عبدالعزيز بن حمد يكتب: الأخت المنسية

بعد زواجها.. ليه ننساها؟.. نسمع ونقرأ الكثير عن حقوق الوالدين والزوجة والأبناء، لكننا لم نقرأ يوما عن حقوق الأخت خصوصًا بعد الزواج.

نعم، أختك التي خرجت من نفس الرحم بحاجتك أيها الأخ، هي بحاجة بعد زواجها إلى عطفك، نصحك، مشورتك، تثبيتك، وتصحيح خطئها.

علاقتنا بإخواتنا قبل أن يتزوجن قوية ولله الحمد، وهنا أتكلم بشكل عام، لكن من أن يأتيها رزقها وتتزوج، نبدأ في نسيانها ليس عمدًا لكن مع انشغالنا.

وتوالي الأيام والشهور يكون هناك فجوة ولا نلتقي إلا عند الوالدين بالصدفة، وهنا تكمن المشكلة، وأظن أن الأخوات افضل تواصلا من الرجال.

حديثي موجه للشباب مع أخواتهم، سواء المتزوجين منهم أو غير المتزوجين.

لا تتخيل كم أختك المتزوجة تطير فرحًا عندما ترى رقمك يتصل عليها للسلام والاطمئنان عليها وعلى حال زوجها وأولادها..

ألا تعلم أنها ترفع صوتها في المكالمة - فخرا بك - ليسمع زوجها أو أهل زوجها أن أخاها هو المتصل وتكتمل فرحتها عندما تقول لها اني سأزوركم غدًا ـ اشتقت إلى قهوتك ـ ولا تنسي أن تصلحي حلا القهوة الفلاني اللي كنتي تسوينه لنا، ثم تأتي لزيارتها وبيدك هدية لأطفالها من حلوى وغيرها.

كم هي الفرحة والسعادة تغمرها؟.. كم هي النشوة أمام زوجها؟.. كم هو الشعور بالقوة والسند بك بعد الله؟

لسان حالها لزوجها: نعم لي أخوة يسألون عني فأنا لست مقطوعة من شجرة، كم هي الكلمة التي تطرب لها عندما تسمع أطفالها يرددون خالي خالي وينادونك فرحًا وسرورًا.

تخيل مشاعر أختك أمام زوجها وأنت جالس بينهم تطمئن عليهم وتسأل عن أخبارهم.

لاشك أن سعادتها لا توصف وكأنها تردد في نفسها: "الله يكثر من هالزيارات"، وستصبح بعد خروجك الحديث الذي لا ينتهي تلك الليلة مع زوجها عن طيبتك ووفائك وصفحاتك البيضاء.

أتدري أنك قمت بعمل هو في عينك صغير، لكنه في عين أختك كبي.

ألم تسمع ويحز في خاطرك أن بعض الزوجات تكذب على زوجها تقول اتصل أخي فلان ويسلم عليك؛ لتشعر الزوج بأن وراءها أحد يسأل عنها؟!.

هل تتوقع أن معاملة زوج أختك لاختك إذا كنت على اتصال معها ومع زوجها مثل معاملته إذا انقطعت عنها؟.

أقصد هنا احترامها وتقديرها وحسن معاشرتها، تأكد أنها تختلف من غير تدخل في خصوصياتهم الزوجية بالطبع.

انتبه.. لا تأخذك الزوجة والأولاد وهموم الدنيا عن أختك المتزوجة التي دائمًا تحبك وتتمنى الجلوس والحديث معك، وخصوصا عن أيام الطفولة والذكريات الجميلة.

فهي بك تعتز، وبك تنتخي وتفتخر، فكن لها أملًا وفرحًا لا ألمًا وحزنًا، وإذا أردت أن تعرف قيمة الأخت فاسأل من حرموا من الأخوات.

"نعم إنها حبيبتك.. أختك المتزوجة.. ابنة أمك".

عبدالعزيز بن حمد بن أحمد الجعوان مؤسس ومدير شركة التركيبات العطرية

اقرأ أيضًا: هيئة الأفلام تشارك في الدورة 79 من مهرجان البندقية السينمائي (التفاصيل)