عند مقامك ياوطن يطيب الكلام

الوطن معنى مختلف لم يرد بعد في كل قواميس لغات العالم.

والوطن حكاية تروى من جيل إلي جيل ولم تكتمل فصولها إلى الآن؛ فكل فصل قيمة، وكل صفحة تحمل معاني الفضيلة، وكل سطر يضم مكارم الأخلاق وكل حرف يُعبر عن الانتماء والإخلاص والتفاني.

والوطن عشق أبدي يحتل القلوب والأرواح؛ بخشيةٍ تملأ النفوس وهيبة تفيض بها الأفئدة.

والوطن يستحق الكتابة بأحرفٍ من ذهبٍ وكلماتٍ من الزمرد واللؤلؤ والليمار وجمل من الياقوت والجواهر؛ فعند مقام الوطن تصغر النفوس وترخص الأرواح وتُقدم الأجساد وفاءً وعرفانًا.

والوطن يستحق التفكير والاحتفال كل لحظة وليس ميقاتًا سنويًا يحمله التاريخ الهجري والميلادي؛ ومع ذلك فإن الاحتفال باليوم الوطني مناسبة مهمة تستمد قيمتها من قيمة الوطن عند كل فرد، ويمكن أن يكون الاحتفال باليوم الوطني منصة للانطلاق وتاريخًا مميزًا لبدء رحلة التطوير والنهوض كل عام، ولا تتوقف إلا عند تحقيق كل الأهداف المنشودة؛ فالوطن قيمة سامية والوطن انتماء، والوطن تضحية وعطاء.

إن الاحتفال باليوم الوطني مناسبة تاريخية رمزًا؛ لكنها مناسبة لمراجعة الذات وتعميق حب الانتماء للوطن وتعزيز القيم الوطنية عند كل فرد من أفراد المجتمع.

والاحتفال باليوم الوطني يجب أن يكون مناسبة وانطلاقة فعلية لمجموعة من النشاطات الوطنية التربوية؛ كالتخطيط والتدريب والتنسيق والتقويم لجميع الجوانب الحياتية؛ عبر عملية منظمة، تعتمد التخطيط أساسًا لها، وتسير وفق برنامج زمني محدد، ولكل مرحلة من مراحلها أهدافها الخاصة بها. فالمملكة موعودة وفقًا لرؤية 2030م بطفرة اقتصادية وبرامج تنمية غير مسبوقة، والمزيد من برامج التنمية المستدامة استنادًا إلى خطط التنمية والتطوير الموضوعة، وتتطلب المرحلة المقبلة من مسيرة المملكة تضحيات كبيرة وعمل مستمر؛ فالتحديات أصبحت ماثلة ورحلة التنمية والتطوير يجب أن ترافقها قناعة بأهمية دور كل مواطن سعودي دون تحديد سن أو جنس.

ليكن اليوم الوطني مناسبة نستلهم منها الدروس والعبر.

وليكن مناسبة لزيادة اتحاد وقوة الأمة السعودية.

وليكن مناسبة نبدأ منها محاولة تذليل الصعاب، والمضي قدمًا نحو تحقيق الغايات والأهداف المنشودة.

لنبدأ منذ الآن السير إلى الأمام بقلوب يملؤها الرجاء في تحقيق الآمال.

ويبقي الوطن لنا فخرًا في صحونا ومنامنا وحين نجلس أو نقف حين نأكل أو نبتسم ثم يظل فخرنا بوطننا ما دمنا نشهق ونزفر؛ لأن إشعاع الحضارة الإنسانية بدأ مده من المملكة واستمر ممتدًا وسيظل مستمرًا إلى يوم البعث.