التوتر النفسي.. كيف يؤثر على الجسم والعقل؟

التوتر النفسي هو رد فعل طبيعي للجسم على المواقف العصيبة أو المجهدة. في بعض الأحيان، يمكن أن يكون التوتر أمرًا جيدًا، حيث يمكن أن يدفعنا إلى الأداء بشكل أفضل أو تحقيق أهدافنا.

ومع ذلك، عندما يصبح التوتر شديدًا أو مزمنًا، فقد يكون له آثار ضارة على الصحة الجسدية والنفسية

قد يتسبب في إضعاف جهاز المناعة ويرفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية من ناحية، ويمهد الطريق للإصابة بالاكتئاب من ناحية أخرى.

آثار التوتر النفسي المستمر

والتوتر النفسي المستمر يدفع المرء لاتباع سلوكيات وعادات غير صحية مثل قلة النوم والتدخين وتناول الطعام بشكل سريع أو تناول طعام غير صحي، مما يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، ومن ثم يصبح المرء أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المُعدية.

متاعب الجهاز الهضمي

وبحسب الدكتور رالف سور، رئيس مؤسسة المعرفة الصحية الألمانية، يؤدي التوتر المستمر إلى متاعب الجهاز الهضمي، والتي تتمثل في الإسهال وحرقة المعدة ومتلازمة القولون العصبي.

كما يؤثر بالسلب على الجهاز الحركي؛ حيث إنه يؤدي إلى الإصابة بالشد العضلي وآلام الظهر والانزلاق الغضروفي.

ارتفاع ضغط الدم وداء السكري

ومن جانبها أشارت الدكتورة مازدا أدلي إلى أن التوتر يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، والذي يرفع بدوره خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية.

وأضافت الطبيبة النفسية الألمانية أن التوتر المستمر يدفع الجسم إلى تخزين المزيد من السكر والدهون ويعزز فرص مقاومة الإنسولين، مما يمهد الطريق للإصابة بداء السكري من النوع 2 وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار بالدم وتضيق الأوعية الدموية.

نوبات ذعر واكتئاب

ومن ناحية أخرى، أشارت أدلي إلى أن التوتر المستمر له بطبيعة الحال تأثير سلبي على الذهن والنفس؛ حيث إنه يؤدي إلى ضعف التركيز ومشاكل الذاكرة، كما أنه يرفع خطر الإصابة باضطرابات الخوف والقلق ونوبات الذعر، فضلا عن أنه يمهد الطريق للإصابة بالاكتئاب.

تقنيات الاسترخاء

ولتجنب هذه المخاطر الصحية الجسيمة، ينبغي مواجهته من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل وتمارين التنفس وتمارين الانتباه، كما أن المواظبة على ممارسة الرياضة تساعد على التخلص من هذا الأمر المزعج.

ومن المفيد أيضا ممارسة الهوايات ومقابلة الأصدقاء؛ حيث يساعد ذلك على تعزيز المشاعر الإيجابية، ومن ثم الشعور بالاسترخاء النفسي.

العلاج النفسي

وإذا لم تفلح هذه التدابير في مواجهة التوتر، فينبغي حينئذ استشارة طبيب نفسي للخضوع للعلاج النفسي؛ حيث يساعد العلاج السلوكي المعرفي على تغيير طرق وأنماط التفكير، التي تعزز التوتر مثل السعي الدائم إلى الكمال.

كما يمكن أيضا الخضوع للعلاج بالأدوية النفسية مثل المهدئات ومضادات الاكتئاب.