بمساعدة الآباء.. مهارات مستقبلية يحتاج الأبناء إلى تعلمها في سنواتهم الأولى

تعد الطريقة التي يقضي بها الطفل سنوات تكوينه الأولى أمر بالغ الأهمية في تحديد ما يخبئه المستقبل له، بمعنى آخر: التعليم هو جواز سفرك إلى مستقبل مشرق وواعد. في حين أن هذا صحيح بالنسبة للجزء الأكبر فإن الحقيقة هي أن الزمن يتغير ومعه نظام التعليم.

لقد ولت الأيام التي كانت فيها القوافي وجداول الضرب والهجاء، هي كل ما يتألف منه المنهج.

اليوم، من المهم أن يتم دمج المهارات وأساليب التعلم الجديدة في تعليم الطفل؛حيث أصبح من الضروري بشكل متزايد أن يتفوق الأطفال في عدد كبير من مجموعات المهارات التي تعزز قدراتهم الإبداعية والبدنية والعاطفية والمعرفية.

وفيما يلي، نقدم مجموعة من أهم المهارات والأنشطة اللازمة التي يجب أن يعلمها الآباء لأبنائهم أثناء مرحلة الطفولة:

مهارات المستقبل

في أغلب الأحيان كان جزء كبير من تعلم الطفل قائمًا على الكتاب أو المعرفة المستندة إلى النظرية. ومع ذلك في السنوات القليلة الماضية تم تقديم التعلم القائم على المهارات؛ من أجل إعداد الأطفال للعالم الحقيقي.

التفكير النقدي وحل المشاكل بشكل إبداعي

في كل جزء من كل يوم تقريبًا نستخدم التفكير النقدي بشكل أو بآخر، هذا يجعله مهارة أساسية في الحياة. ويمتلك كل طفل فضولًا طبيعيًا؛ لذا تحتاج أنظمة التعليم إلى الاستفادة من هذا الفضول في المهارات الحياتية الأساسية مثل التفكير النقدي؛ ما يسمح لهم بالتعامل مع المشكلات بعقلية إيجابية.

أيضًا، يتيح لهم ذلك تقييم المشكلة والتوصل إلى حلول إبداعية تعمل لصالحهم. ومن أجل تشجيع التفكير النقدي وحل المشاكل بشكل إبداعي، سيحتاج المعلمون إلى تشجيع السعي وراء الفضول، وتعزيز اهتمامات الأطفال المختلفة، وتعليمهم مهارات حل المشاكل.

الاتصالات

ليس هناك من ينكر أننا نعيش في عالم يزدهر بالتواصل. الآن نحن مجهزون جيدًا للتواصل في الوقت الفعلي مع الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

تعد الشبكات الاجتماعية مهارة حاسمة تتطلبها معظم الوظائف هذه الأيام، وبالتالي يحتاج الأطفال إلى المشاركة في الأنشطة التي تشجعهم على توصيل أفكارهم شفهيًا وكتابيًا.

الإِبداع

يبدو أن الإبداع أصبح هو أم كل الاختراعات! وذلك لأن مجال التركيز الكبير ينتمي إلى أولئك الذين يمكنهم استخدام خيالهم للتصميم والابتكار والاختراع.

فخلال السنوات الأولى من التعليم، ينصب التركيز الرئيسي على تعزيز مهارات التفكير الإبداعي. لذلك، يجب تحفيز الأطفال في سن مبكرة على تنمية الاهتمام العميق والمشاركة خلال السنوات الأولى من التعليم؛ حيث يركز الإبداع على عناصر مختلفة مثل: المفاجأة والأصالة والجمال والمنفعة.

محو الأمية الرقمية

من أجل تأسيس الأطفال بنجاح في العالم الحديث، سيحتاجون إلى معرفة القراءة والكتابة الرقمية. إن التكنولوجيا والوصول الرقمي هو المعيار الجديد؛ حيث إننا نعيش في عصر يضم كل الأشياء الرقمية في جوهره.

وبالتالي فإن فهم التكنولوجيا والقدرة على استخدامها هو مهارة أساسية للمستقبل يحتاج الأطفال إلى تبنيها خلال سنواتهم الأولى.

الابتكار وريادة الأعمال

خلال السنوات الأولى من التعليم، يجب رعاية الابتكار لدى الأطفال من خلال التركيز على المشروعات التي تشجع الأطفال الصغار على تصميم حلول أصلية، أو الاستثمار أو صياغة شيء جديد؛ لحل مشكلة ودمج عناصر الفن والتصميم في تعلمهم.

كذلك، تعد ريادة الأعمال مهارة إبداعية ومن المهم تدريب الأطفال الصغار على هذه المهارة في السنوات الأولى من التعليم من أجل تطوير قادة المستقبل.

لذا، يجب أن يشمل التعليم قبل المدرسي أنشطة متعددة، تساعد الأطفال الصغار في تبني مهارات ريادة الأعمال.

الوعي الشخصي والمسؤولية

من الضروري فهم العلاقة بين السلوك الشخصي والاجتماعي والرفاهية خلال السنوات الأولى؛ من أجل تشجيع الأطفال على اتخاذ قرارات بناءة وأخلاقية.

وينصب التركيز الرئيسي على جعل الأطفال مسؤولين بدرجة كافية لضمان رفاهيتهم، وتحديد الأهداف، ومراقبة التقدم، وتنظيم العواطف وإدارة التوتر؛ ليكونوا قادرين على الدفاع عن حقوقهم.

المرونة والقدرة على التكيف

إذا كان وباء كورونا علّمنا شيئًا واحدًا فهو أن المرونة والقدرة على التكيف ليست مجرد ميزة إضافية ولكنها مهارة حياتية حاسمة. ومع تغير مساحة العمل العالمية بهذه الوتيرة السريعة فهناك طلب مستمر على القوى العاملة المواكبة لذلك التغيير.

مهارات مستقبلية يحتاج الأبناء إلى تعلمها في سنواتهم الأولى الشمول والتنوع وقبول الاختلافات

يعتبر الشمول والتنوع من صميم كل عمل تجاري، وقد حان الوقت لتطبيق ذلك في عالم التعليم أيضًا. يجب أن تكون الفصول الدراسية مكانًا آمنًا؛ حيث يمكن للأطفال الاستمتاع بالتنوع والاحتفال به وقبول الاختلافات.

وعندما يتم ذلك في سن مبكرة، فإنهم يكبرون ليقدّروا الثقافات والخلفيات المختلفة، وهذا بدوره يجعلهم مرشحين مثاليين لاجتياز العالم في المستقبل.

التعاون

أخيرًا، ما يقولونه صحيح "العمل الجماعي يجعل الحلم حقيقة"؛ لذا يجب أن يكون المرء لاعبًا جماعيًا. ومع وضع هذا في الاعتبار تحتاج المدارس والأنظمة التعليمية إلى أنشطة تشجع الأطفال على التفاعل والعمل مع المتعلمين الآخرين في مجموعة لحل المشاكل.

بالإضافة إلى ما سبق، يجب أن يكون هناك نهج تعليمي متكامل، نهج يترك مجالًا للعلوم الفيزيائية، والعلوم البيئية، والعلوم الاجتماعية، وعلم الأحياء، والعلوم الكيميائية، والفن كل هذا سيشكل أساسًا قويًا، وسيؤهل الأطفال الصغار لاحتضان المستقبل بثقة.

اقرأ أيضًا: 6 تحديات تواجه الأطفال حول العالم خلال عام 2023