أهم عناصر تصميم المساحات المحايدة بين الجنسين

هل يمكن أن يكون التصميم الداخلي متحيزًا لجنس دون الآخر؟ أو يكون تصميم يتماشى مع ميول أو ذوق أحد الجنسين أكثر من الآخر؟.. هذا وارد وممكن بالتأكيد. في بعض الأحيان قد يكون تصميم غرفة يغلب عليها طابع أنثوي او ذكوري مهمة شاقة. ومع ذلك، فإن إنشاء مساحات يشعر فيها الجميع بالترحاب مهم.

ولكن هناك غرفًا معينة يصبح فيها الحياد بين الجنسين أمرًا فى غاية الأهمية. على سبيل المثال، غرفة نوم للزوجين، والحضانة، وحتى غرف الأطفال (هل من المهم تحديد ألوان الأولاد وألوان البنات؟) وغرفة نوم للضيوف.

الحياد بين الجنسين في التصميم لا يرتبط فقط بالألوان. تشكل الألوان والأنماط والقوام جزءًا رئيسيًا من الديكور. ومع ذلك، تساهم العديد من العوامل الأخرى في الطريقة التي يُنظر بها إلى المساحات. يجب أن يكون الطلاء والأجهزة مثل الإضاءة ومقابض الأبواب والستائر والأقمشة والأثاث المركزي محايدًا. يضمن وجود قطع محايدة إمكانية تبديل التصميم الأساسي أو تغييره. في حين أن معظم التصميمات الحديثة بسيطة، فإن كونك محايدًا لا يعني غرفًا بلا لون أو هوية، فهذا يعني فقط أن السمات الرئيسية للتصميم لن تعتمد على جنس معين، ولكن يتمحور أكثر حول مفهوم التصميم البشري. التي تركز على احتياجات الناس ومشاكلهم وعواطفهم وسلوكياتهم بدلاً من الجنس.

نسرد لكم أهم الركائز والرؤى حول الجوانب المختلفة للتصميم والديكور التي يمكن أن تضمن الحياد بين الجنسين فى تصميم المساحات:

أهمية الألوان:

هناك فجوة واضحة بين المصممين الذين يختارون الألوان الزاهية أو ورق الحائط وتلك الذين يفضلون الوان أكثر حيادية. لكن الإتجاه واختيار الألوان المحايدة بطبعها يمكن أن يكون مفتاحًا لتحقيق مساحة أكثر جمالًا. على سبيل المثال، يمكن أن تكون الجدران البيضاء أو الرمادية ذات اللون المنبثق على شكل جدار مزخرف أو منسوجات متراكبة تغييرًا مبهجًا أكثر من أختيار لون واحد. ومع ذلك ، يجب أن تكون مدركًا لعدم المبالغة في ذلك من خلال التنجيد أو الستائر أو حتى الإكسسوارات. يمكن أن يؤدي استخدام الألوان مثل التراكوتا أو ظلال الأزرق أو الأخضر أو الوردي أو أي شيء آخر من اختيارك في غرفة مصممة بشكل محايد في الغالب إلى مظهر أكثر نعومة وبساطة. يضيف مزيدًا من الجمال إلى الغرفة ويمنحها عمقًا.

التوازن لا التحيز:

أحد مفاهيم التصميم الأساسية هو أن تكون قادرًا على تحقيق التوازن فى تصميم الغرفة. تحقيق هذا ليس بالأمر الصعب كما يبدو. يمكن أن يساعد اختيار الألوان والأشكال والأحجام المتباينة في تزيين المساحة وتصميمها. على سبيل المثال ، إذا كانت غرفة النوم ذات أرضية خشبية داكنة ، والتي يمكن أن تكون في بعض الأحيان أكثر ذكورية ، فيمكنك تزيين الغرفة بجدران أفتح وبياضات أسرّة أنعم. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يساعد دمج اللوحات الفنية على سبيل المثال أو الاكسسوارات ذات الطابع الخاص الذي يعكس ذوق المنزل العام في إضافة أداة تمييز إلى مساحة محايدة. يمكن أن يكون اختيار الفن المحايد ، مثل النصوص والخرائط والمناظر الطبيعية والملخصات ، أمرًا مهمًا عند التصميم المحايد بين الجنسين.

دروس مستفادة من تصميمات الحضانات:

يمكن أن يكون تصميم الحضانات درسًا رئيسيًا في إنشاء تصميمات داخلية محايدة جنسانياً. في حين أن التصميم الحديث قد تغير ، فقد كنا فى الماضى مطلعين على التصميمات التقليدية القائمة على الجنس. فاللون الوردي للفتيات والأزرق للأولاد، والدمى للفتيات والطائرات أو السيارات للأولاد هي طريقة تصميم الحضانات. في حين أصبح هناك سؤالًا أعمق يجب الإجابة عليه حول كيفية تأثير هذه الاختيارات المبكرة في الألوان أو الإكسسوارات على نظرة الطفل، فنحن بحاجة إلى تلك القواعد القديمة. في حين أن لوحات الألوان يمكن أن تختلف من الألوان الزاهية التي تثير الاهتمام إلى الألوان الأكثر هدوءًا ، فإن الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في الحضانة هو الألعاب التي يمكن أن تساعد في تلبية الاهتمامات المتنوعة للطفل. لا تخف من استكشاف وإدراج الألعاب التي لا تركز فقط على الجنس.

يمكن أن تكون البساطة هي الحل:

من السهل التردد والخلط بين اللوحات الفنية والمعلقات وخيارات الإكسسوارات وتصميم المفروشات. فهذا يعتمد كليًا على اختيارك ، سواء قررت أن تصمم المساحات بشكل ملونًا أو محايدًا ، يمكن أن يكون هناك العديد من الخيارات لتختار من بينها. على سبيل المثال، يمكن أن تكون أنت وشريكك مرهقين بشكل كبير وبالتالى، يمكن اللجوء الى تصميمات وألوان بسيطة. على سبيل المثال، فإن الشكل الجمالي الاسكندنافي الأنيق، أو التنسيق بالأبيض والأسود، الذي تهيمن عليه الهياكل البسيطة والخطوط النظيفة، يخلق مساحة جميلة المظهر ومريحة للعين. ولإضافة بعض من الخصوصية للمكان، يمكن أن تضيف للغرفة الصور العائلية، والإكسسوارات ذات معنى أو مغزى تناسب اسلوب حياتك، وتذكارات من الرحلات، أو أي مناسبة خاصة أخرى.

لا تنساق وراء الرائج واتبع ميولك وذوقك الخاص:

وسائل التواصل الاجتماعي لديها حل (تقريبًا) لكل مشكلة. على سبيل المثال، تجتذب صفحات التصميم الداخلي على منصات مثل Instagram وPinterest ملايين المتابعين. وبينما يعد الاستلهام من الآخرين فكرة رائعة، يجب أن تكون حريصًا على عدم فقدان ذوقك الخاص والانسياق وراء الأكثر رواجًا. على سبيل المثال، قد تعجبك فكرة بساطة المنزل لشخص آخر وتستخدم نفس الأسلوب لتصميم منزلك، ولكن بعد وقت قصير سترغب أن يعكس منزلك شخصيتك وميولك. دع إبداعك يرشدك ؛ يمكن أن تكون واحدة من أكبر الطرق وأسهلها للقضاء على التحيزات بين الجنسين أثناء التصميم. إذا كنت تشارك منزلك مع شريكك أو أفراد عائلتك الآخرين ، فاستوعب ما يصلح وما لا يمكن أن يسمح لك بدمج أنماط جيدة للنظر إليها ومرحبة.

اللجوء إلى مصممي الديكور المحترفون:

يمكن أن يكون تصميم منزلك مرضيًا، لكن ليس عليك أن تفعل كل شيء بنفسك. تتمثل الخطة المضمونة في طلب المساعدة من مصممي الديكور الداخليين والديكور. يضمن الدعم المهني حصولك على مشورة سليمة وشخص يمكنه إضفاء الحيوية على الرؤية الخاصة بك. وهم موجودون أيضًا لتقديم المشورة عندما لا تكون متأكدًا من كيفية تجميع الصورة كاملة.

علاوة على ذلك، فإن وجود فكرة واضحة عن الشكل الذى تريد أن تبدو بها الغرفة لا يضمن دائمًا مراعاة كل ما يتعلق بالجمالية المحايدة بين الجنسين. قد يكون من السهل تفويت التفاصيل التي يكتشفها المحترفون بسهولة.

وأخيرًا التصميم الداخلي المحايد للجنسين ليس جديدًا، إنه مفهوم شائع تريد معظم المنازل تحقيقه. وكما هو معتاد، فإن الطريقة التي ينظر بها إلى التصميم والديكور تتغير كل بضع سنوات، ومع ذلك، فإن مفهوم الحياد بين الجنسين الذي يتخطى الألوان والأنماط موجود ليبقى وسينعكس في الأنماط على مر السنين.

فروشالي مهاتري؛ الأستاذ المساعد فى التصميم الداخلى – كلية المنسوجات والتصميم بجامعة هيريوت وات دبي

اقرأ أيضًا: توظيف البرتقالي في الديكور بلمسات حيوية جريئة بمنزلك