أبرزها النوم المُفرط.. 3 أزمات في حياة المراهقين

 تُعد فترة المراهقة من أصعب المراحل التي يمر بها الذكور والإناث على حد سواء؛ وهي فترة انتقالية بين الطفولة والرشد، وتبدأ عادة في سن الثانية عشرة وتنتهي في العشرين، والمراهق غالبًا ما يمر باضطرابات نفسية تُقلق كل أفراد الأسرة، وتظهر تلك الاضطرابات في كثرة النوم، أو عدم الرغبة في الدراسة والتعلم.

 وفي هذا السياق، تبرز «الجوهرة»، أهم المشاكل النفسية عند المراهقين وطرق حلها:

 النوم لفترات طويلة

بالطبع ليس باستطاعة أحد منا مواصلة يومه دون أن يُخصص جزءًا منه للنوم والحصول على قسط من الراحة؛ فالنوم من الأساسيات اليومية التي لا غنى عنها، ولكن المثير للقلق هو النوم لفترات طويلة؛ ما يؤثر سلبًا في الصحة، وهو ما يحدث لدى أغلب المراهقين ويشكل إزعاجًا وقلقًا شديدًا للأسرة.

 وربما تعود هذه الظاهرة إلى أسباب كثيرة، أبرزها هرمون النّوم الذي يفرز في مرحلة المراهقة، بعد ساعتين من الوقت الأساسي والمعتاد، وهو ما ينتج عنه اضطرابات في دورة نومه؛ حيث يكون المراهق في حالة من النشاط الشديد عندما يتعلّق الأمر بالنوم، عكس استيقاظه في الصباح، فيكون مرهقًا للغاية.

 حلول جذرية 

 إذا كان ابنك المراهق يسبب لكِ قلقًا شديدًا من نومه لفترات طويلة؛ فعليك أولاً إلزامه بجدول زمني محدد يتضمن مواعيد منتظمة للذهاب إلى فراش النوم والاستيقاظ منه، وتحديد أوقات معينة لمشاهدة التلفاز وممارسة الألعاب، ثم قدمي له النصيحة بصفة دائمة لتجنب تناول القهوة والمشروبات المسببة للسهر لوقت متأخر من اليل وبالتالي يجد صعوبة في مغادرة الفراش صباحًا.  

 التمرد عند المراهقين

تعتبر ظاهرة التمرد من أهم وأبرز الظواهر السلبية التي تواجه المراهقين، خاصة الأقل من عشرين عامًا، حيث يسبب العديد من المشكلات، أبرزها، «التقلبات المزاجية، والآراء السلبية، وانفعالات مستمرة، وعصبية مفرطة»، فكل هذا يتسبب في فقدان الثقة عندهم، بالإضافة إلى التشتت وعدم الانصياع للعادات والتقاليد الأسرية، رافضًا جميع نصائح أسرته؛ ما يُحدِث قلقًا شديدًا لكل من حوله، ويعود بالضرر على الأسرة والمجتمع.

 وتعود انتشار هذه الظاهرة بين المراهقين، إلى عدة أسباب؛ ربما تكون من أهمها المفاهيم العقيمة والمعقدة التي تتواجد في قاموس العادات والتقاليد الأسرية التي قد يراها قديمة وغير ملائمة لما يعاصره من عالم حديث ومتطور، بل ربما القيود الصارمة والأساليب الديكتاتورية التي يفرضها الآباء والأمهات ظنًا منهم أنهم يحاولون الحفاظ على الأخلاقيات التي تربوا عليها؛ ما يعود بالسلب على أبنائهم المراهقين، فكل هذا يزيد من حدة التمرد وعدم الانصياع للأسرة.

 حلول بسيطة للحد من ظاهرة التمرد

هناك حلول بسيطة وجذرية تحُد من ظاهرة التمرد عند أصحاب الفئة العمرية التي لا تتجاوز العقد الثاني من العمر، والتي تبدأ بإعادة النظر في العادات والتقاليد القديمة الراسخة في أذهان الأسرة وتعديل المفاهيم وموائمتها للعصر الحديث والمتطور، بالإضافة إلى منح مزيد من الحرية غير المفرطة؛ لكسب مزيد من ثقة المراهق وتجعله خاضعًا لكل التعليمات والقرارات الأسرية.

 كونوا حريصين على خلق مساحة للتعبير عن الرأي، ومشاركة المراهقين في بعض القرارات المصيرية التي تتعلق بالأسرة، كما عليكم التقرب منهم والوقوف على مشاكلهم والعمل على حلها، فكل هذه الأفعال تجعل المراهق يشعر بمزيد من الثقة والأريحية والتفاؤل وبالطبع لن يكون متمردًا بطبيعة الحال.

مشاهدة التلفاز

أحيانًا يلجأ بعض المراهقين إلى الجلوس أمام التلفاز لمدة طويلة؛ ما يجعلهم يهدرون الكثير من أوقاتهم دون الاستفادة منها، وهو الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على مستقبلهم وصحتهم.

 وقد تعود أسباب ذلك إلى النظام العشوائي الذي تسير عليه عدد من الأسر داخل المجتمعات، دون وضع قيود وروابط محددة تساعد على ترتيب وتنظيم الوقت لمشاهدة التلفاز عند المراهقين.

 وتتسب مشاهدة التلفاز عند المراهقين بكثرة، في العديد من المشكلات، والتي من أهمها، ضعف النظر والتشتت، وإشباعهم بمعلومات قد لا يكون العمر مناسبًا لها، بالإضافة إلى التكاسل الشديد الذي قد يصيبه في مجالات الدراسة؛ ما يؤثر بالطبع في مستقبله الدراسي.

 الحلول

 تشمل الحلول الجذرية لمواجهة هذه الظاهرة، وضع قيود وروابط محددة تُسهم في تنظيم الوقت لمشاهدة التلفاز، بالإضافة إلى المتابعات المستمرة للواجبات والتكليفات الدراسية، كما عليكم تقديم النصائح لقراءة عدد من القصص التاريخية، واقتراح عدد من المؤلفات التي تساعدهم على كسب مزيد من الخبرات اللازمة لمساعدتهم في الحياة.