أميرة الغناء والطرب.. أسمهان ونهاية مأساوية

عند الاستماع إلى صوتها العذب، فسوف تذهب إلى عالم آخر، ولكن على الرغم من أنها أسعدت الكثير بصوتها، فإن قصة موتها كانت من أكثر القصص المأساوية.. هي النجمة أسمهان.

ولدت الفنانة أسمهان في نوفمبر 1912م، كان اسمها الحقيقي قبل الدخول إلى عالم الفن والشهر هو "آمال الأطرش"، وكان لديها شقيقان هما: فؤاد وفريد الأطرش المطرب والموسيقار المعروف، وكان السبب في دخولها الفن، وجعلها واحدة من النجمات اللامعة في عالم الغناء.

كانت حياتها على الرغم من أنها قصيرة، لكنها ممتلئة بالأحداث والقصص، كانت ولادتها على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية. وذهبت إلى بيروت ومنها انتقلت إلى سوريا وتحديدًا إلى "جبل الدروز" بلد آل الأطرش، حتى جاءت إلى القاهرة وأقامت العائلة في حي الفجالة.

وبسبب حالة الأسرة المادية الصعبة كانت والدة أسمهان تعمل بالأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة من أجل الإنفاق وتعليم أولادها.

بداية أسمهان في عالم الفن

كانت أسمهان موهوبة بصوتها العذب الجميل، فكانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأيضًا شقيقها فريد الأطرش؛ حتى جاء يوم كان يستقبل فيه فريد الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، وسمعها وهي تغني في غرفتها فأعجب بصوتها كثيرًا، وهو من أطلق عليها اسم أسمهان، ليكون هو بداية رحلتها الفنية.

وبدأت أسمهان الدخول إلى عالم الفن في الثلاثينات من القرن الـ20 من خلال مشاركة شقيقها فريد الأطرش الغناء في شارع عماد الدين الشهير وسط القاهرة.

بينما في عام 1941، قامت ببطولة فيلم «انتصار الشباب» وكان مع شقيقها فريد الأطرش وأنور وجدي وعبد السلام النابلسي، وحينها لحن فريد كل أغاني الفيلم.

وفي عام 1944 قامت أيضًا ببطولة فيلم «غرام وانتقام» مع أنور وجدي ويوسف وهبي؛ وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، ولكن شهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.

كذلك، قدمت مجموعة من الأغاني؛ حيث شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم "يوم سعيد"، وأيضًا شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت "مجنون ليلى". وسجلت أغنية "محلاها عيشة الفلاح" في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته فيما بعد.

بالإضافة لتسجيلها أغنية "ليت للبراق عينًا" في فيلم "ليلى بنت الصحراء."

وقدمت أيضًا مجموعة من الأغاني التي ظلت عالقة في أذهان العديد من محبيها، ومن أبرز أغانيها : "ليالي الأنس في فيينا، يا طيور، أنا أهوى، أيها النائم، امتى هتعرف، أنا اللي استاهل، يا لعينيك".. وغيرها من الأغاني المتميزة.

وفاتها

رحلت الفنانة أسمهان في 14 يوليو 1944، ولم تكمل عامها الـ32، وهي في توهجها الفني، وذلك في حادث أليم.

حيث سقطت سيارتها في ترعة الساحل خلال رحلتها من القاهرة لقضاء إجازة نهاية الأسبوع، لتكتب نهاية فنانة واعدة تمتلك صوتًا ووجهًا ملائكيًا.

اقرأ أيضًا: في ذكرى ميلادها.. نعيمة عاكف وسر رحيلها المبكر