دين التسامح.. قواعد التعامل في الأماكن العامة أثناء فريضة الحج

قواعد التعامل في الأماكن العامة مهمة جدًا للتعرف عليها أثناء أداء فريضة الحج للعام الحالي 1444هـ/2023م؛ للخروج منه بحج آمن وصحي دون إيذاء الآخرين.

تنظيم على أكمل وجه وتجهيزات على قدم وساق داخل أراضي المملكة العربية السعودية، لاستقبال حجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج لهذا العام 2023، وتقديم أفضل الخدمات لهم لتعظيم شعائر الله وإتمام أركان الحج في حالة من الروحانية والأمان والسلامة.

وسخرت المملكة بدعم قيادتها الرشيدة على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، كافة السبل والإمكانات لتوفير أعلى معايير الأمان والسلامة لحجاج بيت الله الحرام.

فريضة الحج وشعائر مباركة

ومع بداية شهر يونيو، يكتظ الحرمين الشريفين بملايين الزوار التي تتوافد من كل بقاع الأرض، لأداء فريضة الحج والشعور بروحانية هذه المناسبة الدينية التي ينتظرها كل مسلم من العام للعام، وهو ما يتطلب الإلمام بقواعد التعامل في الأماكن العامة؛ لعدم إزعاج الآخرين والتسبب في إفساد روحانية المكان.

وبين الوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، والإحرام، والسعي بين الصفا والمروة، تشدد الرئاسة العامة لشؤون الحرمين إجراءاتها الاحترازية لتسهيل أداء وإتمام جميع أركان الحج في أمان، وهو ما يستدعي بعض المجهود من حجاج بيت الله الحرام لمساعدة الجهات المختصة في إتمام أعمالهم على أكمل وجه، من خلال الالتزام ببعض القواعد والمعايير التي تحدد التعامل الصحيح في الأماكن العامة وآداب السلوك.

قواعد التعامل في الأماكن العامة

الإسلام هو دين المعاملة الحسنة والتسامح، وهو أول من حدد القواعد العامة للتعامل بين الأشخاص، من خلال قيمه، فالإتيكيت يعني التهذيب واللياقة، وتحسين علاقة الفرد بالمجتمع من خلال حسن التصرف، واحترام النفس والذات واحترام الآخرين، وهي أهم القيم التي يشدد عليها دين الإسلام.

كما أن احترام العادات والقيم الإسلامية والمجتمعية، من أهم قواعد آداب السلوك التي يجب الالتزام بها أثناء أداء فريضة الحج، وعلى رأسها ارتداء الملابس المحتشمة التي تليق بقدسية هذا المكان وتعظيم شعائر بيت الله الحرام، من خلال ارتداء ملابس الإحرام والملابس المحتشمة للسيدات.

كذلك الحفاظ على مستوى الصوت المناسب للكلام، ففي سورة لقمان الآية 19 قال الله تعالى «وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ»، بالتالي يجب التكلم بصوت منخفض وتجنب الصوت العالي، والبعد عن إصدار أي حركات أو أصوات غير مرغوب فيها؛ للحفاظ على الهدوء وقدسية المكان.

بالإضافة إلى احترام خصوصية الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم الخاصة، إلا في حالة طلب المساعدة فقط، بشرط توافر عنصر التهذيب سواء في الكلام أو النظرات، وتجنب التحديق في وجوه المارة من حولك.

النظافة والبعد عن التخريب

ومن أصول اللباقة في الأماكن العامة التي شدد عليها الإسلام أيضًا، الحفاظ على نظافة المكان الذي تتواجد به، خاصة داخل بيت الله الحرام، وعدم إزعاج الآخرين سواء بالقول أو الفعل؛ حيث يتوافد الملايين لأداء فريضة الحج وتعظيم شعائر الله عز وجل وليس لإزعاج الآخرين أو التدخل في شؤونهم.

كذلك عدم استغلال الموارد والخدمات التي يقدمها المكان بطريقة غير مناسبة؛ فهي منفعة عامة حتى يستفيد منها كل الزوار، بالتالي يعد تخريبها من الأعمال غير المحببة والتي تعكس صورة سيئة عن الشخص؛ حيث يجب التعامل مع الموارد والخدمات التي تقدمها الجهات المختصة على أنها ممتلكات شخصية وليست عامة والحفاظ عليها.

التخلي عن عادات الغضب والتأفف التي لا تتناسب مع قدسية المكان، فالهدوء والتهذيب من أهم العادات التي يشدد عليها الإسلام في التعامل مع الآخرين، فضلًا عن الالتزام بالدور وعدم التزاحم قدر الإمكان، فجميع المتواجدين سيؤدون أركان وشعائر الحج كاملة دون أي تأخير أو نقصان.

الحفاظ على المساحة الشخصية وتهذيب الأطفال

بالرغم من التزاحم الذي تشهده مناطق الحج خلال هذه الفترة من العام، يجب الحفاظ على المساحة الشخصية قدر المستطاع، وتسهيل إتمام فريضة الحج لكبار السن أولًا ومساعدتهم في حال الطلب؛ حيث أن حالتهم الصحية والجسدية قد تتطلب بعض المساعدة.

وأيضًا الحفاظ على هدوء الأطفال قدر المستطاع؛ لعدم إزعاج الآخرين أثناء أداء شعائر الحج، فضلًا عن إبعادهم عن الزحام والأماكن الحارة؛ حفاظًا على سلامتهم.

اقرأ أيضًا: كيف أفهم نفسي.. وكيف أفهم الآخرين؟