"الصقارة" في الجوف.. رحلة ملهمة في عالم الصيد والتاريخ

مع اقتراب ختام موسم الصيد بالصقور، يشرع "صقارة الجوف" في التحضير لفترة "المقيض"، إذ أنه فترة راحة ضرورية للصقور، حيث تتيح لهم فرصة الاسترخاء، واستعادة نشاطهم بعد موسم صيد شاق.

ويستمر "المقيض" حتى بواكير الشتاء المقبل، مع بدء موسم الصيد الجديد، وخلال هذه الفترة، يحرص "صقارة الجوف"، على توفير بيئة مريحة للصقور، وتقديم رعاية صحية خاصة بهم، لضمان عودتهم قوية ونشطة لموسم الصيد المقبل.

تعد "الصقارة" هواية ورياضة تقليدية تمارس في منطقة الجوف، حيث يجتمع نحو 500 صقار لتربية وتدريب أكثر من 1000 صقر من مختلف الأنواع.

وتشكل صحاري الجوف وشمال المملكة، ممرات طبيعية لهجرة الطيور من آسيا وشرق أوروبا نحو أفريقيا والشرق الأوسط في موسم الشتاء، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الصيد بالصقور.

"الصقارة" في الجوف

ويشرف الصقارون على رعاية الصقور وتدريبها على مهارات الصيد، ويشاركون في مسابقات محلية وعالمية لاختبار قدراتهم ومهاراتهم.

فترة "المقيض" ومواسم الصيد

يوضح الصقار خالد عبدالرحمن الربيع، أن فترة "المقيض" تستمر 7 أشهر، من مارس إلى أكتوبر، وخلال هذه الفترة، يتبدل ريش الصقر في عملية تسمى "القرنسة"، ويحتاج الصقر خلال هذه الفترة، إلى عناية خاصة، من حيث التغذية والعيش في بيئة مناسبة.

ومع مطلع شهر أكتوبر من كل عام، تبدأ مرحلة جديدة تسمى "نقلة الطير"، خلال هذه المرحلة، يستعد الصقار لموسم الصيد الجديد، حيث يدرب الصقر على مهارات الصيد ويجهزه للعودة إلى رحلة الصيد.

"الصقارة" في الجوف

مرحلة "نقلة الطير"

يؤكد "الربيع" في تصريحات لـ"واس"، أهمية مرحلة "نقلة الطير" في تجهيز الصقر لموسم الصيد الجديد، وذلك بعد فترة "المقيض"، التي يمضي فيها الصقر بضعة أشهر دون تدريب أو صيد.

ويفضل بعض "الصقارة" الاستمرار في ممارسة هواية الصيد مع طيوره، لعدة أشهر بعد انتهاء موسم الصيد الرسمي، حرصا على الاستمتاع بهذه الهواية لأطول فترة ممكنة.

الصقارة: موروث سعودي عريق

تجسد "الصقارة" رمزا شامخا للثقافة السعودية وهوية الجزيرة العربية، فهي رمز الفخر والاعتزاز بالهوية والقيم الأصيلة، وتمثل تقاليد عريقة تتوارث عبر الأجيال من الآباء والأجداد.

وتعد "الصقارة"، أكثر من مجرد هواية، بل هي عنصر أساسي من عناصر الثقافة السعودية، تحمل دلالات ورمزيات اجتماعية وثقافية عميقة، فهي تعبر عن صداقة فريدة بين الصقر والصقار، وتجسد مهارات استثنائية وصبرا وتعاونا.

في عام 2016، تم تسجيل "الصقارة" في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، ما يؤكد أهميتها كإرث عالمي يحتفى به ويحافظ عليه.

اقرأ أيضا: هواية الصقارة.. تقليد عربي قديم وهذه الدولة بها أكبر أسواق الصقور في العالم