عربيّة ناضلت للحصول على حقوق المرأة

يحتفل العالم في الثامن من مارس الجاري باليوم العالمي للمرأة، والذي يقام تقديرًا لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية، في كافة المجالات وعلى مر الأزمنة، وتُقيم الحكومات العديد من الفعاليات للاحتفاء بالمرأة في هذا اليوم، بالإضافة إلى تكريم أبرز السيدات التي ساهمن في نهضة الأمم العربية على مر التاريخ.

تاريخ اليوم العالمي للمرأة

يعود تاريخ اليوم العالمي للمرأة إلى عام 1856 في الولايات المتحدة الأمريكية، حين خرجت الآلاف النساء في شوارع مدينة نيويورك؛ للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التي كُن يجبرن على العمل تحتها، لتستطعن أن يجبروا الحكومة على طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.

وعاودت النساء في الولايات المتحدة الأمريكية الكرة مرة أخرى في 8 مارس عام 1908؛ للمطالبة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، لتستطيع هذه المظاهرات تشكيل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة؛ ليصبح الثامن من مارس هو تخليدًا لمكافحة ونضال المرأة العربية.

وعلى الرغم من احتفال الولايات المتحدة الأمريكية بهذا اليوم، إلا أن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة إلا في عام 1977، ليصبح يومًا تحتفل فيه نساء العالم بنضالهم، وفي بعض الدول تحصل النساء على إجازة بمناسبة هذا اليوم.

7 شخصيات أثروا في حياة المرأة العربية

هدى شعراوي

تعد هدى شعراوي، من أبرز الشخصيات البارزة في مجال العمل النسوي بمصر، حيث قامت بتأسيس جمعية "الاتحاد النسائي المصري" بهدف رفع مستوى المرأة الأدبي والاجتماعي، والوصول إلى حد يجعلها ذات أهلية للاشتراك مع الرجل، وأن تكون متساوية معه في الحقوق والواجبات.

وحاربت شعراوي لمنح المرأة المزيد من الحقوق، حيث كافحت رفع سن زواج الفتاة إلى 16 سنة على الأقل، وتحصين المرأة من الظلم الواقع عليها، كما طالبت باشتراك النساء مع الرجال في حق الانتخاب، وأيضًا طالبت برفع الظلم والاهانة اللذان يقعان على المرأة فيما يدعي بدار الطاعة.

ولشعراوي العديد من الإنجازات الأخرى، من ضمنها إنشاء أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر، وإصدار مجلة مصرية عام 1925م باللغتين الفرنسية والعربية لتوصيل صوت المرأة، وهي صاحبة فكرة إنشاء دار لحضانة الأطفال، يقوم عليها مشرفات لرعاية أطفال العاملين صحيًا واجتماعيًا.

نزيهة الدليمي

استطاعت العراقية نزيهة الدليمي، أن تكسر القيود التي فرضت على المرأة العربية طوال قرون من الزمان؛ لتعتلي منصب وزيرة وذلك لأول مرة في تاريخ المرأة العربية.

واستطاعت الدليمي قبل أن تجلس على كرسي الوزارة أن تؤثر في الحركة النسوية العراقية، والتي كانت أحد رائدتها حيث كانت تشغل رئاسة رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية، وهي منظمة نسوية جماهيرية تأسست في العام 1952، واستطاعت أن تضم إليها الاَلاف من النساء للدفاع عن حقوق العراقيات، كما ساهمت في حركة أنصار السلم العالمية والتي هدفت إلى توحيد القوى الوطنية، والدفاع عن السلام والأمن.

ساهمت الدليمي أيضًا في جهود إصدار قانون الأحوال الشخصية العراقي عام 1959، والذي استطاع أن يحافظ على وحدة النسيج العراقي طوال هذه السنوات، بنصه على سن محدد لزواج القاصرات، وربط مسألة الزوجة الثانية بموافقة القاضي، كما أعطى للمرأة المتزوجة حقوقًا عديدة في مواجهة زوجها.

ملك حفني ناصف

وهي واحدة من دعاة تحرير وإنصاف المرأة، والإصلاح الاجتماعي في بدايات القرن الماضي، حيث أطلق عليها لقب باحثة البادية؛ تقديرًا لدورها الرِّيادي في مجال حقوق المرأة والإصلاح، كما تم إطلاق اسمها على العديد من الشوارع والمؤسسات في مصر، وقامت ملك ناصف بتأسيس "اتحاد النساء التهذيبي"؛ ليضم الكثير من السيدات المصريات والعربيات وبعض الأجنبيات، والذي يهدف إلى توجيه المرأة إلى ما فيه صلاحها، والاهتمام بشؤونها.

وكانت ناصف أول امرأةٍ مصرية جاهرت بالدعوة لتحرير المرأة ومساواتها بالرّجل، بالإضافة إلى أنّها كانت أول فتاة تحصل على الشهادة الابتدائية في مصر عام 1900، وتم إطلاق اسمها على عديد من المؤسسات والشوارع في مصر تقديرًا لدورها في مجال حقوق المرأة، ودعت إلى إتباع الطريقة الشرعية في الخِطْبة والزواج والالتزام بالحجاب، وأيدت عمل المرأة على ألا يتعارض ذلك مع رسالتها الأولى كأم وزوجة.

جميلة بوحيرد

هي واحدة من أبرز الشخصيات المناضلة في القرن العشرين، ومن النساء اللاتي ساهمن بشكل مباشر في الثورة الجزائرية، حيث انضمت إلى ثورة التحرير الجزائرية عام 1954.

وكانت جميلة تنقل القنابل من داخل المنطقة العربية في العاصمة الجزائرية الجزائر والمعروفة باسم "القصبة"، إذ يسمح لها مظهرها البرجوازي بالعبور عبر الحواجز الأمنية المحيطة بالمنطقة العربية منتقلة إلى المنطقة الأوروبية، وتعرضت للاعتقال عديد من المرات، بالإضافة إلى الحكم عليها بالإعدام؛ لتصنف بأنها أشهر رمز للمقاومة في الجزائر.

وبعد الاستقلال تولت جميلة رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، لكنها اضطرت للنضال في سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك، وقبل مرور عامين قدمت استقالتها؛ لتعيش متخفية عن الأنظار قبل وفاتها عام 2013.

ليندا مطر

استطاعت اللبنانية ليندا مطر، خلال مسيرتها أن تؤسس العديد من الجمعيات، والتي ناضلت من خلالها لمدة أكثر من أربعين عامًا من أجل حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل، ومنها تأسيس هيئات نسائية كلجنة الأمهات في لبنان، والهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة، فضلًا عن ترأسها جمعية "حقوق المرأة اللبنانية" بعد انتسابها لها في بداية الخمسينات.

وعبرت ليندا بقلمها عن العديد من القضايا التي دافعت عنها، فكتبت الكثير من المقالات حول موضوع المرأة، الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما انتخبت عضوًا في مكتب "المجلس الاقتصادي والاجتماعي" في لبنان، وشاركت في العديد من المؤتمرات العربية والاقليمية كمؤتمرات الأمم المتحدة في المكسيك، كوبنهاغن، نيروبي، وبكين، وقدمت محاضرات عن المرأة والنزاعات المسلحة.

فاطمة إبراهيم

وتعد من أشهر الناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة والسياسة في السودان، وهي أول سيدة تنتخب كعضو برلمان في الشرق الأوسط في مايو 1965، وتصنف بأنها من أبرز العاملات في الحقل النسائي، رغم أنها لم تكن من العشر الأوائل اللاتي أسسن الاتحاد النسائي، إلا أنها عملت منذ لجنته التمهيدية الأولى بعد تأسيسه وظلت عضوًا قياديًا به، حتى تولت رئاسته.

واشتركت إبراهيم في تكوين هيئة نساء السودان أبان الحكم العسكري عام 1962، كما أنشأت مجلة صوت المرأة التي أسهمت في إنشائها عدد من أعضاء الاتحاد النسائي وأصبحت رئيسة تحريرها.

وقامت إبراهيم بتأليف العديد من الكتب، منها طريقنا للتحرر، والمرأة العربية وصور التغيير الاجتماعي، وقضايا المرأة العاملة السودانية، وأطفالنا والرعاية الصحية.

فاطمة مرنيسي

حاربت عالمة الاجتماع المغربية فاطمة مرنيسي؛ للحصول على حقوق المرأة في كتابتها العديدة، حيث اهتمت بمسألة النسوية والإسلام والمفاهيم الخاصة بالمرأة في المجتمع الإسلامي وتحرر المرأة فيه، وناقشت قضايا تحرر المرأة وإنسانيتها في المجتمعات المسلمة الحديثة، الذي انطلقت فيه من أساس أن إشكالية التحرر في المقام الأول هي إشكالية مادية لا روحانية، وأن التحرر في المقام الأول مسألة توزيعٍ للموارد.

وعملت مرنيسي على إخراج علم الاجتماع من فضاء الجامعة إلى المجتمع، عندما اقتربت من عالم النساء المغربيات المغلق والمسكوت عنه، مهتمة أكثر بالصانعات التقليديات والرسامات الفطريات، بالإضافة إلى بحثها عن النسوة اللاتي تسكن رؤوس الجبال والقرى البعيدة، حتى تقوم بتوعيتهم، وتعريفهم بحقوقهم.