حوار| “أسرار الأفاعي”.. نايف المالكي يروي لـ"الجوهرة" مغامراته مع الثعابين
عشق المغامرة ويتحلى بالمثابرة.. نشأته حتّمت عليه اكتشاف البيئة المحيطة به؛ فاقترب من عالم الأفاعي حتى وقع في غرامها وأصبح صديقًا مقربًا لها، ومنحه الله موهبة استثنائية تتمثل في صيد الثعابين واستخراج سمومها بخفة يد، إنه "نايف بن عويض المالكي"، من أبناء محافظة أضم بمنطقة مكة المكرمة.
وشق نايف المالكي طريقًا مختلفًا عن أقرانه في مثل عمره، فحين كان في الثالثة عشرة من عمره بدأ باستكشاف الحيوانات المفترسة من حوله وانغمر في علم الزواحف باعتبارها الأكثر انتشارًا في قريته.
أسرار الأفاعي
فضوله وشغفه قاداه لمعرفة أسرار وأنواع الأفاعي؛ لأنها كانت تسبب الذعر والوفاة للكثيرين، ومن هنا بدأ مشواره في التعرف على الأفاعي غير السامة بمساعدة آباء وأجداد القرية.
نايف المالكي
مرت السنوات وكبر الطفل ليصبح شابًا ويزداد تعلقه بكل ما يرتبط بصيد الأفاعي، وتعلم طريقة الإمساك بها وحركاتها وطرق دفاعها، وكان يقضي أوقات فراغه في مراقبة الأنواع السامة عن بُعد بحذر شديد.
السجاد الشرقي
يحكي "المالكي" أسراره مع عالم الأفاعي لـ"الجوهرة" قائلًا: "أتذكر أول مرة أمسكت بنوع أفاعي يُسمى "السجاد الشرقي" أو "الرقطا السامة" كانت شرسة وقصيرة والتعامل معها صعبًا للغاية، وحينها كانت إمكانياتي بسيطة ولم أكن أملك عصا للصيد أو ما شابه، وذلك صعّب الأمر عليّ وقتها".
نايف المالكي
بيئة خصبة
ومع قراءة واطلاع نايف المالكي زادت حصيلته العلمية عن الثعابين وأنواعها، ثم تحرر من أسوار قريته وخرج للتفتيش والبحث عن تلك المخلوقات في جميع بيئات المملكة، حتى استقرت قدماه في جنوب غرب المملكة، وبالتحديد الطائف؛ إذ وجد في هذا المكان بيئة خصبة للثعابين.
نايف المالكي
نايف المالكي
وبدأت رحلته بالمناطق التهامية المعتدلة والرطبة الموازية لسطح البحر، وصولًا إلى السدود والمناطق العشبية التي تتكاثر فيها الثعابين؛ بسبب الحرارة والرطوبة المناسبتين لهذه الكائنات من ذوات الدم البارد.
حياة الثعابين
ويروي نايف: "تتغذى الثعابين على الثدييات الصغيرة الموجودة في بيئتها، ويختلف نوع معيشتها باختلاف خروجها للتغذية، فهناك ثعابين تتغذى بالنهار مثل: "الكوبرا وأبوسيور والصخري"، وهناك ثعابين تتغذى أثناء الليل مثل: "الصل الأسود" و"أم جنيب" و"أفعى السجاد الشرقي"، وأنا أساعد المراكز في استخراج سموم الأفاعي".
نايف المالكي
مرحلة تغير جلد الثعابين
يضيف "المالكي": بمعدل 6 مرات في السنة؛ أي مرة كل شهرين تقريبًا، تغير الثعابين جلودها، وتستمر حتى يتوقف حجمها لتغير كل سنة جلدها "مرتين فقط"، وتستغرق مرحلة تغيير الجلد نحو أسبوع إلى أسبوعين كحد أقصى.
نايف المالكي
قد يهمك: حوار| مدربة علم المظهر علا زيد: مستقبل الأزياء في المملكة واعد وتصاميمنا تغزو العالم
أنواع الثعابين
وعن أنواع الثعابين، قال: أبرز الأنواع الخطرة والسامة في المملكة هي: "الكوبرا العربية" و"الصل الأسود"، و"أم جنيب الصحراوية" و"الأسود الخبيث" و"السجاد الشرقي" و"الأفعى النفاثة" وغيرها، أما الأنواع غير السامة أو ضعيفة السُمية هي: "أبوسيور الشجري" و"أبو عيون الكوبرا الكذابة" و"الثعبان الصخري و"الأرقم" و"الأنيق" و"شبيه القط".. وغيرها.
نايف المالكي
حياة الكوبرا
يؤكد "نايف": الكوبرا تتميز عن باقي الثعابين بصفات مثل: الوقوف بنصف جسمها وفرد القلنسوة (منطقة الرقبة)؛ ما يعطيها هيبة، وهي حركة دفاعية وتنبيه لخصومها، ولكن هناك حاجزًا بسيطًا إذا تخطاه المروض تنكسر شخصية الكوبرا وتصبح سهلة الترويض، ولا تتوفر تلك الصفة إلا في الكوبرا العربية دونًا عن باقي الأنواع السامة.
نايف المالكي
واستطرد: هناك "عضات جافة" للكوبرا لا تتعمد وضع السم فيها بل تستخدمها للتخويف فقط وإبعاد المتربص بها، ولكن يجب عدم الاستهانة بها ومحاولة الاقتراب منها ممن يجهل بعض الأمور عن هذه الزواحف القاتلة.
إصابة بالغة
تعرض المالكي لبعض المواقف الخطرة، أبرزها عندما لدغته أفعى "السجاد الشرقي" للمرة الأولى قبل 15 عامًا، ويقول: "عشت تفاصيل مرعبة ومثيرة في أحد الجبال، أدت إلى إصابتي بآثار بليغة في ذراعي اليسرى، وتحولت إلى اللون الأسود، ولكن الحمدلله تلقيت العناية الطبية".
خطوات النجاة
وأضاف: "هناك خطوات مهمة عند التعرض للدغ الثعبان وهي: غسل مكان اللدغة بالماء والصابون وتجفيفه وربط الجرح بشاش نضيف، وتهدئة أعصاب المصاب فذلك يبطئ من انتشار السم في الجسم، وعدم تناول المشروبات التي تحوي نسبة من الكافيين أو المشروبات الغازية التي ترفع الطاقة، وعدم الضغط أو محاولة امتصاص السم، أو تقطيع الجرح، وعدم وضع الجرح في ماء بارد، أو ثلج مباشرة لمدة طويلة؛ ومعرفة نوع الثعبان، أو تصويره للتعرف عليه في المستشفى، والمشي الطبيعي وعدم الركض لكي لا تتسبب برفع معدل نبضات القلب والأفضل استخدام وسيلة نقل".
نايف المالكي
حرص نايف المالكي على تقديم بعض الإرشادات الوقائية أثناء التعامل من الأفاعي اكتسبها خلال رحلته؛ منها:
- ارتداء قفازات واقية من لدغ الأفاعي وأحذية واقية.
- الحصول على مصابيح ضوئية في الليل.
- عدم تقليب الصخور والمبيت بجانب البرك المائية.
اقرأ أيضًا: جمعت بين الأنوثة والشجاعة.. مغامرة رغد العنزي مع الخيول والصقور (حوار)
