الشتاء في تبوك.. جوهرة شمال السعودية الساحرة

يعكس الشتاء في تبوك صورة مختلفة كلياً للسياحة في المملكة، إذ يترقب زوار السعودية، الشتاء من كل عام لمشاهدة تساقط الثلوج فيها إذ تبلغ أقصى حالات السعادة وصفاء الذهن، وتشعر أنك في قطعة من الجنة.

الشتاء في تبوك

وتزخر المملكة بعدد لا نهائي من الوجهات السياحية التي تحبس الأنفاس بجمالها الآخاذ، بفضل تنوع المظاهر الطبيعية فيها.

وتتربع منطقة تبوك بما أنعم الله عليها بها من طبيعة ساحرة على قمة المناطق السياحية الأكثر جذبًا في المملكة، خاصة في فصل الشتاء.

فإذا كنت من محبي سياحة المغامرات، أو السياحة الآثرية والاستكشافية، سيكون عليك التجول بين جبال تبوك والتآمل في الطبيعة الساحرة.

جبل اللوز في تبوك

ويمكنك جعل البداية مع زيارة جبل اللوز، هذا الجبل الشامخ الذي سيأسرك فور رؤيته مع بدء تساقط الثلوج.

كما يشهد جبل اللوز تساقط الثلوج بمجرد انخفاض درجات الحرارة، لتجد نفسك داخل لوحة فنية مٌبهرة، فلن تصدق التحول الكبير الذي تشهده هذه المنطقة في فصل الشتاء.

وإذا كنت من محبي المغامرات وتسلق الجبال والتخيم في هذا الفصل، فسيكون جبل اللوز هو خيارك المثالي.

كما تعدُّ جبال اللوز من السلاسل الجبليَّة الأكثر ارتفاعًا في منطقة حسمي، وهي امتداد لجبال السروات من غرب تبوك حتَّى وادي رم بالأردن.

كما تنتشر هناك في جبال اللوز، الرسوم الصخريَّة التي يرجع تاريخها لحوالى 10 آلاف سنة قبل الميلاد. هذا بالإضافة إلى النقوش القديمة والكتابات الإسلاميَّة.

السياحة الأثرية في تبوك

إما إذا كنت من بين محبي الآثار التاريخية القديمة، فتضم المنطقة عددًا كبيرًا من المواقع الأثرية، التي تتمتع بأهمية تاريخية كبيرة.

ويمكن التوجه لزيارة قلعة تبوك والتي ارتبطت بالموقع الذي أقام فيه النبي محمد (ص) في غزوة تبوك، والتي تجاورها عينٌ كانت تجود بالماء حتى عهد قريب.

وتتكون قلعة تبوك والتي تحولت إلى متحف، من طابقين، الأول على فناء مكشوف وعدد من الحجرات ومسجد وبئر. كما أن هناك سلالم تؤدي إلى الطابق الثاني الذي يضم مسجد مكشوف يعلو المسجد السفلي وغرف ودرج يؤدي إلى الأبراج التي كانت تستخدم للحراسة والمراقبة.

كما تحتضن القلعة بعض الآثار والصور القديمة، ويعرض بداخلها الأحداث التاريخية لمدينة تبوك وغزوات الرسول “صلى الله عليه وسلم”.

ويوجد وسطها فناء تحيط به الغرف في الدور الأرضي والعلوي، وهذه الغرف حاليًا كمعرض لبعض الآثار.

 

كما تحتوي على العديد من المعالم الأثرية لهذه القلعة، وتضم صالة مخصصة لعرض الأفلام الوثائقية.

وقد اهتمت المملكة بإعادة ترميم القلعة؛ إذ جدّدت عمارتها عام 1950. كما أجرت وكالة الآثار والمتاحف في وزارة التربية والتعليم سابقًا عليها ترميمات شاملة عام 1993.

ومن أفضل الأشياء التي تميز القلعة، هو قربها من عين تُدعى “عين السِكِر”، وهي العين التي تشرفت بزيارة الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم”. كما ورد أنه كان يشرب منها، مما زاد من مكانتها لدى المسلمين على مر العصور.

كذلك، عليك زيارة مسجد التوبة الذي يطلق عليه أيضًا مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ويرجع سبب تسميته إلى أنّ الرسول أدَّى الصلوات فيه أثناء غزوة تبوك.

جولة في محطة تبوك

ولا تنسى أن تأخذ جولة في محطّة تبوك التي تعد من المحطات الرئيسة في سكة حديد الحجاز. فهي تتمتع بتاريخها العريق، وكانت تعمل منذ أكثر من 100 عام لنقل الحجاج المسلمين.

كما ترجع أهميتها السياحية في طريقة بنائها الفريدة التي تقع على مساحة 80 ألف متر مربع.

وتتكون من مجموعة من المباني المشيدة في خط مستقيم مواز لمسار السكة. هذا بالإضافة إلى احتوائها على مستودعات للقاطرات ومعامل للصيانة فهي تضم ثلاثة عشر مبنى.

اقرأ أيضًا: اإيبكون Epicon في نيوم.. وجهة سياحية فاخرة ومعيار جديد للضيافة