اكتئاب الصيف.. بين الاضطرابات النفسية والاستمتاع بالأجواء الحارة

تؤثر الظواهر الكونية على الحالة النفسية، و يتأثر الإنسان بشكل عام بتغيٌر الفصول الأربعة، وتتأثر المرأة بشكل خاص أكثر من الرجل، وهي أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية الناتجة عن تغيٌر الفصول، ويأتي هذا الاستعداد من التغيرات الهرمونية التي تصيبها باستمرار. أكدت الدكتورة فايزة عبدالله الجبلي؛ الأخصائية النفسية والمستشارة الأسرية والتربوية، في تصريحات خاصة لـ "الجوهرة"، أن كل فصل من فصول السنة، يلقي بظلاله على نفسية المرأة، حسب ما يفرضه من خلال مظاهره الطبيعية، حسب طبيعة البلد ومناخه العام.

وأوضحت الأخصائية النفسية أن من أبرز الاضطرابات النفسية التي قد تصاب بها المرأة، يسمى بالاكتئاب الموسمي الخاص بفصلي الشتاء والصيف؛ وهو المرتبط بالتغيٌرات المناخية، ويظهر بشكل واضح في فصل الشتاء، أو فصل الصيف؛ حسب طبيعة المرأة نفسها وتفاعلها مع حالة الجو؛ فبعض السيدات يعتبرن الشتاء بأمطاره ورذاذه وأزيائه بهجة، فتفضلن السفر لقضاء إجازتها في أجواء ثلجية منعشة، وبذلك فهن يشعرن بالضيق والكآبة من فصل الصيف، وهناك من ترى العكس فتعتبر الشتاء يحد من حركتها، خاصة عندما تكون أم، وربة منزل، فهو يثير مخاوفها من المرض، ويحد من حريتها. وتشعر الكثير من السيدات بتغير المزاج في الصيف خاصة في الأجواء الحارة كأجواء الخليج؛ لأن الحرارة الشديدة تعمل على تباعد ذرات الأكسجين، ما يؤدي إلى صعوبة التنفٌس؛ فتصاب بالتوتر والانفعال والضيق، وقد تقل الشهية، وتطول ساعات النوم أحيانًا.

وعن الطريقة المثالية حتى تتجنب المرأة الإصابة بالاكتئاب في فصل الصيف، شددت الدكتورة فايزة عبدالله على ضرورة التركيز على تعديل نظام الحياة، بحيث يكون نظامًا صحيًا كالحصول على النوم الكافي، والتركيز على التغذية الصحية، مثل: الخضروات والفواكه، واللحوم، والأسماك، والتخفيف من السكريات، لافتة إلى أهمية ممارسة الرياضة، والتنزه، ومشاركة الأصدقاء في الأنشطة الجماعية، وعند الشعور بزيادة الأعراض الاكتئابية، لتصبح مانعًا لممارسة البرنامج اليومي للإنسان. وبالنسبة للطريقة المثالية لاستغلال أوقات الصيف، فقد اختتمت الدكتورة فايزة عبدالله تصريحاتها، مشيرة إلى أهمية التخطيط لبرنامج شامل لكل أعضاء الأسرة؛ بحيث يحتوي على جانب مخصص للترفيه عن أفراد العائلة، وتثقيفي لاكتساب الخبرات، والمعارف والعلوم الجديدة، واكتشاف الأماكن الجديدة بشكل يضمن الاستمتاع، والفائدة والمشاركة في الأعمال التطوعية. من جهته، كشف الدكتور آسر عبد الحميد؛ أخصائي علم النفس في تصريحات خاصة لـ "الجوهرة"، عن ارتباط الاكتئاب الموسمي بضوء الشمس؛ فقلة التعرٌض لضوء الشمس في الشتاء يسبب الاكتئاب، أما في الصيف فالعكس؛ إذ أن التعرُض للكثير لأشعة الشمس تؤدي للإصابة به، ما يسبب توقف إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يساعد على النوم، ويعتبر من هرمونات السعادة، ويعمل على الاسترخاء؛ لذا نقصه يؤثر على الحالة المزاجية. وأضاف أخصائي علم النفس أن المصاب باكتئاب الصيف عند تعرضه للحرارة المرتفعة، فإنه يزداد غضبه، وانفعاله، وشعوره بالضيق، فالحرارة تؤثر على إيقاع العمليات البيولوجية للإنسان.