«أنا لا أكذب؛ لكنني أتجمّل»؛ تعتبر هذه الكلمات بمثابة شعار للكثير من السيدات والفتيات اللواتي يبحثن عن التجمل الاجتماعي بين المحيطين بهم، وهو المبرر الأبرز للكذب؛ إلا أن الأمر قد يصل حد الإدمان.
«لا يستمر الكذب كثيرًا؛ فالحقيقة لابد وأن تظهر للعلن، وبطرق مختلفة دون أن تعي المرأة الكاذبة ذلك»؛ هكذا أكد الدكتور حمّود علي؛ استشاري علم النفس، في تصريحات خاصة لـ «الجوهرة» أن الكذب لا يستمر طويلًا؛ بل تجد الحقيقة طريقها للنور دائمًا.
وأضاف أن الخوف من الحقيقة يعتبر هاجسًا لدى الكثير من الفئات؛ خاصة ممن يواجهن تطرفًا في المعاملة المنزلية، أو قسوة من المحيطين بها، وقد تصل معاناتها إلى العنف الأسري؛ ما يجعلها تكذب لإنقاذ نفسها، أو إنقاذ ذويها من أنياب الوحوش البشرية.
أكد الدكتور حمّود أن الحالات السابق ذكرها، تستدعي تدخلًا سريعًا من قبل مؤسسات حماية حقوق المرأة، والتي تشجعهن لكسر حاجز الصمت، والحديث بلسان الحقائق فقط، دون خوف، أو ريبة من الإيذاء الذي قد تتعرض له.
تحاول العديد من السيدات أن يغيرن من الواقع بالطريقة الأسوأ على الإطلاق، والتي يرونها سهلة، وهي «الكذب»، أو التعامل وفقًا لمبدأ «أنا لا أكذب؛ لكني أتجمل».
أوضح الدكتور حمّود أن هذه القاعدة الشهيرة، تمثل فئة كبيرة من السيدات، اللواتي يبحثن عن «برستيج» اجتماعي زائف، فتبدأ الواحدة منهن بوصف حياتها بما ليس فيها، سواء بامتلاك الأموال، أو الأثاث الفخم، أو المجوهرات باهظة الثمن، أو السفر إلى بلاد بعيدة في قارات آخرى، وما إلى ذلك من رفاهية تفتقدها في حياتها الحقيقية، علمًا بأنها تلجأ لذلك في الكثير من الأوقات؛ حتى تظهر بشكل يليق بالمظاهر الاجتماعية لبعض من صديقاتها، مؤكدًا أن كل تلك الأمور غالبًا ما تنكشف في يوم ما؛ إن لم يكن المجتمع يعلم تمام المعرفة بكذبها، ويتركها تمارس حيلتها لكسب ودهم.
وأضاف: «هنا تجد المرأة نفسها قد وقعت ضحية للكذب المستمر، وتبدأ في إدمان قول الأكاذيب الصغيرة، التي تساعدها في تمضية الوقت مع صديقاتها على سبيل المثال، ثم تبدأ في رسم الأكاذيب الكبيرة التي تبالغ في سردها؛ من أجل الحصول على انتباه من حولها، وقد يستدعي الأمر للتدخل العلاجي، حتى لا تورثه للأطفال مثلًا، أو تتسبب في ابتعاد المقربين منها عن حياتها؛ بعد اكتشاف الحقيقة».
واختتم الدكتور حمّود؛ استشاري علم النفس تصريحاته مشيرًا إلى ضرورة استيعاب المرأة لقدراتها الاستثنائية في التعامل مع الآخرين؛ فعندما تكذب هي ليست الطرف الأقوى في الحوار بل إنها الأضعف الذي يسعى إلى تعزيز صوته بطريقة يائسة.
بينما تمتلك في الواقع كل المواصفات التي تساعدها في الاعتزاز بذاتها، وتطوير مواهبها، دون الوقوع في فخ الكذب، ونتائجه غير المجدية التي تصل إلى الحد الكارثي، عندما تنكشف الحقائق أمام الجميع.
اقرأ أيضًا: الصدمة العاطفية.. أعراضها ومراحلها وطرق التغلب عليها