للأمهات الجدد.. كل ما يجب معرفته عن نُظم التربية الحديثة لطفلك

شاع مؤخرًا الحديث عن نظم وقواعد التربية الإيجابية الحديثة للأطفال، والتي تتضمن فهم متطلبات مختلف المراحل العمرية للطفل من أجل إنشاء أطفال أسوياء من الناحية الصحية والنفسية، والحد من الصدامات وسوء الفهم المنتشر بين الآباء والأبناء.

ونظرًا لتشعب هذا العلم وصدور العديد من الكتب والمؤلفات بشأنه، يُسلط الدكتور أحمد علي؛ أخصائي تعديل السلوك وتنمية المهارات والتخاطب، الضوء على الخطوط العريضة التي تُمكنكِ من الإلمام بنظم التربية الإيجابية للأطفال:

في البداية، يوضح الدكتور أحمد علي، أنه في حال فهم الأمهات لطبيعة المراحل العمرية المختلفة التي يمر بها أطفالهم، سيسهل عليهن التعامل مع أبنائهن بشكل سلس، مشيرًا إلى أن الطفل البالغ 6 أشهر فأكثر ليس عشوائيًا بل يسعى دومًا إلى استكشاف ما حوله، سواءً بمتابعة النظر أو الحركة واللمس أو الصراخ والبكاء أحيانًا.

وفي مرحلة عمرية متطورة، أشار الدكتور أحمد، إلى أن الطفل الذي يبلغ عامين ليس عنيدًا بقدر ما تميل تصرفاته إلى الرغبة في الاستقلال وإنجاز مهامه بشكل منفرد.

وأشار الدكتور أحمد، إلى كثرة شكاوى الأمهات من أبنائهم في سن الرابعة بسبب اعتيادهم الكذب، موضحًا أن الطفل تسيطر عليه -في تلك المرحلة- حالة من الخيال والتي قد تدفعه -بطريقة غير مباشرة- للكذب في مواقف معينة.

من ناحية أخرى، شدد أخصائي تعديل السلوك، على ضرورة تقدير الأمهات لقيمة اللعب لدى الطفل، لافتًا إلى أن ممارسة الألعاب المختلفة سواء البدنية أو الذهنية هي بمثابة مهمة الطفل الأولى، وأحد العوامل المؤثرة على تنمية مهاراته العلمية والاجتماعية.

ونصح الدكتور أحمد الأمهات بكثرة الحديث مع أطفالهم، والإنصات إليهم، والرد على جميع استفساراتهم في مختلف المجالات، مع الحرص على تفعيل لغة الجسد أثناء الحوار والتي تتضمن النظر مباشرة إلى عيني الطفل، ولمسه، وضمه، وحمله، وتقبيله.

وحول آليات العقاب في حال وقوع الطفل في خطأ بيّن، شدد أخصائي تعديل السلوك على ضرورة وضع قواعد مسبقة وتعريفها للطفل قبل الشروع في معاقبته؛ حتى يكون على علم بنوع العقاب.

وحذر الدكتور أحمد من ذم الطفل أمام الآخرين، داعيًا إلى مدحه والثناء عليه نتيجة أفعال معينة قام بها، مع ذكر تلك الأفعال، من أجل تحفيزه على تكرارها مجددًا، مشددًا على أهمية وضع روتين يومي للطفل يتضمن مواعيد الاستيقاظ والنوم، ووقت اللعب، وأداء الواجبات المدرسية، وغيرها.

وأكد الدكتور أحمد، على أهمية احترام الوالدين لبعضهما البعض أمام أطفالهم؛ حتى في حال وجود بعض المشكلات بينهم؛ لأن ذلك يعزز من شعور الطفل بالأمان.

وأخيرًا نصح الدكتور أحمد علي، تقبل الأمهات للشخصية المختلفة لأبنائهم، ومنحهم المساحة الكافية لتكوين شخصيتهم وآرائهم والتي لا يجب أن تكون مستنسخة دائمًا من معتقدات الوالدين، شريطة أن يكون ذلك في إطار الآداب العامة المسموح بها.

وحول أبرز المؤلفات الهامة في مجال التربية الإيجابية للأطفال، رشح أخصائي تعديل السلوك وتنمية المهارات والتخاطب، ثلاثة كتب، وهي: التربية الإيجابية من خلال إشباع الحاجات النفسية للطفل، للكاتب مصطفى أبو سعد، والقواعد العشر: أهم القواعد في تربية الأبناء، والثالث، تربية الأولاد في الإسلام، للدكتور عبد الله ناصح العلوان.